منوعات

واشنطن بوست الأمريكية تكشف كذب روايات الاحتلال بشأن أنفاق مستشفى الشفاء بغزة


11:15 م


الخميس 21 ديسمبر 2023

كتب- مصراوي

منذ بداية الحرب التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، كانت إسرائيل تعمل على ترويج فكرة أن هناك أسفل مجمع الشفاء الطبي أنفاق ومقر قيادة حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” تحت الأرض، وعدد من الأسرى ومخازن أسلحة، في محاولة لإعداد قضية عامة، تمهيدًا لاقتحام المجمع، حتى نشر الاحتلال في الـ15 من نوفمبر الماضي مقطع فيديو، يدعي فيه أنه إثبات مزاعمه.

وأعدت صحيفة “واشنطن بوست” تحقيقًا في الاعتداء على مجمع الشفاء الطبي أكبر مستشفى في غزة، إذ أكدت أن الأدلة التي قدمها الاحتلال الإسرائيلي تفتقر حول ما روجت له تل أبيب عن استخدام حركة حماس للمجمع الطبي كمركز للقيادة والتحكم خلال الحرب في القطاع.

واستندت واشنطن بوست إلى صور وفيديوهات مفتوحة المصدر، إضافة لصور الأقمار الصناعية وجميع المواد التي نشرها جيش الاحتلال الإسرائيلي، فضلًا عن تصريحات مسؤولين ومشرعين وقانونيين كبار والعاملين في المجال الإنساني.

ويظهر تحليل الصحيفة أن الغرف المتصلة بشبكة الأنفاق التي زعم جنود الاحتلال اكتشافها، أنه لا يوجد أي دليل مباشر على الاستخدام العسكري من قبل حماس، كما لا يبدو أن أي من مباني المستشفيات التي حددها المتحدث باسم دانيال هاجاري متصلة بشبكة الأنفاق، كما أنه لا يوجد دليل على إمكانية الوصول إلى الأنفاق من داخل أجنحة المستشفى.

وقبل ساعات من دخول قوات الاحتلال المجمع، رفعت إدارة بايدن السرية عن تقييمات المخابرات الأمريكية التي قالت إنها تدعم مزاعم إسرائيل، وفي أعقاب الغارة، تمسك المسؤولون الإسرائيليون والأمريكيون بتصريحاتهم، وفقًا لما قالته الصحيفة.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، لصحيفة “واشنطن بوست”، رفض الكشف عن هويته “نحن واثقون تمامًا من المعلومات الاستخبارية، التي تفيد بأن حماس كانت تستخدمها كعقدة قيادة وسيطرة”. “كانت حماس تحتجز الأسرى في مجمع المستشفى حتى وقت قصير قبل دخول إسرائيل”.

صورة2

وتحدث دانيال هاجاري الناطق باسم جيش الاحتلال لصحيفة واشنطن بوست: “قد نشر الجيش أدلة واسعة النطاق لا يمكن دحضها تشير إلى إساءة استخدام حماس لمجمع مستشفى الشفاء لأغراض إرهابية وأنشطة تحت الأرض”، وعندما سئل عما إذا كان سيتم تقديم المزيد من الأدلة من الشفاء، أكد أنه “لا يمكنه تقديم معلومات إضافية”.

“من قبل كنت مقتنعًا بـأن الشفاء هو المكان الذي تجري فيه هذه العمليات، لكن الآن اعتقد أنه يجب أن يكون هناك مستوى جديد من الادعاءات، ومن الضروري أن يكون لدى الاحتلال المزيد من الأدلة في هذه المرحلة”، بحسب ما قاله أحد أعضاء الكونجرس الأمريكي لصحيفة واشنطن بوست مشترطًا عدم الكشف عن هويته”.

وحللت واشنطن بوست صور الأقمار الصناعية والصور المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، لرسم خريطة للأضرار التي لحقت بالمستشفى وتحديد موقع المقبرة الجماعية التي تم حفرها قبل أيام من اقتحام الاحتلال للمجمع، حيث تظهر الأقمار الصناعية بتاريخ 26 نوفمبر الأضرار التي لحقت بالمستشفى.

تظهر الأدلة أنه أثناء احتلال الجيش الإسرائيلي لمستشفى الشفاء، الذي دام أكثر من أسبوع، نشر عدة مجموعات من الصور ومقاطع الفيديو، بأدلة مزعومة على نشاط عسكري لحماس داخل المستشفى وتحته، وبعد أقل من 24 ساعة من اقتحام الجيش المجمع، نشر لقطات فيديو تظهر المتحدث جوناثان كونريكوس وهو يسير عبر وحدة الأشعة، خلف جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي، يشير إلى ما يسميه “حقيبة الإمساك” التي تحتوي على بندقية من طراز AK ومخزن ذخيرة.

صورة3

الصور التي نشرها الجيش في وقت لاحق من ذلك اليوم تظهر الكمية الكاملة للأسلحة التي تم العثور عليها في المستشفى – نحو 12 بندقية من طراز AK، فضلًا إلى مخازن الذخيرة والعديد من القنابل اليدوية والسترات الواقية من الرصاص، ولم تتمكن الصحيفة من التحقق بشكل مستقل من ملكية الأسلحة أو كيفية وصولها إلى وحدة الأشعة.

وفي الأيام التي تلت ذلك، نشر جيش الاحتلال صورًا تظهر مدخل نفق في الزاوية الشمالية الشرقية لمجمع المستشفى بالقرب من مبنى الجراحة المتخصصة، وبعد ذلك نشر الجيش مقاطع فيديو لقواته وهاجاري وهم يستكشفون شبكة الأنفاق المتصلة بالعمود، والتي أظهرت نفقًا طويلًا يمتد شرقا من العمود ويمتد جنوبا أسفل وحدة الجراحة المتخصصة.

ورسمت الصحيفة مسار النفق من خلال تحديد الموقع الجغرافي لمواقع التنقيب داخل الشفاء وتحليل مقاطع الفيديو واحدًا تلو الآخر لتحديد اتجاه الشبكة وطولها، ثم رسمت مسارات الأنفاق على الخريطة الأصلية التي أصدرها الجيش الإسرائيلي في 27 أكتوبر، والتي قالت إنها تظهر المدى الكامل للبنية التحتية للقيادة والسيطرة التابعة لحماس.

صورة4

ولا يبدو أن أي من المباني التي أبرزها الجيش الإسرائيلي متصلة بالأنفاق، ولم يتم تقديم أي دليل يوضح أنه يمكن الوصول إلى الأنفاق من داخل أجنحة المستشفى، كما ادعى هاجاري، فضلًا عن أن الصحيفة حللت الأدلة المرئية التي قدمها الاحتلال جيش الإسرائيلي لرسم خريطة للنفق الموجود أسفل الشفاء ومقارنتها بالادعاءات الأصلية للجيش.

بدوره قال جيفري كورن، أستاذ القانون في جامعة تكساس التقنية: “إذا لم تجد في نهاية المطاف ما قلت إنك ستجده، فإن هذا يبرر الشكوك حول ما إذا كان تقييمك للقيمة العسكرية في ما إذا كان إجراء العملية مشروعًا أم لا”.

واختتمت الصحيفة تحقيقها، أن استهداف الاحتلال الإسرائيلي مستشفيات تضم مئات المرضى والجرحى والمحتضرين وآلاف النازحين لم يسبق له مثيل في العقود الأخيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى