من الذاكرة (9).. مؤامرة ألمانيا على الجزائر “فضيحة خيخون”
12:25 ص
الخميس 04 أبريل 2024
كتب – محمد القرش:
تبقى الحكايات في عالم الساحرة المستديرة، لها مذاق مختلف فكلما بحثنا في تاريخ معشوقة الجماهير، وجدنا الكثير من القصص المثيرة التي تبقى عالقة في أذهان الجميع، لذلك نستغل الأوقات والأحداث لسرد تلك القصص لمتابعينا.
ويقدم لكم “مصراوي” الحلقة التاسعة، من سلسلة حلقات “من الذاكرة”، التي تُقام خلال النصف الثاني من شهر رمضان، ونسرد في كل حلقة مباراة أثارت الجدل في عالم كرة القدم.
يسمع الجميع عن قصص التلاعب في المباريات، و التحالفات بين الأندية أو المنتخبات على الآخرى، لكن لم يُثبت أي من هذه القصص إلا في مباراة واحدة، ولا يعرفها الكثير من محبي كرة القدم.
وتبدأ قصتنا عندما استضافت إسبانيا كأس العالم 1982، حيث تأهل منتخب الجزائر للمرة الأولى في تاريخه للمونديال، ووقع في مجموعة تضم كل من، ألمانيا والنمسا وتشيلي.
معجزة خيخون
واجه منتخب الجزائر نظيره الألماني في أول مباراة، وهنا حدثت “معجزة خيخون”، حيث سجل رابح ماجر الهدف الأول في الدقيقة “54”، وتعادل هانز رومينيجه لألمانيا، ثم سجل بلومي هدف الفوز للجزائر في الدقيقة 78.
وبهذة النتيجة، حقق محاربو الصحراء أول انتصار لهم في كأس العالم، وكان على حساب حامل اللقب في إنجاز تاريخي.
وفي المباراة التالية خسر منتخب الجزائر من النمسا بثلاثية نظيفة، وفي المباراة الآخيرة انتصر الأخضر على تشيلي 3-2 ليصبح أول فريق عربي وإفريقي يحقق انتصارين في دور المجموعات بكأس العالم.
حسابات الجزائر للتأهل
حينها كان يُحسب الفوز بنقطتين فقط، وبذلك لدى الجزائر 4 نقاط، مثل منتخب النمسا، وبعد انتصار ألمانيا على تشيلي برباعية أصبح معها نقطتين، ويتبقى لها مباراة.
وبسبب استقبال الجزائر هدفين في فوزها على تشيلي، أصبحت آمالها معلقة على مباراة النمسا وألمانيا لتحديد موقفهم من التأهل.
وكان المنتخب الألماني يحتاج للفوز بفارق أكثر من 3 أهداف ليتأهل بجانب الجزائر، وفي حالة الفوز بهدف أو اثنين يتأهل ألمانيا والنمسا.
المؤامرة وفضيحة خيخون
بدأت المباراة، وأحرز المنتخب الألماني الهدف الأول في الدقيقة 10، ثم تحولت المباراة إلى “ماتش ودي”، حيث لم تشهد أي فرصة أخرى للتسجيل.
وبهذة النتيجة خرج المنتخب الجزائري من الدور الأول، حيث أنكر لاعبو الفريقين وجود أي اتفاق على هذه النتيجة.
بعد سنوات.. الاعتراف بالحق فضيلة
بعد سنوات، اعترف بعض اللاعبين بوجود مؤامرة، حيث تم الإتفاق بين ألمانيا والنمسا على التأهل معًا.
وقال حارس ألمانيا هارالد شوماخر: “كان يجب تقديم إعتذار لشعب الجزائر، وما حدث هناك غير لائق تمامًا”.
وأظهر مدافع ألمانيا، بريجل، ندمه على ما حدث، وأكد أن لاعبو النمسا قلقوا من الخسارة بفارق أكثر من 3 أهداف، ويتأهل الجزائر على حسابهم، وفضلوا المؤامرة.