منوعات

نتنياهو وجانتس.. الخلافات العميقة تمتد من الولايات المتحدة إلى بريطانيا


03:35 م


الخميس 07 مارس 2024

تل أبيب – (ا ف ب)

قام الزعيم الإسرائيلي الوسطي بيني جانتس بزيارة خارجية لواشنطن ولندن، في خطوة أغضبت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وكشفت عن خلافات عميقة بين الرجلين، في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على إسرائيل بسبب الأزمة الإنسانية الكبرى في غزة.

تشهد حكومة الحرب الإسرائيلية، رمز الوحدة الوطنية في الحرب على حركة حماس، منافسة سياسية بين رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو والزعيم الوسطي بيني جانتس المتقدم في نوايا التصويت.

وكشفت الزيارة التي لم يباركها بنيامين نتانياهو وقام بها بيني جانتس لواشنطن الإثنين والثلاثاء ولندن الأربعاء، عن الخلافات العميقة بين الرجلين، في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على إسرائيل بسبب الأزمة الإنسانية الكبرى في غزة.

ووفقا ليوهانان بليسنر مدير المعهد الديمقراطي الإسرائيلي، مركز الأبحاث الليبرالي، فإن زيارة جانتس إلى الداعم الرئيسي لإسرائيل “تظهر أن ثقته في نتانياهو في أدنى مستوياتها، وأنه قرر التعبير عن صوت آخر في واشنطن”.

وأحدثت هذه الزيارة ضجة كبيرة في إسرائيل، حيث أثار زعيم حزب الوحدة الوطنية الوسطي غضب وزراء حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه بنيامين نتانياهو.

ونددت وزيرة المواصلات ميري ريغيف بالقول “إنه يتصرف من وراء ظهر رئيس الوزراء”، واصفة هذه الخطوة بـ”التخريبية”.

وافق خصم نتانياهو السياسي، وزير الدفاع السابق على الانضمام إلى حكومة الحرب من أجل الوحدة الوطنية بعد الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر على إسرائيل، الذي أسفر عن مقتل 1160 شخصا على الأقل معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد لوكالة الأنباء الفرنسية استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

وأدى الهجوم الذي شنته إسرائيل ردا على ذلك إلى مقتل أكثر من 30700 شخص معظمهم من المدنيين في قطاع غزة، وفقا لوزارة الصحة التابعة لحماس.

جانتس “يحضر خروجه” من الحكومة

“لكن التوترات لم تهدأ أبدا” بين الرجلين اللذين “يكرهان بعضهما البعض”، كما يوضح رؤوفين حزان الأستاذ في قسم العلوم السياسية في الجامعة العبرية.

وتضم حكومة الحرب خمسة أعضاء، أبرزهم نتانياهو وجانتس ووزير الدفاع يوآف غالانت. بالنسبة لرؤوفين حزان، قام بيني جانتس بهذه الزيارة إلى واشنطن ولندن لعرض مكانته كرئيس وزراء محتمل في المستقبل، وقبل كل شيء للبدء في “التحضير لخروجه من الحكومة”، وهو أمر لا مفر منه، بحسب الأستاذ الجامعي.

وبالتالي يحاول الاستفادة من القلق المتزايد الذي تبديه واشنطن من مسار الحرب في قطاع غزة المهدد بالمجاعة، بحسب الأمم المتحدة.

ويشير رؤوفين حزان إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن وبنيامين نتانياهو في “صراع مفتوح”. فقد حثت واشنطن رئيس الوزراء الإسرائيلي على عدم “الاستمرار على هذا النحو في قتل المدنيين بالجملة في غزة دون أن يكون لديه خطة لمعرفة ما يريد فعله بعد” الحرب.

والتقى جانتس الإثنين في واشنطن نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، التي أعربت عن “قلقها العميق” من الأزمة الإنسانية في قطاع غزة التي تهدد بالمجاعة 2,2 مليون شخص، بحسب الأمم المتحدة، أي معظم سكان القطاع.

“مقرب من الأمريكيين”

وأكد أن “جانتس ليس نتانياهو، إنه أقرب إلى (موقف) الأمريكيين” ما بعد الحرب.

وأضاف يوهانان بليسنر أنه “شريك أسهل” لواشنطن، “وأكثر انفتاحا على الحوار مع الشركاء المعتدلين في المنطقة”، وحول الدور الذي يمكن أن تؤديه السلطة الفلسطينية في غزة بعد الحرب.

الأسبوع الماضي، رحب جانتس أيضا بإصلاح نظام الخدمة العسكرية الذي أعلنه يوآف غالانت لدمج اليهود المتشددين المعفيين لأسباب دينية.

كان لهذا الاقتراح مفعول قنبلة سياسية في إسرائيل، حيث اعتبرته وسائل الإعلام دليلا على عدم ثقة يوآف غالانت بنتانياهو، على الرغم من أنهما عضوان في الحزب نفسه.

يضع الاقتراح رئيس الوزراء في وضع محرج للغاية، في حين أن الحزبين الرئيسيين اللذين يمثلان اليهود المتطرفين يمكنهما إسقاط ائتلافه الهش في أي لحظة.

ويحاول نتانياهو بأي ثمن “تجنب إجراء انتخابات مبكرة” لجانتس مصلحة فيها، وقد نجح في ذلك حتى الآن، لكن “إذا كانت هناك قضية واحدة يمكن أن تؤدي إلى انهيار الائتلاف، فهي تجنيد اليهود المتشددين”، على حد قول بليسنر.

على جانتس الآن أن يجد الوقت المناسب للنأي بنفسه عن رئيس الوزراء، “من خلال إظهار أنه يدافع عن مصالح إسرائيل” على المدى الطويل، “وأن نتانياهو يحرص فقط على حماية مصالحه الشخصية”، كما يقول رؤوفين حزان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى