تقنية

خطر جديد.. جليد القطب الجنوبي يذوب بشكل أسرع من توقعاتنا


04:23 م


الأربعاء 26 يونيو 2024

اكتشف العلماء نقطة تحول جديدة نحو “الذوبان الجامح” للصفائح الجليدية في القارة القطبية الجنوبية، بسبب تسرب مياه المحيط الدافئة بين الجليد والأرض التي تقع عليها، وفقا لدراسة نشرت يوم الثلاثاء.
ورغم أن هذا النوع من الذوبان خضع للدراسة من قبل، فإن النماذج التي تستخدمها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة (IPCC) لتوقع تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري على القطب الجنوبي لم تأخذ في الاعتبار هذه الظاهرة بعد.
وقالت الدراسة التي نشرت في مجلة Nature Geoscience، إن العلماء قللوا بشكل منهجي من تقدير فقدان الجليد الذي شوهد حتى الآن.
مع ارتفاع درجات حرارة المحيطات بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري التي يسببها الإنسان، تذوب الصفائح الجليدية في القطب الجنوبي، ما يهدد بارتفاع منسوب مياه البحار العالمية ويعرض المجتمعات الساحلية للخطر.
وقالت الدراسة: “الزيادات في درجة حرارة المحيط يمكن أن تؤدي إلى تجاوز نقطة التحول، حيث تتدخل مياه المحيط بطريقة غير محدودة تحت الغطاء الجليدي، من خلال عملية ذوبان جامح”.
تقع الصفائح الجليدية في القطب الجنوبي فوق الصخر وتمتد إلى ما وراء الساحل لتطفو على البحر.
وأظهرت الدراسات السابقة أن مياه البحر الدافئة تتسرب إلى “منطقة التأريض” – حيث تلتقي الأرض والجليد – وإلى الداخل من تحت الجليد الطافي.
وأوضح المؤلف الرئيسي للدراسة ألكسندر برادلي أنه مع ارتفاع درجة حرارة المياه، ولو بنسبة ضئيلة، يتسارع التسلل من مسافات قصيرة تبلغ 100 متر إلى عشرات الكيلومترات، مما يؤدي إلى ذوبان الجليد على طول الطريق عن طريق تسخينه من الأسفل.
وقال برادلي، الباحث في هيئة المسح البريطانية للقارة القطبية الجنوبية: “كل عُشر درجة زائدة، يجعل هذا النوع من العمليات أقرب، ونقاط التحول هذه أقرب”.
ويأتي خطر ارتفاع مستوى سطح البحر عندما يتجاوز الذوبان المتسارع تكوين الجليد الجديد في القارة، وفقا لساينس ألرت.
بعض مناطق القارة القطبية الجنوبية أكثر عرضة لهذه العملية من غيرها بسبب شكل كتلة اليابسة، التي تحتوي على وديان وتجاويف يمكن أن تتجمع فيها مياه البحر تحت الجليد.
وقالت الدراسة إن نهر باين آيلاند الجليدي، وهو حاليا أكبر مساهم في ارتفاع مستوى سطح البحر في القارة القطبية الجنوبية، معرض لخطر الذوبان بسبب انحدار الأرض الذي يسمح بدخول المزيد من مياه البحر.
وقال برادلي إن النماذج العلمية تحتاج إلى تحديث لتأخذ في الاعتبار عنصر الذوبان للتنبؤ بشكل أفضل بخطر ارتفاع مستوى سطح البحر في المستقبل والاستعداد له.

وأضاف: “إنه يشدد حقًا على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة بشأن المناخ من أجل منع تجاوز نقاط التحول هذه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى