منوعات

مكاسب القضية الفلسطينية من حرب غزة (٢)

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

كان من بين أهم المكاسب التي حققتها حرب غزة وانعكاسها على القضية الفلسطينية هي توحيد الشعب الفلسطيني حتي في ظل وجود سلطة فلسطينية في الضفة الغربية وسيطرة لحركة حماس في قطاع غزة. وكالإنتفاضة الأولى التي انتقلت شرارتها من غزة إلى الضفة الغربية، انطلقت شرارة طوفان الأقصى من غزة إلى الضفة الغربية من خلال تضامن أهل الضفة الغغربية مع معاناة أهل غزة وظهور أشكال محدودة من المقاومة الفلسطينية في الضفة من أجل مزيد من الضغط على كيان الاحتلال. وهو ما يعكس وعياً حقيقياً لدي الشعب الفلسطيني. فعلى الرغم من الخلافات السياسية الفلسطينية- الفلسطينية فإنها لم تنل من وحدة الشعب الفلسطيني خلف قضيته المشروعة.

واتصالاً بما سبق فقد أفرزت حرب غزة وجوهاً سياسية جديدة تستطيع أن تطرح القضية الفلسطينية بأسلوب حديث ولديها القدرة على التواصل مع العالم الغربي مثل مندوب فلسطين في الأمم المتحدة السفير رياض منصور، ورئيس البعثة الفلسطينية في المملكة المتحدة السفير هشام زملط، ويتصادف أنه من مواليد مخيم الشابورة في محافظة رفح بقطاع غزة.

كما كانت من أهم المكاسب التي حققتها حرب غزة للقضية الفلسطينية تعريف العالم بمعاناة الشعب الفلسطيني وبصفة خاصة في قطاع غزة. وقد كشف عن هذه المعاناة شهود حقيقة من الأطباء الغربيين من المنظمات الطبية التي كانت تساعد في مستشفي الشفاء، وعدد كبير من العاملين الأجانب في منظمة ومدارس وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين” الأونروا”. كما ساهم الصحفيون الفلسطينيون بقدر كبير من جهود نقل الواقع – على مرارته وصعوبته- للعالم الخارجي، بل رأى المجتمع الدولي بأعينه قنص ومقتل الصحفيين على شاشات التلفاز وعلى منصات التواصل الاجتماعي.

وفي هذا الإطار أشار العديد من الصحفيين والسياسيين والناشطين في الغرب سواء في الدول الأوروبية أو في الولايات المتحدة الأمريكية إلى تعرضهم لتزييف شديد لوعيهم وأنهم – وللمرة الأولى- يطلعون على حقيقة القضية الفلسطينية. ويمكن اعتبار هذا الاعتراف مواجهة بين الانسان الأوروبي ومبادئه عن الحرية والمساواة وحقوق الانسان التي عنونت الحضارة الغربية لعقود طويلة. فإذا به يجد نفسه وسياساته في تناقض مع الواقع الفلسطيني. وقد أسفرت تلك المواجهة النفسية عن تعالي الأصوات في المجتمع الغربي بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.

وأخيراً وليس آخراً ما حققته حرب غزة من جذب بعض قطاعات المجتمع الإسرائيلي بشكل غير مباشر لمساندة المطالب الفلسطينية عبر رفض سياسات الحكومة الإسرائيلية اليمينية وأدائها المتطرف بسبب الخسائر التي تحملها المجتمع الإسرائيلي وفي مقدمتها قتل بعض الأسرى إثر عمليات القصف العشوائي، بالإضافة إلى تسببها في انعدام الأمن ووجود خسائر اقتصادية فادحة.

كل المكاسب السابقة لا تزال – رغم أهميتها – بعيدة عن الهدف الأكبر وهو السعي الحثيث من أجل اعتراف الدول بالدولة الفلسطينية، وهو جهد دبلوماسي يحتاج إلى إزالة الخلافات الفلسطينية – الفلسطينية وتنسيق الجهود من جانب، وشحذ همم الدول العربية من جانب آخر من أجل تحقيق هذه الغاية المستحقة للشعب الفلسطيني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى