من هو النبي الذي تمنى الموت وما هي قصته بالتفصيل
جدول ال
من هو النبي الذي تمنى الموت ؟ من المعلومات التي يبحث عنها الكثير من المُسلمين وخاصّةً طُلّاب العلم الشرعيّ، وذلك لأنه يُثير فُضول القارئ منذ أن يُطرُق أذنه، إذ أنه لا يُتصوّر أن يتمنى أحد من المُسلمين الموت؛ لأن هذا بيد الله وحده، فما بالُك إن كان هذا نبيّ من الأنبياء، وفيما يلي سنتعرّف عن من هو النبيّ الذي تمنّى الموت، وهل تمنّ الموت جائزٌ في حقّ المُسلمين فضلًا عن الأنبياء.
من هو النبي الذي تمنى الموت
النبي الذي تمنّى الموت هو سيّدنا يوسُف عليه السّلام؛ فقد تمنّى الموت بعد أن نجّاه الله عزّ وجلّ من مكر إخوته، وقابل أباه وإخوته، فتمنّى يُوسف أن يلقى آباءه الصّالحين، وقد وقد كانعليه السّلام نبي ابن نبيّ، ووالده ابن نبيّ، فقد كان أبوه يعقوب عليه السّلام نبيًّا، وووالد والده هو إبراهيمعليه السّلام، وقد أصبح يوسُف ملكًا على خزائن مصر بعد أن تركه إخوته في الجُبّ؛ بسبب أن والده كان يُحبّ يوسف وأخاه من أُمّه أكثر من إخوته.[1]
يوسف عليه السلام وتمني الموت
سُمّيت سورة يوسف أحسن القصص؛ لأنها السّورة الوحيدة هي التي تحدّثت عن قصة يوسفعليه السّلام، ولم يُذكر فيها قصّة أُخرى، وقد يتساءل البعض: هل يجوز تمنّ الموت لنبيٍّ من الأنبياء، أم أنه لا يجوز، ولو أنه لا يجوز؛ فلم تمنّه نبيّ؟، وقد قيل: إن هذا ليس تمنيًّا للموت، وإنما الموت هنا مُحدّد.
أي أنه تمنّى أن يتوفّاه الله عزّ وجلّ وهو مُسلمٌ، والدليل على ذلك: ما قاله الحق ُسبحانه في سورة يوسف عن دعائهعليه السلام:” رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ”[2]؛ لأنه لا يجوز أن يتمنى أحد من المٌسلمين الموت، فكيف يُتصوّر من نبيٍّ، وفي ذلك يقول المُصطفىصلى الله عليه وسلّم:”لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدُكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به، فإنْ كانَ لا بُدَّ مُتَمَنِّياً فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أحْيِنِي ما كانَتِ الحَياةُ خَيْرًا لِي، وتَوَفَّنِي إذا كانَتِ الوَفاةُ خَيْراً لِي”[3]؛ فتمنّي الموت لا يكون إلا عند الخوف من الفتن، أو الخوف من ذهاب الدّين، وقيل: إنه قد يُحتمل أن يكون تمني الموت جائزًا في شرع يوسف.
صفات يوسف عليه السلام
تمتّع سيدنا يوسف عليه السّلامبالكثير من الصّفات القياديّة التي أهّلته لأن يتعامل مع ما وقع معه، ولعلّ من أبرز تلك الصفات:[4]
- طلبه عليه السّلام من عزيز مِصر أن يقوم بتبرأته من التُّهم المنسوبة إليه، ومن أشدّها ما ادّعته امرآة العزيز.
- إرادته في تولّي المنصب الذي يتناسب مع صفاته، والذي من خلاله يرقى به المجتمع، وفي ذلك يقول الحقّ سُبحانه:”قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ”
- صفة الإحسان من أهمّ الصّفات التي يجب على القادة أن يتمتّعوا بها، وقد وصفه الله بهذه الصّفة في أكثر من موضعٍ، ومن ثمراتها؛ أنه سيُمكّن له في الأرض.
قصة يوسف مع إخوته
كان يوسف عليه السّلام من أحبّ أولاد يعقوب ليه، إن لم يكُن أحبّهم، وكانوا يغارون منه غيرةً شديدةً، وفي يومٍ من الأيام رأى يوسُف في منامه أحد عشر كوكبًا، والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين، ففسر له هذه الرؤية، وأخبره أن لا يُبلغ بها إخوته، فدبّر له إخوته شيئًا؛ حتى يتخلّصوا منه، فقالوا لأبيهم: أرسل معنا يوسف يا أبانا؛ حتى نرتع ونلعب، وإنا سننصحه، وسنحفظه من أي شيءٍ يضرُّه، فحذّرهم الدهم: وقال إنه ليحزُنني أن تذهبوا به، وأخاف أن يأكله الذذئب، وأنتم غافلون عنه، فلمّا ذهبوا به؛ دبّروا له مكيدةً؛ للتّخلُّص منه، فألقوه في غيابات الجُبّ؛ حتى يأخذه بعض السّيارة، ونحتال على أبينا، ونقول له: إنه قد أكله الذئب، ونأخذ القميص المُلطّخ بالدّم، وجاءت سيارة؛ فأرادوا أن يملأوا الدّلو؛ حتى يشربوا؛ فرأوه؛ فقالوا: يا بُشرى هذا غلام، وأخذوه، ثم باعوه في السّوق، وتدور القصّة؛ حتى ينصُر الله نبيّه، ويتولّى المنصب على خزائن مصر، ويُقابل أباه وإخوته في آخر تلك القصّة.
ومن خلال تلك المقال يُمكننا التعرّف على من هو النبي الذي تمنى الموت ، وهل يجوز أن يتمنى الموت أحد المُسلمين فضلًا على تمنّي نبيّ، وما هي قصة يوسف وإخوته بإيجازٍ، وما هي الصّفات التي تمتّع بها يُوسف عليه السّلام، ولم كان إخوة يوسف يغارون منه ومن أخيه من أمّه، وما الدليل على عدم جواز تمنّي الموت.