منوعات

بعد “مترو غزة”.. كيف تشكل “أرض أنفاق” حزب الله أسوأ كابوس لإسرائيل؟


02:18 م


الخميس 22 فبراير 2024

كتب- محمود الطوخي

بينما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي مساعيه لتدمير شبكة أنفاق المقاومة الفلسطينية في غزة، والتي كبدته خسائر هائلة في القوات والعتاد خلال حربه الجارية على القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي، ظهر إلى العلن “نظام دفاعي تحت الأرض” لحزب الله اللبناني، فما هو حجم المخاطر التي يمثلها على إسرائيل؟

مع بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، بث حزب الله عبر منصة “إكس”، مقطع فيديو لمحاكاة هجوم في منطقة الجليل بالشمال الإسرائيلي، ينفذه عناصر وحدة “الرضوان” الخاصة عن طريق نفق ممتد من لبنان، وهو ما مثّل “كابوسا” لإسرائيل، وفق ما وصفه لورانس ديفرانو.

وقال ديفرانو في تقرير نشرته صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية، إن حزب الله عمل منذ ثمانينيات القرن الماضي بالتعاون مع كوريا الشمالية، لتشييد “نظام دفاعي تحت الأرض”؛ استعدادا لأي هجوم إسرائيلي محتمل.

صورة 2

وأكد الكاتب أن حزب الله تمكن بالفعل من حفر شبكة أنفاق عسكرية “أكثر تطورا” من نظيرتها في قطاع غزة، مشيرا إلى أنها تمتد إلى مئات الكيلومترات وتتشعب إلى الداخل الإسرائيلي وسوريا.

وتُبين الصحيفة الفرنسية أن المجموعات الفلسطينية التي أوت إلى لبنان في ستينيات القرن الماضي، كانت النواة الأساسية لحفر الأنفاق لشن هجماتها على الشمال الإسرائيلي، قبل أن يتولى حزب الله مهمة تطويرها فيما بعد.

وأوضح الجنرال أوليفيه باسو، الباحث العسكري ورئيس الاتصال السابق لقوة الأمم المتحدة المؤقتة بلبنان، أن أعمال الحفر في جنوب لبنان تختلف كثيرا عما قامت به حماس في “مترو غزة”؛ إذ أن جنوب لبنان عبارة عن طبقات صخرية تتطلب أعمال حفر يدوية بآلات ثاقبة أو معدات هيدروليكية، وهو ما يتضح من متوسط التقديرات التي تشير إلى قدرة العامل على حفر 15 مترا شهريا.

صورة 3

وفي عام 2021 نشر مركز الأبحاث الإسرائيلي “ألما”، تقريرا بعنوان “أرض الأنفاق”، تناول فيه الخطوات التي قام بها حزب الله في أعقاب حرب لبنان الثانية عام 2006، لإنشاء خطة لمجابهة الغزو الإسرائيل، شملت عشرات مراكز القيادة والعمليات تحت الأرض، بالإضافة إلى أنفاق مترامية لمئات الكيلومترات تصل بين بيروت والبقاع والجنوب.

وأظهرت تصريحات تال بيري، أحد مدراء “ألما” لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” في يناير الماضي، وجود أدلة تشير إلى مساعدة كوريا الشمالية لحزب الله في حفر الأنفاق، نظرا لما تتمتع به من خبرة في هذا المجال.

وفيما سبق، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على منظمة “خضر بلا حدود” البيئية غير الحكومية؛ بعدما اتهمتها بالتستر على تشييد مخازن ذخيرة وأنفاق تحت الأرض في لبنان.

صورة 4

ووفقا لما أوردته الصحيفة العبرية في تقريرها، فإن باحثين إسرائيليين حددوا وجود ممرات ضيقة تتيح لعناصر حزب الله تنفيذ هجمات على القواعد العسكرية الإسرائيلية، إلى جانب أنفاق أكثر اتساعا “تكتيكية” مناسبة لإطلاق صواريخ بالستية من تحت الأرض.

كذلك لفت مركز “ألما”، إلى وجود أنفاق مفخخة أسفل عدد من المواقع الاستراتيجية؛ التي قد تتسبب في انهيارات أرضية وزلازل في حال تفجيرها.

وأعلنت إسرائيل عام 2018 اكتشاف 6 أنفاق بعمق يصل لقرابة 40 مترا أسفل الخط الفاصل على الحدود مع لبنان، تمتد لمئات الأمتار دون الوصول إلى السطح.

صورة 5

من جانبه، يرجح الباحث العسكري أوليفيه باسو، أنه تم اكتشاف الأنفاق الـ 6 عبر أجهزة الاستشعار الصوتية، مؤكدا أن حفرها “يتطلب عملا معقدا للغاية على مدار عدة أسابيع”.

وفي سياق متصل، شدد الباحث جان لوب سمعان عام 2015 في مقال، على أن حزب الله وإيران شيدوا خلال عامي 2013 و2014 أنفاقا ومخابئ بالمنطقة، موضحا أنه في حال اندلاع حرب بين جيش الاحتلال والحزب، فإنها قد تكون “ذات قيمة كبيرة”.

وتطرقت “ليبراسيون” إلى معارضة مسؤولين عسكريين واستخباراتيين إسرائيليين، للهجوم البري الذي يهدد به رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إذا لم تتوقف هجمات حزب الله، والتي يتوعدهم فيها بمصير غزة الحالي من الدمار، عبر جيش “سري”.

صورة 6

كما ربطت الصحيفة الفرنسية بين إنذار وجهه نتنياهو لحزب الله في يناير الماضي يمهله حتى نهاية فبراير الجاري، وحجم التحديات التي يفرضها القتال داخل الأنفاق، إلى جانب ما يقتضيه تحييد هذه الأنفاق من متخصصين هندسيين وغواصين مدربين على الكهوف، قادرين على التعامل مع الألغام بمواقع يصعب فيها إجلاء الجرحى.

وترى “ليبراسيون”، أنه رغم إعلان جيش الاحتلال تدمير جزء صغير من الأنفاق في غزة، فإنها ترجح أن التدمير ليس هدفا أساسيا، ولكن انفجار الألغام أو غمرها بالمياه أو نشر غازات الأعصاب، قد يؤدي لتحييد هذه الأنفاق.

صورة 7

واختتمت الصحيفة، بأن خطط حكومة الاحتلال لاستخدام “القنابل الإسفنجية”، التي وعدوا بها والتي تطلق كميات هائلة من الرغوة المتمددة دون انفجار، موجود فقط في “رؤوس استراتيجيتهم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى