منوعات

هنا توشكى.. كيف زرعت مصر الأمل في الصحراء؟

كتب- محمد سامي:
من نافذة الطائرة التى قطعت نحو ١٠٠٠ كيلومتر من القاهرة حتى مشروع “توشكى” القائم بمحافظة الوادي الجديد، أحاول ترتيب الأفكار في رأسي المتخمة بالأسئلة حول حجم الشائعات التي استهدفت وسيقت للتشويه والتقليل من هذا المشروع العملاق، لماذا هو تحديداً الذى نال هذا الكم من الأخبار المفبركة، ألم يشاهد المصريين على الهواء مباشرة خلال الفترات الماضية موسم حصاد القمح؟ ألم يروا الانتاج الذي خرج أمام العالم؟ فلماذا إذا عملت ترسانة الأكاذيب لتوجيه مدفعيتها تجاهه؟.

حينها بدت رمال الصحراء الذهبىية وهى تتحول شيئاً فشيئاُ إلى مساحات خضراء شاسعة للغاية، وحبات العرق المترقرقة على جباه الآلاف من العمال والفنيين والمهندسين المصريين الموجودين في مواقع العمل يصارعون صلادة الطبيعة والوقت والطقس الكائظ شديد الحرارة، ويشقون الجبال شقا لتجري فيها المياه متوكلين على الله ومتيقنين أنه لا يضيع عملهم حتى ولو كانوا يعملون في قلب الصحراء ولا أحد يعلم من عامة المصريين عنهم شيئاً، مؤكدين أنهم يفخرون بكل نبتة وزرعة جديدة تخط مستقبل الأجيال المقبلة من المصريين، باعتبارها الأمل لمصر وللمصريين.

هنا فى توشكى حيث النقطة الأخيرة التي وصلت إليها المياه عبر مسار الفرع رقم “4” من ترعة الشيخ زايد الممتدة بطول 50كم من بحيرة ناصر فى السد العالي إلى مشروع توشكى، حيث كانت العقبة الكبرى أمام استمرار حفر الترعة وجريان المياه لاستكمال زراعة 300 ألف فدان جبل ضخم من الجرانيت هناك يحتاج إلى اختراقه وهو الذي يبلغ عرضه 20 مترا وطوله 9 كيلومترات والذي احتاج إلى 3 ملايين طن من المتفجرات ليتم التمكن من اختراق الجبل الرخامي وتمرير المياه، وهو الأمر الذي أشار الرئيس السيسي إليه دوماً بأنه كان أحد أسباب توقف المشروع فى الماضي.

وطالب الرئيس عبدالفتاح السيسي بضرورة نقل الصورة كاملة للشعب المصري لما يحدث في توشكى من جهد وتعب ونحت في الصخر لتأمين الأمن الغذائي المصري، معتبراً فى اتصال هاتفي لـ”مصراوي”، ضمن جولة للمحررين العسكريين بأرض المشروع أن ما يجري على أرض توشكى إنجاز بكل المقاييس وليس فى توشكى فقط بل فى الفرافرة وشرق العوينات وعين الدلة وغيرهم من المشروعات الزراعية ضمن أراضي المليون ونصف فدان، مؤكداً على أن المصريين العاملين فى تلك المشروعات لابد أن يعلم عنهم المصريين ما يفعلوه لأجلهم.

وأشار السيسي إلى أن مصر تتجه فى الفترة الأخيرة إلى التصنيع الزراعي مثلما تم فى مشروع شرق العوينات وتم انشاء مصنع البطاطس، يتم الآن تدشين مصنعا للأخشاب يعتمد على جريد النخل بأحدث التقنيات العالمية وهو الامر الذي ستتوسع فيه مصر والحكومة خلال الفترة المقبلة.

“مصراوي” التقت المهندسين والعمال والفنيين ممن يواصلون الليل بالنهار هناك وتأكدت أن هناك فرق كبير بين الكلام والبناء، خاصة بعدما التقيت أحد شباب المهندسين بالشركات العاملة فى محطتي رفع المياه لأعلى لتوصيلها لزراعة 100 ألف فدان، كانت حبات العرق تتقاطر من جسده وسألته حول ما يحدث هنا لكنه أكد أن ما يحدث فى توشكى يشبه المعجزة وأنهم ينحتون الصخر بالمعنى الحرفي للكلمة متكاتفين جميعا سواء شركات أو ضباط الهيئة الهندسية.

وتابع: “احنا بنعمل حاجة كبيرة للبلد” كان مفروض على الأقل تنتهي خلال 4 سنين لكن بمتابعة دقيقة من القيادة السياسية والقوات المسلحة ومواصلة ساعات العمل ليلا ونهارا باتت محطة رفع المياه وشيكة على العمل مع قرب نهاية العام الجاري رغم أنهم بدأوا فيها منذ فبراير الماضي.

تدخل أحد المهندسين مشيراً إلى أن مصر منذ عام 1967 إلى 1973 وهى تدرس كيفية اختراق وهدم خط بارليف رغم أنه ساتر ترابي، لكنهم هنا وبجهود وإشراف القوات المسلحة نسفوا ما يقاربه ولكن من الرخام لشق ترعية مسار المياه لتروي الزراعات المخططة لها.

وأشار إلى أنهم هنا يعملون ويعملون فقط لا يملكون التباهي على السوشيال ميديا ولا التصوير لما يفعلوه ولا يزايدوا بوطنيتهم وبما يفعلوه على أحد ليقينه أنه وزملاءه وخلفهم الدولة بأجهزتها يوقنون أن هناك فرقا بين الكلام وبين العمل الفعلي، كلنا تركنا منازلنا وأسرنا لنبني بلدنا بصدق وبدون زيف أو مواربة.

ولفت إلى أن حديث الرئيس السيسي حول أن ما يجري في توشكى يضاهي إنشاء السد العالي كان دقيقاً وليس مجازاً خاصة مع حجم المجهود المبذول والنتائج المتحققة على أرض الواقع.

على هامش التجول بمحطتى رفع المياه في توشكي التقت “مصراوي” 3 مهندسين شباب من الشركات المنفذة للمشروع تحت اشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، مصطفى عبيد من شركة السويدي الكترك، ومحمد أحمد من شركة مدكور، وبهاء تمام من شركة ana الدولية.

وأفادوا أن محطة الرفع الرئيسية تنفذها شركة أوراسكوم والثانية شركة سياج وهما المحتطين اللتين ستدعما 59 محطة فرعية، لافتين إلى أنهم كمهدنسين متخصصين فى عمل شبكات الضغط المتوسط والمنخفض الكهربائية ضمن البنية التحتية لزراعة 100 ألف فدان، كما أن الشركات الثلاث فى المرحلتين عملا بهما نحو 30 الف عامل وفني ومهندس.

المستحيل بات هنا أمراً عادياً وممكنا أمام سواعد الرجال، لاسيما مع الحديث عن المشروع الذي تم تدشينه في يناير عام 1997، والذي عاني من الإهمال وسوء الإدارة، إلى أن جاء قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي فى عام 2014، بإعادة إحياء مشروع توشكى ضمن خطة الدولة لإطلاق عدد من المشروعات الكبرى، وتنفيذًا لبرنامج الرئيس عبدالفتاح السيسى، لاستصلاح مليون فدان ضمن الخطة القومية لاستصلاح 4 ملايين فدان خلال 4 سنوات.

وبحسب المسؤولين فإن الخطة الأولى فى احياء المشروع كانت حينما زار المشروع المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء حينها، فى ذلك الوقت فى 23 يوليو 2014 للتعرف على المشاكل التي تواجهه، وذلك بعد قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بالبدء فورًا في استكماله.

يقع مشروع “توشكى الخير” فى منطقة توشكى جنوب أسوان، وكانت فكرة إنشاء المشروع بهدف خلق وادى جديد في الصحراء الغربية على مساحة 540 ألف فدان، وتصل في المستقبل إلى مليون فدان، موازٍ لوادي النيل، وبلغت تكلفة المشروع 6.4 مليارات جنيه، وتم البدء فيه في أكتوبر 2020 وقد تم زراعة 30 ألف فدان قمح خلال أول 3 أشهر من بداية المرحلة الأولى، إضافة إلى إنهاء تجهيز حوالي 100 ألف فدان قابلين للزراعة، وجارى تجهيز 100 ألف فدان أخرى بنهاية العام الجارى.

ويوضح المسؤولين أنه في إطار إعادة إحياء المشروع تم حفر وتبطين ترع بإجمالي طول 19,8 كم وجاري حفر ترع بطول 18,2 كم، وتم إنشاء عدد “52” محطة طلمبات تضم “219” طلمبة لضخ المياه لأجهزة الري المحوري وجارٍ إنشاء العديد من المحطات الأخرى، كما تم مد شبكات رى بإجمالى أطوال 420 كم “بأقطار تتراوح من 180 مم إلى 1200 مم” إضافة إلى 670 كم جاري تنفيذها لتصل أطوال شبكة الرى إلى 1090 كم.

إلى جانب توريد وتركيب وتشغيل “497” جهاز ري محورى بمناطق الأسبقية العاجلة واستكمالها لتصل لنحو “800” جهاز للمرحلة الأولى، كما تم إنهاء 415 كم من شبكات الطرق الرئيسية والمدقات ويتم حاليًا تنفيذ 677 كم أخرى من إجمالي 1092 كم المستهدفة. إضافةً إلى الانتهاء من تنفيذ جميع أعمال الكهرباء لتغذية محطات الطلمبات وأجهزة الري المحوري متمثلة في عدد “2907” برج هوائي بإجمالي 650 كم هوائيات، وأيضًا وصول شبكات السكة الحديد.

ويتضمن المشروع – بحسب المسؤولين- إنشاء عدة مصانع لتعبئة وتغليف الحاصلات الزراعية، كما يستهدف خلق مناطق جديدة بمصر، مجهزة وممهدة بشبكة طرق جديدة، للربط بين مدن صعيد مصر والتجمعات السكانية، لزيادة فرص العمل وتشغيل الشباب والخروج من الوادي الضيق، وسد العجز بين الإنتاج والاستهلاك.

“مصراوي” داخل مزرعة النخيل وترصد جني التمور
في الخامس عشر من مارس 2019 شاهد المصريين الرئيس عبدالفتاح السيسي يغرس شجرة نخيل رفقة عدد من وزراء الحكومة آملين فى الله خيراً بأن تكون باكورة الخير لتلك المزرعة المخطط لها أن تكون الأكبر في العالم، وها نحن اليوم وبعد مرور 4 سنوات أتى وقت الحصاد.

أشجار نخيل مستوى النظر لا يصل لنهايته، بتنسيق وترقيم دقيق، وعناية فائقة ومسافات بينية بالمقاس، وتتدلى منها أسبطة التمر بصنوفه وأشكاله بعدما بات جاهزاً وحفظه العمال المزارعين بربط أكياس بلاستيكية ونايلون حول تلك الأسبطة لكي لا تتضرر من الطيور أو الحشرات.

العمال يفتحون الأكياس ويرصون الأقفاص البلاستيكية بنظام ومهمة اعتادوا عليها وخلفهم يقف مشرفين للاستشارة إذا ما طرأ شىء يحتاج المراجعة، ليس ذلك فقط ولكن فى وجود مهندس رزراعي متخصص من معهد البحوث الزراعية للنخيل يتابع كل شىء ويشرف عليه أيضاً لا سيما أن بروتوكول تم توقيعه بين الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية وبين المعهد للتعاون بينهما بوجود مهندس مقيم أسبوعيا لمتابعة الزراعات.

تحدثت “مصراوي” مع احمد محمد على وهو عامل ضمن عمال الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراض الصحراوية، يبلغ من العمر 27 ربيعا، ويقيم فى محافظة أسوان، ويعمل منذ 4 سنوات فى الشركة بمزرعة نخيل توشكا، يوضح أن شهد مراحل المزرعة منذ كانت صحراء حتى انتجت محصولها بلافتاً إلى أنه لن يشعر أحد بمثل ما يشعر به من سعادة إلا إن كان فلاحا ويدرك قيمة الأرض والزرع فهو الشعور الأفضل على الإطلاق.

أحمد أضاف أثناء جنيه التمر أن الشجرة الذي يعمل بها صنفها من نوع “خلاص” وأشار بيده إلى نخلة أخرى على بعد أمتار بأنها من نوع “مجدول”، وأنه يتقاضي 8 الاف راتباً وهو مالا كان يتحصل عليه سابقا من اي عمل كما أنه بات قريبا من أسرته وهو الأمر الأهم الذي جعله يكةن مرتاحا، مشيراً إلى أنه عمل فى السابق فى الزراعة قبل الانضمام لتوشكى وعمل بصناعات عدة لكنه وجد راحته فى هذا العمل باعتباره أيضاً خدمة للبلد وفخور بما يفعله.

وأشار أحمد إلى أن شجرة النخيل الذي يجني فيها يتراوح انتاجها بين 80: 100 كجم من التمر، وهنا تدخل أحد المهندس زراعي احمد مدحت من مركز بحوث الصحراء ومسؤلا عن متابعة الزراعةفي مزرعة النخيل مفيداً بأن المزرعة بها ١.٧ مليون نخلة وجاري زراعة ١٧ الف فدان آخرين من النخيل والتوسع به، لا سيما أن لديهم ٣٦ صنف نخيل منزرع، و١٢ صنف مستحدث تم استحداثهم واختبارهم بمركز البحوث وهم من توشكى 1 إلى توشكى 12 وسيتم زراعتهم فى الفترة المقبلة بعد الاعلان عنهم.

وكف المهندس أحمد أن أشهر أنواع التمور بمزرعة توشكى هم “البرحي” و”المجدول” و”الشيشي” و”السكري” و”الخلاص”.

فى مدخل المزرعة ظهر لنا النخلة الذي زرعها الرئيس عبدالفتاح السيسي بيده قبل أعوام ويجلس تحتها فارس عبدالله وهو شاب ينتمي إلى مدينة إسنا بالاقصر يجمع التمر منها بزهو وفخر قائلاً “أي حد بيشكك فى توشكى مشر هنرد عليه ونقوله غير يا ريت يجي يشوف بعنيه” مستطردا “يجي يشوف الخير” ورفع حفنة من التمر الحصاد ثم عاود رصها من جديد، موضحاً أنه فخور بأنه المسؤول عن جني تمور النخلة الذي زرعها الرئيس السيسي بيده وانه سيروي ذلك لأسرته لتكون ذكرى جيدة فى حياته.

وبحسب تقرير رسمى لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى فإن مزرعة نخيل التمر بتوشكى بمحافظة أسوان، تعد أكبر مزرعة نخيل مزروعة في مساحة واحدة في العالم، مما جعلها تدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية.

وأوضح التقرير أنه يتم فى هذه المزرعة زراعة 2.5 مليون نخلة على مساحة 38 ألف فدان، وجميع الأصناف المنزرعة فيها ذات عائد اقتصادي مرتفع، وهي أصناف عربية على السبيل المثال: “المجدول والبارحي والخلاص والسكري والعنبره وعجوة المدينة والصقعي ونبتة سيف والشيشي والشبيبي”.

كما يتم حاليا إنتاج التمور ذات القيمة التسويقية المرتفعة والمطلوبة لدى الأسواق الدولية، وعلى رأسها التمور المُنتَجة من المشروع القومى الخاص بإنشاء أكبر مزرعة نخيل تمر بالعالم على مساحة 40 ألف فدان بتوشكى، حيث تؤكد الإحصائيات أن هناك زيادة مستمرة وملحوظة فى عدد النخيل الكلى والمثمر تصل لـ3 ملايين و600 ألف نخلة.

وتعتبر مصر من أكبر منتجى التمور فى العالم حيث تنتج حوالى 18% من حجم الانتاج العالمى، 25% من حجم الانتاج العربى ، حيث لديها تقريباً 16 مليون نخلة مُثمره بإنتاجية 1.6 مليون طن من التمور، حيث تحتل مصر المرتبة الثامنة للدول المصدره للتمور.

ومن مزرعة التمور إلى زراعات الليمون في توشكى، بأجارها المزهرة المثمرة، والمنزرعة على مساحة١٦٠ فدان بواقع ٧ آلاف شجرة ليمون من نوعية بنزهير وتنتج بين 80: 90 طن من ثمار الليمون.

ويعرف الليمون البلدي في مصر في مصر بالليمون البنزهير أو الرشيدي أو المالح أشجاره كبيرة الحجم ولكنها غير مرتفعة وغير منظمة التفريع . كثيرة الأشواك والأوراق صغيرة مكتظة جلدية خضراء باهتة اللون ذات طرف غير مدبب وعنق الورقة قصير ذو أجنحة والثمرة قشرتها صفراء باهتة اللون رقيقة عند تمام النضج ملتصقة تماما بالفصوص.

يتراوح عدد الفصوص من 9-10 فصوص . والبذور بالثمرة 4-6 بذرة والثمرة عصيرية والحموضة بها 7-9% ومحصول الشجرة من 2000-3000 ثمرة وقد تزيد عن ذلك ما لم تعامل الأشجار معاملة خاصة كما في التصويم فإن المحصول ينضج في يوليو وأغسطس وحتى نوفمبر .

تنقلت “مصراوي” بعد ذلك إلى مزرعة العنب، والتقينا بالمهندس أحمد محمد عبدالجليل رئيس قسم زراعة العنب بمزرعة عنب توشكى، والذى أوضح أنه يوجد فى المزرعة ٦ أصناف من العنب منزرعة على مساحة تبلغ 200 فدان بانتاجية بين ٦ : ٧ طن من العنب للفدان الواحد.

وخلال الفترة الماضية، حظي مشروع تطوير قرى توشكى الجنوبية بتقديره كأفضل مشروع بيئي في العالم، ضمن مسابقة التحكيم العالمية لأفضل وأرقى المشروعات والإنشاءات الهندسية على مستوى قارات العالم للعام 2022، وفقاً لمؤسسة ENR الأمريكية العالمية الخاصة بالاستشارات الهندسية.

وفي مزرعة المانجو، التقينا بالمهندس عبدالسلام احمد مهندس المشرف على مزرعة المانجو، والذى أوضح أن زراعات المانجو ممتدة على مساحة ٣٢ فدان وتنتج فى الطن الواحد 8 أطنان من ثمار المانجو.

ولفت المهندس عبدالسلام أنه ولأول مرة يتم زراعة ٤ أصناف مختلفين منهم المانجو في توشكى ومن أشهرهم “شيلي” و”كينت”، لافتاً إلى أنه جاري التوسع فى زراعة المانجو .

مدينة توشكى

لم يكن أي من تلك الزراعات والمشروعات ليكون موجودا لولا وجود مدينة توشكى الجديدة والتي تقع جنوب شرق طريق أسوان / أبو سمبل وتبعد عنه مسافة كيلو متر واحد وعلى مسافة حوالى 55 كم من الساحل الغربى لبحيرة السد العالى.

كما تقع شمال غرب مدينة أبو سمبل بمسافة 90 كم ، والموقع عبارة عن منطقة صحراوية يحدها من الشمال طريق أسوان / أبو سمبل ومزرعة الوليد بن طلال ، وتقع ترعة الشيخ زايد جنوب مدينة توشكى على الجانب الشرقى منه.

وهي مدينة جديدة تتكامل مع القرى الريفية المحيطة بمشروع توشكى، تستوعب 80,000 نسمة وتوفر 30,000 فرصة عمل. وتضم المدينة خدمات وأنشطة ترفيهية مختلفة وصناعات خفيفة ووسائل للتصنيع الزراعي.

تم تنفيذ المرحلة الأولى من توشكى الجديدة بتكلفة 500 مليون جنيه لتستوعب 17,000 نسمة و1000 وحدة سكنية، وتقع توشكى الجديدة في محافظة أسوان، جنوب شرق طريق أسوان – أبو سمبل ومزرعة الوليد بن طلال وشمال ترعة الشيخ زايد. وتبعد المدينة 55 كم من الساحل الغربي من بحيرة السد العالي و90 كم من مدينة أبو سمبل.

وتبلغ مساحة المدينة (الكردون الداخلي) 2873 فدان، ومساحة الكردون الخارجي 10992 فدان، وبها 612 وحدة ضمن مشروع الإسكان المتوسط بتكلفة: 275 مليون جنيه، كما تتراوح مساحات الأراضي الخدمية والاستثمارية في توشكى الجديدة من 252 متر مربع إلى 113,400 متر مربع.

وتشمل على مسجد بتكلفة 5.5 مليون جنيه، ووحدة صحية بتكلفة 5.5 مليون جنيه، ومركز تجاري بتكلفة 25 مليون جنيه، ومدرسة بتكلفة 6 مليون جنيه، ومحطة مياه بتكلفة 31 مليون جنيه، ومدرسة تعليم أساسي وحضانة.

– كيف تعمل الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية؟

يظن البعض أن الشركة تقوم بكل شىء في توشكى وأن لها الرأي الأوحد في كل شىء، إلا أن اللواء توفيق سالم رئيس مجلس ادارة الشركة كشف أن مهمتهم الأساية هي زراعة الاراضي التى لم تزرع من قبل وهى مغامرة خطيرة.

ولفت إلى أن الله يجعلك ترس في ماكينة لتخضير ارض بعدما كانت صفراء متعة لا تضاهيها أي متعة، وأوضح أن مهتمتهم هي الإشراف ومتابعة التنفيذ فقط لأن هناك متخصصون فى الزراعة وآخرون فى البنية التحتية، إلا أن مهمتهم الدقيقة هى متابعة المخطط تنفيذه بدقة وباهتمام وجهد.

وشدد اللواء توفيق أن الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية باعتبارها المسئولة عن مشروع توشكى فهي ليس فوق القانون كما يزعم البعض لكنها تخضع للمراجعة من قبل الجهاز المركزي للمحاسبات، كما أن الشركة يعمل بها نحو 4 الاف مدنى.

وطمأن اللواء توفيق المصريين بشأن المياه المستخدمة في توشكى مؤكدا أنهم يسيطرون على المياه بشكل جيد وهي القادمة عبر ترعة الشيخ زايد، مشدداً على أنهم يحافظون على نقطة مياه خلال الري حفاظاً على الأمانة لا سيما مع الفقر المائي لمصر.

ولفت إلى أنهم يخططون لزراعة ما يزيد عن 500 الف فدان قمح فى الموسم الجديد بعدما كان 300 الف، معتبرا أن الزيادة السنوية هي شهادة النجاح بالنسبة لهم والت تكون زيادة بمتوسط 150 الف فدان سنويا، وأضاف أنه إلى جانب القمح والتمور هناك ذراعات عديدة كالذرة والنباتات العطرية وبنجر السكر .

ووجهت “مصراوي” سؤالا له حول الأنباء المتداولة بأن مصر ستشتري القمح من أحد الشركات المملوكة لدولة عربية فى مشروع توشكى بمصر، وأوضح في هذا السياق أن هذا غير صحيح لأن الدولة المصريية ممثلة فى وزارة التموين بالفعل تشتري قمحا من من تلك الشركة لكن ليس الموجود فى مصر ولكن فى دولا اخرى خارجية وهو ما يحدث مع الكثير من الشركات، مشددا “نشترى من مزارعها خارج مصر” لان كل الزراعات القمحية يتم توريده لوزارة التموين

ولفت إلى أن الجهات المعنية تشارك في الخطط والدراسات اللازمة، من خلال المراكز البحثية التابعة للدولة، خاصة في مجال الموارد المائية وتقييم استخدام مصادر الطاقة المتجددة، وجودة التربة (حوالي 3.30 مليون فدان) لتحديد صلاحية المساحات المناسبة للزراعة.

كما قامت الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية والهيئة القومية للاستشعار عن بعد لتقييم المخاطر البيئية لحركة الكثبان الرملية والفوالق الأرضية باستمرار، لتحسين الأداء، ورفع الكفاءة لزيادة الإنتاجية، من خلال استخدام النظم الحديثة، وتطبيق الأبحاث العلمية، الخاصة بزيادة الإنتاجية، وتحسين السلالات.

ووفق وزارة التخطيط، فإن جهود مصر خلال العامين 2022 و2023، تستهدف زيادة الرقعة الزراعية بنحو نصف مليون فدان في نطاق مشروعات التوسّع الأفقي، وبخاصة مشروع مُستقبل مصر والدلتا الجديدة على محور الضبعة بالساحل الشمالي الغربي، ومشروع تنمية توشكى جنوب الوادي الجديد، ومشروع شرق العوينات بالجزء الجنوبي الغربي من الصحراء الغربية، وزيادة الاعتماد على الذات في الزراعة المصرية لتوفير الأمن الغذائي”.

وتوضح وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي أن المُستهدف رفع نسب الاكتفاء الذاتي من القمح من 45% عام 2020 إلى 65% بحلول عام 2025، ومن الذرة الصفراء من 24% إلى 32% خلال الفترة ذاتها، ومن الفول البلدي من 30% إلى نحو 80%، ومن العدس من 12% إلى 16%، ومن المحاصيل الزيتية من 3% إلى 10%، ومن اللحوم الحمراء من 57% إلى 65% ومن الأسماك من 82% إلى 85%”،.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى