من اسباب البعد عن التفكر في خلق الكون
جدول ال
من اسباب البعد عن التفكر في خلق الكون ؟ من الأمور الهامة التي يجب على المسلم معرفتها لكي يتجنبها، فإن التفكر في الإسلام عبادة من عباداته، وشعيرة من شعائره، وهي عبادة عالية القدر، جليلة الشأن، وهي عبادة الأنبياء ودرب الأتقياء ونور وبرهان للاهتداء فيها العبرات والعظات، وفي هذا المقال سنبين اسباب البعد عن التفكر في خلق الكون، كما سنوضح فوائد التفكر في خلق الكون.
من اسباب البعد عن التفكر في خلق الكون
أنعم الله تعالى على الإنسان بملكة التفكير، ومع ذلك في كثير من الناس لايتفكرون في خلق أنفسهم، أو خلق هذا الكون الواسع ومجموع هذه العوامل أو بعض منها، أو حتى واحد منها قد يعيق تفكر الإنسان ويمنعه من ادراك الحقائق، وأسباب عدم التفكر في خلق الكون متعددة ومنها مايلي:[1]
- اتباع الأكثرية: فإتباع الأكثرية يؤدي إلى الجمود العقلي وعدم التفكير، ويعتقد الناس بأن ما يفعله الغالبية هو الصحيح فيفضل الشخص عمومًا قبول ما يتعلمه من محيطه، بدلاً من البحث عن الحقيقة من خلال التفكير.
- التكاسل الذهنيِ: الكسل هو العامل الذي يمنع معظم الناس من التفكير، وبسبب الكسل العقلي يقوم الناس بأفعالهم كما اعتادوا على رؤيتها دون تغيير دائمًا.
- كثرة التفكــــر مضــرة: هناك اعتقاد سائد في المجتمعات أن التفكير العميق ضار!! فتجد الناس يحذر بعضهم بعضاًَ بالقول: ” لا تفكر كثيراً، والا فقدت صوابك!” وهذا بالطبع كلام خاطئ ويصدقه من كان بعيدًا عن الدين وعن الله عز وجل، فلا ينبغي للناس أن يتجنبوا التفكير، بل عليهم أن يتجنبوا التفكير بسلبية أو أن ينجروا إلى التفكير المبالغ فيه.
- تفادي المسؤولية التي تترتب على التفكر: يعتقد معظم الناس أنه يمكنهم الابتعاد عن المسؤوليات المختلفة من خلال عدم التفكير، ويعتقدون أنهم إذا فعلوا ذلك، فسيكونون قادرين على إبعاد أنفسهم عن العديد من الموضوعات، ومن الطرق التي يخدع بها الناس أنفسهم، افتراضهم أنهم يستطيعون التهرب من مسؤولياتهم تجاه ربهم بعدم التفكير.
- عدم التفكر بسبب الانجراف في تيار الحياة اليومية: غالبية الناس يقضون حياتهم كلها في” عجلة”، ومع طريقة الحياة هذه يفقدون الإحساس بالأشياء التي تدور حولهم، فلا يجدون الوقت للتفكر في خلق الكون.
- النظر الى كل شيء بعين العادة: وبالتالي عدم رؤية أية حاجة للتفكر فيها، فعندما يواجه الناس أشياء معينة لأول مرة، يمكنهم فهم طبيعتها الاستثنائية، والتي يمكن أن تحفزهم على استكشاف ما يرونه أكثر، أما عند رؤية الأشياء والأحداث التي يلاقونها كل يوم تصبح عادية بالنسبة لهم، فلا يتفكرون فيها.
فوائد التفكر في خلق الكون
للتفكر في خلق الكون الكثير من الفوائد، ومنها مايلي:[2]
- إن التفكير في الكون يرث الحكمة ويحيي القلوب ويغرس فيها الخوف والرهبة من الله تعالى، فإذا فكر العباد في عظمة الخالق فلن يعصوا الله تعالى، والعقل مرآة تظهر للإنسان حسناته وسيئاته.
- يكشف عن عظمة الخالق في خلقه، ويحث الإنسان على إدراك وحدانية الله القدير ، والتواضع أمام عظمته.
- إن التفكير يفتح آفاقًا جديدة للمعرفة والتعلم، لذلك عندما يفكر الإنسان في الكون، يكتسب معرفة جديدة وعلومًا مفيدة.
وقد سئل أعرابي عن دليل وجود الخالق عز وجل فقال: البعرة تدل على البعير، والروث على الحمير، وآثار الأقدام على المسير، فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج، أما تدل على الصانع الحليم العليم القدير؟
وبهذا نكون قد أوضحنا أن من اسباب البعد عن التفكر في خلق الكون اتباع الأكثرية، والتكاسل الذهني، وغيرها من الأمور التي أوضحناها في المقال، كما بينا الفوائد التي تعود على المسلم بالنفع عند التفكر في خلق هذا الكون الواسع الفسيح.