منوعات

نوافذ على صحافة المستقبل

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

أدت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، والتضخم المالي العالمي، والضغط المتزايد على إنفاق الأسر، إلى خلق حالة من الخوف، وعدم اليقين لدى الجمهور، وتزايد المخاوف بشأن استدامة بعض وسائل الإعلام.

إحباط الأخبار

في بحث لمعهد أكسفورد رويترز، أبدى جزء كبير من الناشرين (72٪) الذين ينضوي تحتهم محررين، ومديرين تنفيذيين، وقادة رقميين، أبدوا قلقهم من تزايد التجنب الانتقائي للأخبار من القراء Selective Avoidance of the News، لا سيما فيما يتعلق بموضوعات مهمة، لكنها ذات طبيعة محبطة، مثل الحرب في أوكرانيا، وتغير المناخ.

حالة الإحباط هذه، أدت لتوسيع مؤسسات إخبارية من عمليات تسريح الصحفيين، وتركيزها بشكل أكبر على إنتاج إيجابي وتوضيحي Explainer Content، ونماذج الأسئلة والأجوبة Q&A Formats، ونماذج قصص ملهمة Inspirational Stories، كما يضع كبار الناشرين حاليا مزيدا من الموارد في البودكاست والقراءة الصوتية الرقمية Digital Audio.

يأتي ذلك في وقت تكافح فيه شبكات التواصل الاجتماعي من الجيل الأول مثل فيسبوك وتويتر من أجل الاحتفاظ بجمهورها، فكبار السن يشعرون بالملل من هذه المنصات، أما الأصغر سنا فيهاجرون إلى منصات جديدة مثل تيك توك.

ويقول ناشرون إنهم يولون اهتمامًا أقل بفيسبوك وتويتر هذا العام، مع بذلهم جهد أكبر في تيك توك، وإنستغرام، ويوتيوب، وجميع الشبكات التي تحظى بشعبية لدى الشباب.

وعلى الرغم من تزايد المخاوف بشأن أمن البيانات والتداعيات الأوسع للملكية الصينية لـ تيك توك، فالاهتمام المتزايد بالمنصة يعكس الرغبة في التعامل مع الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 25 عامًا، وتجربة سرد القصص بالفيديو العمودي Vertical Video Storytelling.

على الجانب الآخر، أدت التخوفات من الانهيار الداخلي المحتمل لتويتر جراء ملكية إيلون ماسك، إلى التركيز على قيمته بالنسبة للصحفيين. وأشارت دراسات حديثة أن الضعف الحالي لتويتر “مضر جدا” بالصحافة.

صحافة الذكاء الاصطناعي

كشفت التطورات الهائلة في الذكاء الاصطناعي عن المزيد من الفرص للصحافة، وتقدم التطبيقات الجديدة مثل ChatGPT وDALL-E 2 فرص إنشاء أنواع جديدة من المحتوى شبه الآلي.

وتعمل شركات إعلام حاليا على دمج الذكاء الاصطناعي في خدماتها لتقديم تجارب أكثر قربا من الجمهور User Generated Content، إلا أن هذا التكامل بين الصحافة والذكاء الاصطناعي لا ينطبق على metaverse، التي أنفقت شركة ميتا مليارات لتطويره، ما يعكس شكوكًا متزايدة حول إمكاناته للصحافة.

على الجانب الآخر، تستمر النظارات الذكية وسماعات الرأس VR، وهي اللبنات الأساسية لميتافرس، في جذب الانتباه، خاصة مع انضمام شركة آبل قريبا إلى المنافسة وإطلاق أول سماعة رأس VR لها.

في هذا السياق، فإن المؤسسات الإخبارية التي لم تتبن بعد التحول الرقمي الكامل ستكون في وضع صعب للغاية، فالتطور في السنوات المقبلة، لن يقاس بسرعة التحول الكامل لنموذج رقمي، وإنما من خلال تلبية النموذج الرقمي نفسه لتوقعات الجمهور المتغيرة بشدة.

ووسط تكهنات بتزايد وتيرة الابتكار الصحفي هذا العام جراء دعم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وتوفير محتوى يلبي احتياجات الجمهور وتوقعاته، فأن التحذيرات أيضا تتزايد من تشكيل الذكاء الاصطناعي يومًا ما تهديدًا وجوديًا للبشرية، ووجوب اعتباره كخطر مجتمعي على قدم المساواة مع الأوبئة والأسلحة النووية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى