نيزك ضخم ضرب صحراء مصر قبل 29 مليون سنة وترك لنا مادة نادرة
02:13 م
الأربعاء 22 نوفمبر 2023
توصل فريق علمي من ألمانيا ومصر والمغرب، إلى نتيجة مفاجئة تتعلق بمصدر الصخور الزجاجية النادرة، التي تنتشر بكثافة في صحراء بحر الرمال الأعظم، وقالوا إنها ناتجة عن اصطدام نيزك ضخم بهذه المنطقة قبل ملايين السنين.
وتمتد صحراء بحر الرمال الأعظم على مساحة 72 ألف كيلومتر مربع، وتربط بين مصر وليبيا. وتنتشر فيها هذه الصخور الغريبة من الزجاج الأصفر.
الصخور الزاجية الصفراء تحظى بتقدير جامعي المعادن لجمالها وندرتها النسبية وغموضها.
وتحتوي قلادة وجدت في مقبرة الملك المصري توت عنخ آمون على قطعة من هذا الزجاج.
كان أصل هذا الزجاج موضوع نقاش بين العلماء لمدة قرن تقريبًا. واقترح البعض أنه ربما يكون مشابها لصخور البراكين على سطح القمر. واقترح آخرون أنه نتاج ضربات البرق للرمال.
وتشير نظريات أخرى إلى أنها نتيجة للعمليات الرسوبية أو الحرارية المائية؛ ناجمة عن انفجار هائل لنيزك في الهواء؛ أو أنه جاء من حفرة نيزك قريبة.
تقول إليزافيتا كوفاليفا، المحاضرة في جامعة ويسترن كيب: الآن، بفضل تقنية الفحص المجهري المتقدمة، نعتقد أن لدينا الإجابة. لقد حددت، بالتعاون مع زملائي من الجامعات والمراكز العلمية في ألمانيا ومصر والمغرب، زجاج الصحراء على أنه نشأ من اصطدام نيزك بسطح الأرض.
الاصطدامات الفضائية هي عملية أساسية في النظام الشمسي، حيث تتراكم الكواكب وأقمارها الطبيعية عبر الكويكبات وتصطدم أجنة الكواكب (وتسمى أيضًا الكواكب المصغرة) مع بعضها البعض.
وفي عام 1996 قرر العلماء أن عمر الزجاج يقترب من 29 مليون سنة. أشارت دراسة لاحقة إلى أن المادة المصدر كانت مكونة من حبيبات الكوارتز، المغلفة بمعادن طينية مختلطة وأكاسيد الحديد والتيتانيوم.
أثار هذا الاكتشاف الأخير المزيد من الأسئلة، نظرًا لأن العمر المقترح أقدم من المادة المصدرية المطابقة في المنطقة ذات الصلة بصحراء بحر الرمال الأعظم. بكل بساطة: تلك المواد المصدرية لم تكن موجودة في ذلك الموقع قبل 29 مليون سنة.
وفي الدراسة الأخيرة، حصل أحد المؤلفين على قطعتين من الزجاج من أحد السكان المحليين في منطقة الجوف جنوب شرق ليبيا.
وخضعت العينات للدراسة باستخدام تقنية المجهر الإلكتروني النافذ المتطورة، والتي تسمح برؤية جزيئات صغيرة من المادة – أصغر بـ 20 ألف مرة من سمك الورقة. وعثر على معادن صغيرة في هذا الزجاج: أنواع مختلفة من أكسيد الزركونيوم.
أحد الأشكال المتعددة لأكسيد الزركونيوم في زجاج الصحراء الليبية يسمى الزركونيا المكعبة، وهو النوع الذي يظهر في بعض المجوهرات كبديل صناعي للماس. يمكن أن يتشكل هذا المعدن فقط عند درجة حرارة عالية تتراوح بين 2250 درجة مئوية و2700 درجة مئوية.
وهناك نوع آخر يتشكل عند ضغط مرتفع جدًا – حوالي 130.000 ضغط جوي.
وكشفت ظروف الضغط ودرجة الحرارة هذه بالدليل أصل الزجاج النيزكي. لأن مثل هذه الظروف لا يمكن الحصول عليها في القشرة الأرضية إلا عن طريق اصطدام نيزك أو انفجار قنبلة ذرية.