الذهب يتجاوز 2900 دولار نتيجة المخاوف من رسوم جمركية جديدة

شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً حيث تجاوزت مستوى 2900 دولار للأونصة للمرة الأولى، مدفوعةً بالطلب المتزايد على استثمارات الملاذ الآمن في ظل تصاعد المخاوف من اندلاع حرب تجارية وارتفاع معدلات التضخم. جاء ذلك بعد تهديدات جديدة من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية جديدة، مما أثار قلق المستثمرين وأدى إلى توجههم نحو الذهب كملاذ آمن.
وفقًا لبيانات السوق، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.6% ليصل إلى 2905.24 دولار للأونصة في تمام الساعة 18:45 بتوقيت جرينتش. كما سجل ارتفاعاً قياسياً جديداً في بداية الجلسة عند 2911.30 دولار. أما العقود الأمريكية الآجلة للذهب، فقد ارتفعت أيضاً بنسبة 1.6% لتصل إلى 2934.40 دولار.
هذا الأداء اللافت للذهب يعكس حالة القلق التي تسيطر على الأسواق العالمية، حيث يتزايد الطلب على الأصول الآمنة في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي. وتعتبر هذه الزيادة في أسعار الذهب مؤشراً قوياً على رغبة المستثمرين في التحوط من المخاطر المحتملة الناجمة عن الاضطرابات الاقتصادية والسياسية العالمية.
تشهد الأسواق العالمية حالة من عدم الاستقرار بسبب التوترات التجارية المتصاعدة، حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم إلى الولايات المتحدة، وهو ما من المتوقع أن يدخل حيز التنفيذ في وقت قريب. كما يعتزم تراب فرض رسوم انتقامية على العديد من الدول، مما يعكس تصاعد التصعيد في الحروب التجارية بين الدول.
في ظل هذه الظروف، تشير التقارير الاقتصادية إلى أن هذه الرسوم الجديدة قد تسهم في زيادة معدلات التضخم في الولايات المتحدة، حيث يترقب المستثمرون هذا الأسبوع صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين ومؤشر أسعار المنتجين. وتتجه الأنظار إلى هذه المؤشرات لمعرفة مدى تأثير الرسوم الجمركية على الأسعار والأسواق المالية.
من جهة أخرى، شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا، محققة سابع أعلى مستوى قياسي منذ بداية العام. ويرجع هذا الارتفاع إلى حالة القلق العام من السياسات الاقتصادية والتجارية واحتمالات تصاعد التضخم، ما دفع المستثمرين إلى اللجوء إلى الذهب كملاذ آمن. ووفقًا لإدوارد ماير، المحلل في شركة ماريكس، فإن حرب الرسوم الجمركية وحالة عدم اليقين المتزايدة تعتبر الدافع الرئيس لارتفاع أسعار الذهب مؤخرًا.