جدول ال
من أنواع الرسائل الشخصية بالتأكيد التي عُرفت منذ نشوء الإنسان القديم، وما الرسومات التي عُثر عليها في الكهوف والمُغر، إلّا رسائل واضحة تصوّر أخبار العصر، ومع تطوّر الإنسان تطوّرت أساليب الرسائل، وأصبحت واحدةً من صنوف الأدب التي تعاملت بها المجتمعات البشريّة، وهي أُولى الوسائل الإخباريّة والإعلاميّة لتبادل الأخبار والمعلومات بين وجهتين محدّدتين، أو جهات متعدّدة، كالملوك والجهات الرسميّة والأصدقاء والأحبّة.
تعريف الرسالة
تُعرف الرسالة بأنّها فنّ أدبيّ يقوم على كتابة نصٍّ نثريٍّ يوجّه إلى أفراد معيّنين أو جهات محدّدة، يتمّ من خلالها توصيل معلومات عن أحداث أو إخبار عمّا يجول في الخاطر، أو ما يختلج في القلب من مشاعر. [1]
نقل الرسائل
تنوّعت أساليب نقل الرسائل وتبادلها؛ فكانت تتمّ بعدّة وسائل، ومن أقدمها الحمام الزاجل، أو عن طريق الوفود الرسميّة عبر مبعوثٍ أو رسول من الملك ينقل الرسالة شفويّاً، أو مكتوبة على قطعة من الجلد أو الورق، ويعود بالردّ، إلى أن جرى إنشاء نظام البريد في العهد الإسلاميّ في أيّام معاوية بن أبي سفيان. وفي العصر الحديث تطوّرت خدمة البريد، ودخلت إليها التكنولوجيا التي اختصرت الوقت والمسافة، وحافظت على قدرٍ كبير من الأمان والخصوصيّة عبر البريد الإلكتروني (إيميل).
عناصر الرسائل
كتابة الرسائل البريديّة ترتكز على مجموعة عناصر، وهي: [2]
- عنوان المرسَل إليه: بحيث يكتب في الزاوية اليُمنى في أعلى الظرف، وهذه الخطوة ضروريّة لتصل الرسالة إلى الوجهة المطلوبة.
- اسم المرسَل له: وهو الاسم الكامل لمن نوجّه الرسالة له مسبوقاً بلقب، مثال: السيد… أو الأستاذ…
- الشخص المرسِل: على الوجه الآخر للظرف يُسجّل اسم من أرسل الرسالة وعنوانه.
- التحيّة: وهي أوّل ما نفتتح به الرسالة، مع عبارات الاطمئنان على أحوال المرسَل إليه.
- عنوان الرسالة: ويعتمد هذا الأسلوب في بداية الرسالة في الرسائل الرسميّة الموجّهة للأفراد أو الشركات أو المنشآت…
- مقدّمة الرسائل: وفيها التمهيد للموضوع المُراد طرحه.
- موضوع الرسالة: هو أهمّ أجزاء الرسالة، وهو الهدف والغاية من إرسالها، ويتضمّن شرحاً واضحاً للموضوع المراد.
- خاتمة الرسالة: وهي تلخيص للطلب الذي يريده المرسِل بأسلوب جميل.
- التوقيع: يُنهي المرسِل رسالته بكتابة اسمه وممهورة بتوقيعه الشخصيّ.
- التاريخ: يختم المرسل رسالته بتذييل للتاريخ الذي كتب فيه الرسالة، ويتضمّن اليوم والشهر والسنة، وفي الرسائل الرسميّة تُمهر بختم الجهة المرسِلة.
أنواع الرسالة
للرسائل أنواع عدّة تتعلّق بالغرض منها، وهي: [2]
- الرسائل الرسميّة: وهي الرسائل التي تدخل ضمن نطاق المراسلات بين الدول أو الهيئات الحكوميّة في الدولة نفسها، وقد تحتوي على معلوماتٍ سريّة، وتعرف أيضاً باسم الرسائل الديوانيّة.
- الرسائل الشخصيّة: وهي الرسائل التي يتبادلها الأفراد في المُناسبات العامّة كالأعياد، أو الخاصّة للاطمئنان عن حال وتمنيّات بالشفاء أو تهنئة بمولود أو سلامة مسافر…
- الرسائل الأدبيّة: وهي الرسائل التي يتبادلها الأدباء والشعراء لبحث حادثة ما.
- الرسائل التجاريّة: وهي الرسائل التي تتمّ بين الشركات والمنشآت التجاريّة كالمناقصات…
- رسائل الوصاية: وهي الرسائل التي تفتح بعد وفاة كاتبها، يكتبها الشخص ويوكلها إلى محامٍ أو أحد الأشخاص ممّن يثق بهم، تحفظ عندهم كأمانة، ويمكن أن تنصّ على توزيع إرث أو تركة.
الرسائل الشخصية
وهي محادثات تقوم بين الأفراد ممن تربطهم علاقات أو قُربى أو صداقة أو مصالح معيّنة، وهذا النوع من الرسائل لا يخضع للعناصر المتّبعة في كتابة الرسائل، ولا يتقيّد بأيّة شروط، حيث يعبّر كاتبها عن أفكاره وأمنياته وآماله ومشاعره دون حدود، ومضمونها شخصيّ.
من أنواع الرسائل الشخصية
من أنواع الرسائل الشخصيّة التي تعدّ الأكثر انتشاراً، هي: [1] [2]
- رسائل المودّة: وهي رسائل الحب التي يتبادلها المحبّون ويبثّون عبرها مشاعرهم.
- رسائل العزاء: التي يتمّ عبرها توجيه تعزية على فقد عزيز، أو خسارة ماليّة، أو عقاريّة… أو لسبب من الأسباب.
- رسائل العتاب: وفيها يعبّر المرسل عن لومه وعتبه على موقف ارتكبه المرسَل إليه أو نُسب له.
- رسائل الشكر: والتي من خلالها يوجّه المرسِل شكره وامتنانه للمرسَل إليه على موقف ما، أو تصرّف قام به، تعبيراً عن تقديره له ولصنيعه.
- الرسائل النصيّة: وهي تقنيّة جديدة نسبيّاً، تقوم على إرسال الرسائل المصوّرة التي تحتوي عبارات عن كلّ ما سبق ذكره، يتبادلها الأشخاص عبر حسابهم الشخصيّ على موقع الأنترنت أو بريدهم الالكترونيّ.
ميزات الرسائل الشخصية
تتميّز الرسائل الشخصيّة عن باقي الأساليب في كتابة الرسائل بعدّة مميّزات، منها: [2]
- ممكن أن تبدأ بالبسملة.
- الرسائل الشخصيّة تسمح لمن يكتبها أن يستطرد بالكلام ويغوص في التفاصيل.
- من الممكن استخدام الصور والتعابير الأدبيّة فيها، أو أن تُضاف الحِكَم والأقوال المأثورة إليها.
- مخاطبة المرسَل إليه بصفته الشخصيّة، وبطريقة وديّة، كـ: صديقي العزيز، أمي الغاليّة…
- تتضمّن الخاتمة في الرسائل الشخصيّة أجمل تمنيّات المرسِل وأن تصل الرسالة بسرعة، وأن يأتيه الردّ بسرعة أيضاً.
وهكذا نجد أنّ من أنواع الرسائل الشخصيّة ما كان له وقعه وتأثيره البالغ في النفوس، فكم من رسائل غيّرت مصائر وأقدار الكثيرين عبر معلومات وأخبار ومشاعر باح بها مرسلوها سواء أكانت هذه المعلومات سلبيّة في مراميها أم إيجابيّة، انتظروها في مراحل العمر.
