10:00 م
الخميس 23 نوفمبر 2023
وفقا لدراسة حديثة نُشرت في الدورية العلمية “PNAS”، يعيش أكثر من نصف جميع أنواع الكائنات البرية في التربة، ما يجعلها المكان الأكثر ازدحاما بالحياة على وجه الأرض.
لهذا السبب، قرر المصور الشهير الإنجليزي آندي موراي، أن يركز عمله في اكتشاف هذا العالم المجهول، الذي ندوسه يوميا بأقدامنا دون أن نراه.
يقول موراي لشبكة CNN إن هذه الكائنات “تعيش في هذا العالم الصغير، إنه مثل عالمنا، ولكن على نطاق أصغر”.
وأضاف: “إذا راقبتها لفترة كافية، فيمكنك أن ترى الأحداث ذاتها، يمكنك رؤية الصيادين والمطاردين، يمكنك رؤية الكائنات التي تتغذى على النباتات، وترى تفاعلات غريبة ومضحكة.. عالم ضخم وهائل لا نراه”.
ويسعى موراي لتغيير ذلك، ويأمل أن يتمكن من خلال التصوير الفوتوغرافي الدقيق من اكتشاف هذه الكائنات غير العادية.
يتذكر موراي، البالغ من العمر 56 سنة، كيف أن اهتمامه بالمجهريات يعود إلى أيام طفولته، ولكن القيود التكنولوجية لسنوات عديدة حالت دون قدرته على مشاركة ما كان يشاهده. ومنذ أكثر من عقد من الزمن، عندما أصبح التصوير الفوتوغرافي الماكرو ممكنًا باستخدام الكاميرا الرقمية، كرّس موراي وقته وجهده لهذه الحرفة، حيث كانت تشغل وقته إلى جانب وظيفته كموسيقي، وطاه، وحاليًا كمحرّر مستقل.
ورغم أنه لا يتمتع بأي خلفية علمية، فإن موراي يقول إنه يمتلك “الأدوات والشغف”، وسجل أكثر من 10 آلاف ساعة عمل بالحقول في أوروبا، وكذلك أستراليا ونيوزيلندا.
ويقدر أنه اكتشف خلال هذا الوقت 30 نوعًا جديدًا، بما في ذلك واحد في بركة حديقته. واستُخدمت صوره في التقارير العلمية، بما في ذلك دراسة “PNAS” الأخيرة، كما وثق النتائج التي توصل إليها على موقعه الإلكتروني “The Chaos of Delight”.
هناك احتمال لانقراض بعض كائنات التربة المجهرية قبل التعرف عليها، بسبب تدهور بيئتها بشكل متزايد. ووفقا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، فإن ثلث تربة الأرض تآكل بالفعل، ويمكن أن تبلغ نسبة التآكل 90% بحلول عام 2050.
ويوضح مارك أنتوني، عالم البيئة في معهد البحوث الفيدرالي السويسري لأبحاث الغابات، والثلوج، والمناظر الطبيعية، والمؤلف المشارك لتقرير “PNAS”، أن فقدان هذه الكائنات سيكون له آثار هائلة.
وتؤدي هذه المخلوقات الصغيرة دورًا كبيرًا على كوكب الأرض، سواء كمحلل أو كمصدر غذائي رئيسي للحيوانات في أعلى السلسلة الغذائية.
وحسب علماء فإن التربة من المرجح أن تكون موطنا لـ 59% من أنواع الكائنات الموجودة على الأرض، من الميكروبات إلى الثدييات.
وتوجد هذه الكائنات الصغيرة في جميع أنحاء العالم، وهي قادرة على البقاء على قيد الحياة في درجات الحرارة القصوى، ولكنها غالبًا ما تعتبر آفات، وتعرض للإبادة بالمبيدات الحشرية بسبب الأضرار التي يمكن أن تسببها للمحاصيل.
