مفهوم الديمقراطية موقع
جدول ال
نجحت بعض رموز الحكم، والنماذج التي قادت الثورات على مدار تاريخ المجتمعات كله في ترسيخ الكثير من المفاهيم المتصلة إتصالاً وثيقاً بالحقبة التي مروا بها، وعلى رأسها ما يخص نسق الحريات. وغدا مفهوم الديمقراطية على رأس هذه المفاهيم؛ إذ أنه يُرسي أولى دعائم الحوار بين الأفراد بعضهم البعض، وفي علاقتهم كمواطنين بحكامهم. وربما قاسى مفهوم الديمقراطية كثيراً على مدار السنوات لأسباب عدة، وربما نجحت الكثير من المجتمعات أيضاً في ترسيخه بمراحل عديدة. ولكن ما لا يمكن الجدال فيه أو الشك حتى هو أن الجميع قد خُلقوا أحراراً، وأن إرساء مفهوم الديمقراطية لم يأت إلا لتقنين هذه الحرية، وجعلها حقاً مكفولاً للجميع في ظل نظام المجتمع أو الدولة. ولمزيد من التفاصيل حول مفهوم الديمقراطية نستعرض مقالنا التالي عن مفهوم الديمقراطية بموقع .
مفهوم الديمقراطية
تُعرف الديمقراطية بأنها حرية التعبير عن الرأي في إطار إنساني يحميه المجتمع، وتُقر بوجوده وتحمل مسؤولية حمايته وتأمينه الدولة بما فيها من نسق وأنظمة تابعة لهذا السياق.
وبالنظر إلى تأثير مفهوم الديمقراطية على مدار التاريخ، فقد برزت الكثير من المجتمعات التي استطاعت تأمين هذا المفهوم بالنسبة لأفرادها كأفضل المجتمعات، وأكثرها تقدما على مدار مراحل متوالية. فأهم ما تسعى إليه هذه المجتمعات لتأمين وإرساء دعائم الديمقراطية بها، يعتمد على الآتي :
- تأسيس جيل واعي بأهيمة حرية التعبير عن الرأي، وكيفية التعبير عنه بشكل سليم في إطار قومي، وعالمي أيضاً.
- نشر حرية التعبير عن الرأي في جميع الميادين، والمواقف، على إختلاف درجاتها، وإستيعاب جميع مظاهرها وتثقيف الشعب بكيفية التعبير عن الرأي في إطار إنساني متحضر.
- تكفل هذه الدول أيضاً إطار الديمقراطية، من خلال نظم إعادة التأهيل، والتهذيب مثل السجون، والإصلاحيات، والمصحات وغيرها .
- تدعم هذه الدول كذلك تنفيذ ما يقره قانون الحريات، على كافة المستويات، وجميع القطاعات، لأنها تسعى في الأصل لجعل الجميع سواسية أمام منصة القضاء.
ولهذا فقد برزت أعلى دعائم الديمقراطية في قدرة هذه الشعوب على إستيعاب التحولات المجتمعية، بجميع تناقضاتها، بحيث جعلت من الواجب تضافر الجميع لتقديم أفضل ما لديه في سبيل حماية تاريخ الوطن، وسعيه نحو التقدم، وتخليد قيمة تشهد بها جميع المجتمعات الأخرى.
ما هي الأسس الأخرى التي تعتمد عليها حرية التعبير عن الرأي؟
أرست كافة القواعد الشرعية التي تضمنتها الأديان السماوية، وقصص الأنبياء والرسل، حرية التعبير عن الرأي، وجعلتها مكفولة للجميع، في شوء تمتع كل فرد أصلاً بحريته.
فسمحت بالحوار، وسمحت بالمشورة، وأكدت على أهمية كل منهما في بناء علاقات إنسانية راقية، كما وجعلتهما أساساً لانتشار الدين في كثير من الأوقات.
إن التأكيد على قيمة كقيمة السلام، قد ارتبط بشكل كبير بقيمة الحرية، وجعل أحد أسس إنتشاره هو الحوار المبني على حرية التعبير عن الرأي.
هذا بالإضافة إلى السعي نحو جعل الديمقراطية أو حرية التعبير عن الرأي أساساً مسالماً يدعم صورة إيجابية عن المجتمعات المختلفة، وكذا يعطي صورة متحضرة عن الأشخاص الذين يتنبونه كأسلوب للتفاعل مع الآخرين.
إن تنشئة جيل يعتمد ثقافة السلام في حواره مع الآخر، يساهم في بناء مجتمع قوي، يدرك جيداً حجم قيمة العنف وتأثيره بالنسبة لحجم السلام وتبعياته التي تدوم لقرون عديدة.
كما وتعتمد حرية التعبير عن الرأي على التثقيف الذاتي بأسس التعامل مع الآخرين، وكيفية توسيع مدارك الإنسان لاستيعاب الاختلاف والذي يعتبر في الأصل سُنة كونية لجميع المخلوقات.
نضيف أيضاً إختيار الوقت السليم للتحدث، أو العمل على توفيره، فبهذا لا نحقق قيمة كالإنجاز فحسب، بل إننا نسعى لتحقيق قيم أخرى كاحترام الوقت، وإظهار الإحترام والتقدير للآخر وهي من القيم المجتمعية التي يبجلها المجتمع وتسهم بثرائه الحضاري.