منوعات

محمد صلاح المُفترَى عليه

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

أخطر ما يهدد المجتمع المصري الشبكات العنكبوتية الإلكترونية أو بمعنى أشمل شبكات التواصل الاجتماعي التي وجد فيها بعض الأقزام والكومبارس والصغار ضالتهم ليكيلوا الشائعات والاتهامات للنماذج والرموز الوطنية في كل مجال من المجالات في مصر.

والأدهى أن أشباه الرجال هؤلاء- وهم قلة فمصر مليئة بالرجال العظماء- يتوهمون أو يتخيلون أنهم يستطيعون أن يفعلوا شيئًا، وهم واهمون؛ لأنهم نكرات اجتماعية ورياضية وسياسية فلا وجود لهم داخل بيوتهم نفسها، وهم عبء على أنفسهم وعلى من حولهم بل على الدولة، وهم أول من يهرب من السفينة إذا شعر أنها ستغرق.

ففي أول هبة بعد 25 يناير اختفى 5 ملايين عضو من أعضاء الحزب الوطني المنحل، كالبخار في الهواء، ولم يعد لهم وجود لأن اتفاقية شرف اللصوص هي التي كانت تجمعهم، ولعبة المصالح الشخصية هي التي كانت تقودهم بلا هوية ولا انتماء ولا دفاع عن مبدأ أو حق، وكذلك بعض الكرتونات السياسية التي نعيشها الآن، وبعض الذين ما زالوا يعيشون على ذكرى الحزب الوطني المنحل، تجدهم اليوم هم الذين يحتلون كثيرًا من الأحزاب الموجودة والتي ليس لها قاعدة جماهيرية من خلال الإحصائيات والبيانات والمواقف والأحداث.

وهذا يذكرني بأمين تنظيم الحزب الوطني المنحل أحمد عز الذي أسقطته الجماهير في كل ميادين التحرير، وكان الخلاص منه هو أول قرار بعد 25 يناير؛ لأنه كان عبئًا على الشعب وعلى الدولة، وكذلك حال بعض الأحزاب والمستنقعات السياسية.

الذى دفعنى أن أكتب ذلك هو ما نراه وما نسمع من جلد للذات واستهداف ممنهج، ومحاولة تشويه أحد سفراء مصر في الخارج بمعنى الكلمة وهو النجم محمد صلاح، هذا الفتى المُفترَى عليه الذى استطاع في زمن قياسى لم يحدث فى تاريخ الكرة المصرية أن يرفع اسم مصر فى كل المحافل والأماكن والتجمعات الرياضية العالمية، بطريقة لو أنفقنا مليارات الدولارات لنصل إليها ما وصلنا، ونحن غير قادرين على إنفاق هذه المبالغ فى ظل الأزمات الاقتصادية التى نحياها.

فمحمد صلاح استطاع بمهنية وحرفية والعمل من خلال دراسات وليس عشوائيات أن يرفع اسم مصر وعَلَمها فى كل مكان فى العالم وأصبح اسمه فى ليفربول أيقونة لجماهير النادى والدورى الإنجليزى بل جماهير كرة القدم فى العالم كله، حتى استقبله ولى العهد البريطانى الحالى قائلًا له «أنت نموذج لكل شاب»، بينما نحن نجد الاستديوهات الرياضية التى تهاجمه أصبحت وبالًا على الكرة المصرية، وأنا لا أفهم معنى أن يستمر استوديو تحليلى 5 أو 6 ساعات، فهذا فراغ رياضى وعبث بمقدرات الرياضة المصرية، ولولا بركات أولياء الله الصالحين، ودعوات الطيبين من شعب مصر، ما وصل الأهلى إلى نهائى دورى أبطال إفريقيا، ولما حصد الزمالك بطولة الكونفدرالية الإفريقية بنصر تاريخى على فريق نهضة بركان، وهذا يؤكد فشل اتحاد الكرة فى موضوع قيد نادى الزمالك (وربنا ينصر الأهلى أيضًا والناس تفرح)، وعلى رأى محمد نوح (شدى حيلك يا بلد).

وهذه هى البارقة الوحيدة فى منظومة الرياضة المصرية التى تراجعت نتيجة الشللية والمحسوبية وعدم اختيار الكوادر الرياضية الكفؤة التى تقود قاطرة الرياضة المصرية؛ لأن الرياضة أصبحت علمًا ودراسة، وليس تربيطات وعشوائيات على طريقة عدوية (السح الدح امبو)!.

ونعود إلى محمد صلاح المُفترَى عليه نجد أن أقلامًا وأسماء وكيانات أذاعوا وجود خلاف بينه وبين حسام حسن، المدير الفنى لمنتخب مصر، ثم حولوا هذا الخلاف إلى أزمة أخطر من أزمة غزة، التى استعصى حلها على العالم وأصبحت الأزمة الآن عند هؤلاء هل سيعود محمد صلاح للمنتخب أم لا؟!.

وصدقونى فإن محمد صلاح يعشق مصر، وهو شرف لأى دولة وأى شعب، وها نحن نجد الأندية السعودية من خلال الصندوق السيادى السعودى تعرض أرقامًا فلكية بالمليارات لشراء محمد صلاح، وهذا يدل على أن الكرة السعودية عادت بقوة من خلال خبراء وأكاديميات يخططون للمستقبل فى السياحة والرياضة، فرغم الأسماء اللامعة الموجودة فى الدورى السعودى مثل كريستيانو رونالدو ونيمار وكريم بنزيما فإن الهدف الاستراتيجي هو الحصول على محمد صلاح بأى ثمن، فمحمد صلاح بالذات يمثل إضافة فى عالمنا العربى والدولى، واسم محمد صلاح أصبح براند على مستوى لعبة كرة القدم تُعرض فيه أرقام فلكية، بينما نحن هنا نهينه ونتسابق فى نشر ادعاءات باطلة حوله مثل أنه لم يكن مصابًا مع منتخب مصر فى أمم إفريقيا الأخيرة، وأنه ادعى الإصابة للهروب من المسئولية، ولكن جاءت الأيام لتكذب أشباه الرياضيين هؤلاء، ويعانى من الإصابة فى ناديه أكثر من شهر فى ظل الحاجة الماسة لجهوده، وهذا إن دل على شىء فإنما يدل على أننا نعرى أنفسنا بأنفسنا ونرسل رسائل للخارج أن محمد صلاح مكروه فى بلده ووطنه مصر بشعبها العظيم.

هذا ليس دفاعًا عن صلاح ولكنه إحقاق للحق وتأكيد على أن الرموز المصرية فى الخارج مثل محمد صلاح وهانى عازر ومجدى يعقوب وفاروق الباز وغيرهم لا يجدون للأسف الشديد من بعض القلة الخونة إلا هجومًا على هذه الأيقونات الرياضية والطبية والهندسية.

أردت أن أخرج عن أحداث غزة وما يجرى فيها لأننى وصلت إلى طريق مسدود بعد القمة العربية الأخيرة فى المنامة، فالحل عند الله فقط، رغم أن مصر دائمًا هى التى تدفع ثمن هذه الانقسامات العربية، ومحاولات القفز على دورها التاريخى والوطنى والحضارى.

وقررت أن تكون هذه استراحة محارب، وأكتب عن محمد صلاح المُفترَى عليه، فهو آخر قنديل زيت فى ثوب الحقيقة والحياة المصرية.

أدعو لمحمد صلاح أن يحقق المزيد والمزيد من الألقاب الدولية، وأتمنى أن يختتم حياته الرياضية فى ليفربول ليظل نبراسًا وضوءًا للشباب المصرى والعربى فى طريق البحث عن الأفضل.

حفظ الله محمد صلاح وكل من يخطو خطوات فى سبيل رفع اسم مصر إلى السماء؛ لأن مصر هى الباقية، أما الأقزام والكومبارسات ففى مزبلة الأيام والتاريخ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى