منوعات

“الدعم العالمي يتلاشى”.. إيهود باراك: الوقت مناسب لإعادة إحياء حل الدولتين


02:16 م


الخميس 09 نوفمبر 2023

كتب- محمد صفوت:

مع تفاقم الأزمة في غزة، واستمرار المعارك التي لا يبدو أنها ستنتهي قريبًا في ظل التصريحات التي يطلقها قادة دولة الاحتلال، التي تؤكد عزمهم على مواصلة الحرب، فيما لا يبدو أن هناك حلاً سياسًا للأزمة بالنسبة لهم.

في إطار التصريحات الإسرائيلية الداعية إلى مواصلة الحرب، غرد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك، خارج السرب، في عدة حوارات أجرتها مع وسائل إعلام بينها “تايم” و”بوليتيكو”، قدم خلالها اقتراحات لحل الأزمة الحالية ومنع اتساع الحرب وتدخل أطراف أخرى.

حذر، باراك الذي كان رئيسًا للوزراء من عام 1999 إلى عام 2001 ووزيرًا للدفاع من عام 2007 إلى عام 2013، من استمرار الحرب في غزة، لافتًا إلى أن الدعم العالمي لإسرائيل يتلاشى شيئا فشيئا، جراء الانتقادات والاستياء المتزايد في الولايات المتحدة الداعم الأول لبلاده.

ويرى بارك الذي يُعد أحد كبار القادة في إسرائيل أن الحل الأمثل هو إحياء وتجديد عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، مؤكدًا أنه الوقت المناسب لتلك الدعوة خاصة أن طرق تسوية الصراع عسكريًا أصبح بعيد المنال وسط استمرار الحرب.

يوضح باراك، أن إعادة النظر إلى حل الدولتين هي الطريقة الأمثل لإنهاء الأزمة وتحقيق الأمن لإسرائيل، مؤكدًا أن أولويته ليست بالطبع تحقيق العدالة للفلسطينيين، لكن هناك حاجة ملحة لفك الارتباط مع الفلسطينيين وحماية أمن إسرائيل ومستقبلها وهويتها الخاصة.

في حواره مع مجلة “تايم” أكد على ضرورة استعداد إسرائيل بعد انتهاء الحرب إلى تقديم تنازلات وصفها بأنها “مؤلمة”.

وحذر من أن تفقد إسرائيل شرعيتها في نظر المجتمع الدولي ولن تقدر على احتواء الدول العربية التي يمكنها المساعدة في إعادة إعمار غزة، وستظل تطاردها أزمة وجودية تهدد شخصية الدولة كدولة ديمقراطية يهودية.

وروى باراك، الذي كان وزيرًا للدفاع الإسرائيلي، بأنه قدم عرضًا سابقًا لإقامة دولة فلسطينية آبان حكم الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، وشمل اقتراحه قطاع غزة ونحو 97% من أراضي الضفة الغربية.

ويتحدث عن رد فعل كلينتون الذي أبلغه بأن “الأمر تاريخي” وأن “الكرة في ملعب عرفات” في إشارة إلى الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

ويواصل حديثه بأن عرفات رفض الاقتراح ثم اندلعت الانتفاضة الثانية التي استمرت لمدة أربع سنوات ونصف، قتل خلالها المئات من الجانبين ما تسبب في “جرح نفسي” -على حد وصفه- دمر حركة السلام الإسرائيلية.

وعن الأحداث الحالية، يؤكد باراك، أنه لا يمكن العودة إلى واقع الدولة الواحدة، بعد هجمات السابع من أكتوبر الماضي، مشيرًا إلى أن حل الدولتين بشكل كامل هو السبيل الوحيد للخروج من الهاوية.

في حواره مع “تايم” يرى باراك، أن بقاء حماس في غزة يخدم كل من يمتلك رؤية الدولة الواحدة ويهدف إلى عرقلة أي حل سياسي يرجح إحياء حل الدولتين، موضحًا أنه في حال طالبك الأمريكيون والأوروبيون بالتفاوض مع الفلسطينيين، يمكنك دائمًا أن تقول لهم: كيف يمكننا التفاوض معهم؟ الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن لا يسيطر على نصف شعبه في غزة. ولا أحد مستعد للتفاوض مع حماس في غزة لأنهم يصنفونها كمنظمة إرهابية. ويشير إلى أن هذا الوضع خدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وخدم رؤيته، وخدم استراتيجية طويلة المدى.

وعن استمرار الدعم العالمي خاصة دعم الولايات المتحدة لبلاده، يخشى باراك أن يكون لدى إسرائيل أسابيع فقط للقضاء على حماس، حيث يتأرجح الرأي العام العالمي خاصة في الولايات المتحدة بسرعة ضد هجماتها.

ولاحظ باراك أن خطاب المسؤولين الأمريكيين تحول في الأيام الأخيرة مع تزايد الدعوات لوقف القتال لأسباب إنسانية، معربًا عن قلقه من أن التعاطف الذي نشأ تجاه إسرائيل في أعقاب هجمات السابع أكتوبر بدأ يتضاءل الآن.

وقال إنه يعتقد أن تدعم واشنطن تل أبيب لكن ليس لفترة طويلة في ظل الانتقادات العالمية التي تلاحق إسرائيل، وعلى تل أبيب أن تأخذ هذا في عين الاعتبار.

واستطرد قائلاً: “علينا التفكير في من نسلمه إدارة غزة، فإسرائيل لا تنوي البقاء هناك لـ 20 عامًا وليس من السهل العثور على أحد يدير القطاع”.

ويرى باراك أنه من الممكن أن تقوم الدول العربية بإدارة القطاع بعد انتهاء الحرب، قائلاً: “ليس من المستبعد على الإطلاق أن يتم، بدعم من جامعة الدول العربية ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حشد قوة عربية متعددة الجنسيات، تضم بعض الوحدات الرمزية من دول غير عربية. يمكنهم البقاء هناك لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر لمساعدة السلطة الفلسطينية على تولي السلطة بشكل صحيح”.

يشار إلى أنه من بين الاقتراحات التي ناقشها قادة أوروبا وأمريكا خلال الفترة الماضية، تشكيل تحالف دولي لإدارة قطاع غزة بالتعاون مع الأمم المتحدة، الأمر الذي رفضته السلطة الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية “حماس”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى