“عدم توعد بالرد”.. كيف أجبر الهجوم الإسرائيلي إيران على الصمت؟
08:08 م
الجمعة 19 أبريل 2024
وكالات
تعجب الكثيرون من ردود الفعل الإيرانية التي صاحبت الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في الساعات الأولى من صباح الجمعة، فلم يخرج عن طهران أي رد فعل قوي إضافة إلى عدم توعدها بالرد كعادتها، وهو ما اعتبر كإعلان عن نهاية جولة التصعيد بين البلدين، لكن كيف أجبرت الضربة الإسرائيلية طهران على “الصمت”.
تشير المعطيات إلى أن النطاق المحدود للهجوم والصمت الإيراني حياله يبين ناجح الجهود الدبلوماسية لتجنب حرب شاملة منذ هجوم شنته إيران بطائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل يوم السبت الماضي.
وكان مسؤول إيراني كبير قد أكد لوكالة رويترز أن طهران ليس لديها خطة للرد الفوري على إسرائيل، وقال “لم نتأكد من المصدر الخارجي المسؤول عن الواقعة. لم نتعرض لأي هجوم خارجي والنقاش يميل أكثر نحو تسلل وليس هجوم”.
وعلى الجانب الآخر أكدت رويترز أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يرفض التعليق على هجوم إيران، لذلك فإن عددا من الأسباب يقف وراء انتهاء الجولة التصعيدية بين البلدين.
وشهد هجوم إسرائيلي على ما يبدو بطائرات بدون طيار على إيران قيام القوات بإطلاق الدفاعات الجوية في قاعدة جوية رئيسية وموقع نووي بالقرب من مدينة أصفهان بوسط البلاد.
ووصفت تقارير إسرائيلية وأمريكية، أن الضربة كانت محدودة وكان الهدف منها هو إرسال رسالة إلى طهران بقدرة إسرائيل على استهداف أي مكان في عمق البلاد.
وبينما لم تتهم إيران إسرائيل بالوقوف وراء هجوم أصفهان، فإن إسرائيل لم تتبنى الضربة التي اعتبرت بمثابة رد على الهجوم الإيراني على الدولة العبرية.
والتزمت القيادة والجيش في إسرائيل الصمت لكنها قالت على مدار الأيام الماضية، إنها تخطط للانتقام من طهران بسبب الهجوم الإيراني، المباشر الأول على الإطلاق الذي شنته طهران على إسرائيل بعد عقود من الحرب عبر وكلاء والتي تصاعدت في المنطقة خلال الحرب في غزة الدائرة منذ 6 أشهر.
عدم تبني إسرائيل للهجوم أعطى مساحة معقولة للجانب الإيراني لنشر روايته بشأن الهجوم، مما يجعله يحتوي أي رد فعل غاضب في الشارع.
وأشار التلفزيون الرسمي الإيراني أن “متسللين” أرسلوا طائرات مسيرة صغيرة من داخل البلاد أسقطتها الدفاعات الجوية في أصفهان أطلقها “متسللون من داخل إيران”.
وألقى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي كلمة صباح الجمعة، لم يتطرق فيها إلى الانفجارات التي سمع دويها في وسط البلاد ولم تربطها السلطات بالتوتر مع إسرائيل.
وتحدث رئيسي أمام مئات الأشخاص الذين تجمعوا في مدينة دامغان (شمال شرق) باقتضاب عن الوضع الدولي المتوتر في الشرق الأوسط بعد الهجمات غير المسبوقة بمسيرات وصواريخ إيرانية على إسرائيل.
ولم يشر الرئيس إلى الانفجارات التي سُمع دويها بالقرب من مدينة أصفهان بوسط البلاد وقال مسؤولون أميركيون إنها هجوم إسرائيلي.
وبعد ساعات من هذه العملية، تغيب الرواية الرسمية الإسرائيلية وحتى الأميركية، بينما أكدت طهران، منذ الساعات الأولى، أن العملية عبارة عن مُسيّرات انتحارية صغيرة وأنها تصدت لها كلها وأنها لم تصب أي هدف في الأراضي الإيرانية.
ووفقا لمسؤولين سياسيين، فإنه في حال كانت إسرائيل خلف هذه العملية -كما يقول الإعلام الغربي، وفي حال كانت العملية بهذا الحجم الصغير كما تقول إيران، فيمكن القول إن إسرائيل لا تريد توسع نطاق المواجهة مع طهران، بل ردا محدودا تُنهي به مرحلة الردود.