“أهله قتلوه عشان 250 جنيه”.. قصة مقتل شاب على يد شقيقه وعميه بالدويقة
08:30 ص
الأربعاء 07 يونيو 2023
كتب- محمود الشوربجي:
واقعة قتل مأساوية شهدتها منطقة الدويقة، بمقتل شاب على يد شقيقه الأكبر وعميه الإثنين، بسبب 250 جنيه حاول المجني عليه أن يحتفظ بهم لنفسه لشراء ما يحتاجه.
في حلقة جديدة من “دماء أسرية” التي يتناولها “مصراوي” من واقع التحريات الرسمية والمصادر المختلفة، نروي تفاصيل مقتل “أحمد” 16 عام، على يد أسرته في عام 2019، وذلك بعد انفصال والده عن والدته.
منذ الأيام الأولى للضحية على قيد الحياة وهناك حالة من المعاناة الشديدة قد تعرض لها، بسبب كثرة الخلافات الزوجية داخل أسرته. فالضحية تطلق أبواه ولم يكمل خمس سنوات، وظل برفقة أمه، وقطَن في منطقة منشأة ناصر، مرت الأيام، وكبر الصغير حتى انضمت والدته لشريك حياة جديد، فصمم على الرحيل عن حياتها.
“أحمد” لم يأنس بالمكوث مع والدته منذ نعومة أظافره، عكف على العمل في محل زيوت شهير في منشأة ناصر ليعطي راتبه إلى أمه وجدته مساهمة منه في مصاريف العيش، لكن زواج والدته جعله يهرب إلى عائلة والده، قصَّ عليهم ما حدث فاقترحوا عليه الجلوس معهم بمنطقة الدويقة، وظل يعامل بمحل الزيوت، يعطي راتبه إلى أعمامه وجدته من الوالد (1250 جنيهًا) دون تردد “قعدوه معاهم فكان بيديهم فلوسه كلها برغبته”.
بعد 3 شهور من العيش مع أقاربه، بدأ يعبر عن امتعاضه لرئيسه في العمل “بياخدوا فلوسي.. وبيضحكوا عليا”، لكن الأخير حاول تهدئته وطالبه بضرورة النقاش معهم لإيجاد حل، ليرد المجني عليه: “هديهم المرتب ناقص وأقول إنك خصمت لي”، حسبما أشار قريب المقتول.
مع حلول نهاية ديسمبر 2019، أعطى “أحمد” جدته راتبَه ناقصًا 250 جنيها، فسألته عن بقيته فأبلغها أن صاحب العمل خصم له بسبب تأخيراته، فطلبت من عميه وشقيقه الأكبر التحقق من الأمر ومحاولة استعادة المبلغ.
بالفعل ذهبوا إلى محل الزيوت، وعلموا أنه تسلم الراتب بأكمله. خلال حديثهم مع مالك الورشة طلب منهم أن يتركوا أجر الصغير. من هنا اكتشف أقاربه حكي “أحمد” أسرار المنزل إلى رئيسه، وشكواه من سوء معاملتهم له وأخذ أمواله.
تجهمت وجوههم بعد علمهم بحقيقة الأمر، ذهبوا إلى المنزل، حيث يجلس الصغير، أعدوا له جلسة تأديب؛ وأوثقوه بالحبال، وسددوا له ضربات متتالية بقطعة ألوميتال، وسلك كهربائي، لم تتحمل بنيته الواهنة تلك الخبطات، وأغشي عليه. فتعجب أهل القتيل من منظره، همسوا بكلمات فيما بينهم “الحقوا الواد هيموت”، فحملوه في “توك توك” ونقلوه لمستشفى الشيخ زايد بمنشأة ناصر، لكنه توفي بعد 3 أيام من احتجازه في المستشفى.
وأبلغت إدارة المستشفى مباحث قسم منشأة ناصر، فحضر رجال الأمن على الفور، وعرفوا ما حدث، فضبطوا الجناة الذين اعترفوا بالواقعة مبررين فعلتهم “كنا بنربيه مش قاصدين نقتله عشان الفلوس.. إحنا شغالين ومش محتاجين”.
أخطرت النيابة بالواقعة، وصرحت بدفن الجثة، وحبس المتهمين الثلاثة 4 أيام على ذمة التحقيقات.