“سجين سابق والرجل الثاني في الكونفو”.. كواليس من حياة رئيس نادي مازيمبي منافس الأهلي
09:02 م
الخميس 25 أبريل 2024
كتب- وائل توفيق:
يلتقى النادي الأهلي نادي مازيمبي الكونغولي غدًا في مباراة الإياب ضمن منافسات الدور نصف النهائي بدوري أبطال إفريقيا.
من ضمن اللقطات الواضحة التي أفلتت من التصوير الرديء لمباراة الأهلي ومازيمبي على ملعب تي. بي. مازيمبي، ظهر رئيس نادي مازيمبي مويس كاتومبي في المدرجات مرتديًا بدلة بيضاء بتاع لاعبيه بعدما حفزهم ودعى جمهور النادي بالصوم والصلاة للفوز على الأهلي، لكن النتيجة كانت أشبه ببدلته، بيضاء.
عام 1997، ترأس مويس كاتومبي نادي مازيمبي المؤسس في 1939، وحقق معه إنجازات إفريقية، حيث فاز بدوري أبطال إفريقيا 3 مرات، 2009، 2010، 2015، وكأس الاتحاد الإفريقي مرتين، 2016، 2017. كما شارك في كأس العالم للأندية 2010.
أصول مويس كاتومبي
أطلق كاتومبي صيحته الأولى في الدنيا بقرية كاشوبوي على حدود زامبيا، وشب وكبر في منطقة كاتانغا من الاستثمار في الزراعة، حيث روى في مقابلة مع “فرانس برس”، أنه زرع 6 آلاف هكتار ذرة و500 هكتار فول الصويا، لذا يستنكر على بلاده أنها لا تحقق الاكتفاء الذاتي من الغذاء، خاصة أن مقاطعته كاتغا تحتاج إلى مليوني طن ذرة سنويًا لكنها لا تنتج سوى 10 فقط.
تولى كاتومبي رئاسة مقاطعة كاتانغا، وسعى لزيادة الإنتاج الزراعي وحقق فعلًا انخفاضًا في الأسعار، وزاد من الاستثمار في الثروة الحيوانية والنقل وصيد الأسماك والمعادن.
لم يُعرف على وجه التحديد، مصدر ثروة كاتومبي، لكنه يؤكد أنه عندما كان حاكمًا لكاتانغا وصل جحجم مبيعات شركاته إلى 400 مليون دولار عام 2007، وهي تستثمر في طحن الدقيق بالإضافة إلى الاستثمار في الأسمنت والأسماك والنقل.
أسس رئيس نادي مازيمبي شركة إم سي كيه عام 1997، ثم أنشأ شركة نيكتورانس في فرنسا عام 2015.
سعى موسي كاتومبي للانتخابات الرئاسية في الكونغو
كان مويس كاتومبي- الذي يوصف أحيانًا أنه الرجل الثاني في الكونغو- في كوت ديفوار عندما علم بخبر مقتل صديقه شيروبين أوكيندي والعضو في حزبه السياسي “معًا من أجل الجمهورية”.
قطع كاتومبي مشاركته في الجمعية العمومية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف” وعاد إلى الكونغو ليشارك في جنازة وتكريم صديقه الذي عٌثر عليه مقتولًا بالرصاص.
أعلن كاتومبي ترشحه للرئاسة في مايو 2016، وقتها تعرض للتحقيق لاتهامه بوجود مرتزقة ضمن حرسه الخاص ونفى ذلك، لكن في الشهر التالي حُكم عليه في قضية سرقة عقارات لاتهامه من قبل مواطن يوناني بالتزوير لحيازة مبنى ضمن ميراثه.
حكم على كاتومبي بالسجن 3 سنوات في القضية، وصدر الحكم من محكمة السلام في لوبومباشي، جنوب شرق جمهورية الكونفو الديمقراطية
عاد كاتومبي من إنجلترا إلى الكونغو عام 2019 بعد الانتخابات الرئاسية التي أجريت في ديسمبر 2018، التي شهدت عودة منافسه جوزيف كابيلا.
قضى كاتومبي 3 سنوات بعيدًا عن بلاده، وشكل حينها تحالف مع حزب المعارضة”الاتحاد من أجل الديمقراطية والتقدم الاجتماعي” الذي يرأسه فيليكس تشيسيكيدي، وهو تحالف ساعده على الإفلات من سيطرة الرئيس جوزيف كابيلا الذي كان له سيطرة تامة في البرلمان.
لم يدم التحالف بين كاتومبي و فيليكس سوى عامين، حيث نشب بينهما خلافات واسعة حول الرؤى السياسية.
يطرح كاتومبي نفسه بمشروع سياسي يعتقد إنه سيساعده على النجاح في الانتخابات الرئاسية المقبلة المتوقع حدوثها في 2026، ويركز مشروعه السياسي على 4 مجالات رئيسية، الإصلا المؤسسي، الإصلاح الاقتصادي ومكافحة التغير المناخي وتنمية رأس المال البشري من زيادة الاستثمارات وتعزيز العدالة والنمو الاقتصادي.
ويرى وفقا لبي بي الفرنسية، أن الكونغو تعاني من ضعف مؤسساتها وتفشي الفساد وهروب المجرمين والفاسدين بالإضافة تفتت سلطة الدولة.
في عام 2015، سعى إلى توفير 3.5 مليون فرصة عمل وتنفيذ طريق بمساحة 23 ألف كيلو متر، وزيادة معدل إمدادات مياه الشرب في البلاد إلى 60%.