هل الغباء من جنود الله؟.. عاصم عبد القادر يجيب
02:54 م
الإثنين 27 مايو 2024
كتب- محمد قادوس:
قال الدكتور عاصم عبد القادر، الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، إن الغباء هو قلة الفطنة والذكاء وسوء التصرف، والغبي هو الغافل قليل الفطنة، ويرادفه الأحمق والأبله وغير ذلك، ويقال: فلان ذو غباوة أي تخفى عليه الأمور، والغباء مذموم بخلاف التغابي بمعنى التغافل فإنه محمود.
وأضاف الاستاذ فى جامعة الأزهر الشريف، ان جنود الله تعالى تشمل الملائكة، وغيرهم من سائر مخلوقاته، وقد فسر العلماء قوله تعالى (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ) بأنه لا يعلم عدد خلقه من الملائكة وغيرهم إلا هو سبحانه وحده، ولا شك أن جنود الله تعالى غير معلومة ولا تقع تحت حصر، وقد لا يتصورها الإنسان ولا تخطر له على بال، فقد عاقب الله تعالى قوم فرعون لما كذبوا سيدنا موسى بجنود من جنوده فأرسل عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم وكان هذا من جملة جنود الله تعالى.
وكما يكون جند الله غير معلوم في عقاب من عصاه وعانده كما هو الحال مع قوم فرعون فإن جنده فقد يكون تأييدا وسببا في إعانة أحد أو نجاته حين يسخر بعض الأشياء في خدمته كعصا موسى حين ضرب بها البحر فانفلق.
وتابع: الغباء وسوء التوفيق وسوء التقدير وعدم الفطنة مما قد يبتلي الله بعض الناس فيكون جندا من جنوده لنفاذ إرادة الله تعالى، وهو داخل بهذا المفهوم في عموم قول الله تعالى (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ) لكن النص على أن الغباء بذاته جند من جنود الله لم يرد بشأنه نص صريح من كتاب الله أو سنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن المشاهد في واقع الناس أن كثيرا منهم قد يتخذ قرارات توصف بالغباء فتكون سببا في هلاكه أو وقوعه في مكروه، بل إن وقائع التاريخ تشهد لمثل هذا الأمر، وعلى هذا يمكن أن يكون لقول البعض: إن الغباء جند من جنود الله وجه من الصحة بناء على ما تقرر.
وعلى الرغم من أن الغباء صفة سلبية إلا أنه قد يكون جندا من جنود الله تعالى إذا تحقق من ورائه شيئا إيجابيا فيكون سببا في كشف شيء مخفي أو التوصل إلى شي مهم أو حل معضلة أو فك لغز أو غير ذلك والله أعلم.