تقنية

التواصل مع الموتى بالذكاء الاصطناعي.. جدل أخلاقي يتصاعد


02:37 م


الثلاثاء 12 ديسمبر 2023

أثارت تقنية جديدة للتواصل مع الموتى، جدلا أخلاقيا في الولايات المتحدة، وفقا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز.

وقالت الصحيفة إن عددا من الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي تتيح لعملائها إمكانية البقاء على اتصال افتراضي مع أشخاص فارقوا الحياة، من خلال تطبيق يمكن تحميله على الهاتف يولد ردودا وآراء من الشخص المتوفى بناءً على ساعات من المقابلات التي أجريت معه قبل وفاته.

وتعرض هذه التطبيقات مقاطع فيديو تفاعلية يظهر فيها الأشخاص الموتى وهم يتواصلون بالعين، ويتنفسون، ويرمشون أثناء الرد على أسئلة ذويهم.

ولا تقدم هذه التطبيقات إجابات تخيلية، بل تُولد إجابات من الردود التي قدمها المستخدمون بالفعل لعدد من الأسئلة الحياتية مثل “أخبرني عن طفولتك” و”ما هو التحدي الأكبر الذي واجهته في حياتك؟”.

أستاذ الدراسات الرقمية في كلية ديفيدسون، مارك سامبل، قال للصحيفة “كلما ظهر شكل جديد من التكنولوجيا، هناك دائمًا الرغبة في استخدامه للاتصال بالموتى”، وأشار إلى محاولة توماس إديسون الفاشلة لاختراع “الهاتف الروحي”.

وتقدم شركة “ستوري فايل” نسخة عالية الدقة يتم فيها إجراء مقابلة مع شخص ما في الاستوديو بواسطة مؤرخ لتسجيل إجاباته وآرائه قبل وفاته، لكن الشركة تتيح أيضا إمكانية إجراء هذه المقابلات عن بعد وبطريقة أسهل عن طريق جهاز كمبيوتر محمول وكاميرا ويب.

وذكرت الصحيفة أن أحد مؤسسي شركة “ستوري فايل”، ستيفن سميث، طلب من والدته، مارينا سميث، تجربة هذه التكنولوجيا قبل وفاتها. وبالفعل ظهرت الصورة الرمزية الخاصة بها في جنازتها في يوليو، وبدأت تجيب عن العديد من الأسئلة التي طرحها عليها ذووها وقتها.

وذكرت “ستوري فايل” أن حوالي 5000 شخص أنشأوا ملفات شخصية. منهم الممثل إد أسنر، الذي أجرى مقابلته قبل 8 أسابيع من وفاته عام 2021.

وتكمن المعضلة الأخلاقية في تطبيقات الموتى في أن هذه التكنولوجيا أجبرت المستهلكين على مواجهة الشيء الوحيد الذي تمت برمجتهم بالطبيعة الإنسانية على عدم التفكير فيه وهو الموت، بحسب الصحيفة.

وقال المؤسس المشارك لإحدى شركات الذكاء الاصطناعي للتواصل مع الموتى “هير أفتر”، جيمس فلاهوس، في مقابلة: “التخوف من هذه التكنولوجيا أمر طبيعي لأن الناس يشعرون بحساسية تجاه الموت والخسارة. ولذلك من الصعب حاليا الترويج لهذه التكنولوجيا لأنها تجبر الناس على مواجهة الواقع الذي يفضلون عدم التعامل معه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى