معنى التكوين الفني .. الأسس التي يعتمد عليها التكوين الفني
جدول ال
معنى التكوين الفني وهو من أهم الموضوعات الحيويّة في مجال العمل الفني، كما أنّه التعبير عن شخصيّة الإنسان وهو ما يحدد مستوى ثقافته وذوقه الجمالي، وسيكون في هذا المقال حديث شامل عن معنى التكوين الفني وعناصره وأنواعه وعلاقاته، وقد يختلف الفنانون في مناهجهم الفنيّة ولكنّ مهما اختلفوا فإنّهم يجتمعون عند نقطة واحدة وهي أنّ اللوحة ذات التكوين الفني الجيد تترك لدى من يشاهدها انطباعًا أقوى.
معنى التكوين الفني
في الحديث عن معنى التكوين الفني يمكن القول إنَّه عنصر من عناصر الفنون التشكيلية وتتمثَّل في رسم صورة وتجسيدها، كما يمكن أن يُعرّف بأنّه تصميم وبناء الأعمال الفنيّة وله قدرة على التعبير عن شكل وحالة الموضوع الذي يدور حوله العمل الفني، كما أنّه هو تكوين وتجسيد المعنى للأعمال الفنيّة من أجل الحصول على أشكال معينة في رسم الموضوع، كما أنّ التكوين الفنيّ يعدّ من الأشياء المهمّة جدًا في الثقافة البصريّة، كما أنّه من أكثر الموضوعات المهّمة في قسم الرسم فهو يُعنى بتصميم وتجسيد المعنى، ويعبّر عن شخصيّة الفنان ومدى حسه الجمالي وثقافته، ويمكننا القول إن التكوين الفني هو ترتيب وتنظيم العمل الفني.
عناصر التكوين الفني
التكوين الفنيّ هو تجميع للعديد من العناصر التي تُستخدم في العمل الفنيّ بأسلوب جميل ومتناسق، وذلك بحسب ما يراه الفنان، وفيما يأتي سنذكر هذه العناصر والتي تعد من أسس التصميم الفنيّ:[1]
الشكل
ويتكوَّن الشكل من تتابع عددٍ من الخطوط المتواليّة والمتجاورة وتكون مساحته متناسقة تختلف في هيئتها الخارجية وذلك تبعًا للاختلافات في الخط المتكرر، وتغيّر حركته، ويُسمّى الشكل باسم الهيئة الخارجيّة، ومن أنواعه الأشكال الموضوعيّة والتمثيليّة والهندسيّة والعضويّة وغيرها.
الخط
ويشير الخط للأثر الذي ينجم عن تحريك نقطة ما في اتجاه محدد، ويعرّفه بعضهم أنّه ينتج من تتابع العديد من النقاط المتلاصقة، ويمتدّ الخط طوليًّا، ولا يمكن أن يخلو أي عمل فنّي من الخطوط، ولكنّ معدّ استخدامه يختلف بين الأعمال الفنيّة.
اللون
يمثّل اللون أبرز عناصر العمل الفنيّ، ويوجد فيه الكثير من التغيرات كالتغيّر في درجته أو عمقه أو كثافته، كما أن استخدام الألوان بشكل متناسق يُقيَّم من خلال ما يُحسّه المشاهد من تناغم بين الألوان في العمل الفنيّ.
الفضاء
وهو أكثر العناصر المؤثرة في التكوينات المعماريّة الفنيّة، ويكون من تجميع بعض أو كل عناصر التكوين الفنيّ.
الملمس
ويدل على الملمس الخارجي للتكوين الفني والذي يحصل نتيجة تفاعل الضوء مع توزيع الألوان على السطح من حيث عدد الطبقات والشدّة، ومدى وحدة الطبقة الخارجيّة، وقد يكون ناعمًا أو خشنًا أو منظمًا أو غير منظم، كما أنّه يمكن أن يكون طبيعيًا أو حقيقيًّا أو صناعيًّا.
المساحة
أيّ الحدود الخارجيّة للتكوين الفنيّ وتؤثّر المساحة وطريقة توزيعها على التكوين الفنيّ كثيرًا، ويمكن أن تكون مؤلفةً من أشكالٍ عدّة متجاورة أو من شكل واحد.
أنواع التكوين الفني
بعد معرفة معنى التكوين الفني وذكر عناصره، من الجيد أن نذكر أنواع التكوين الفني، وقد تعددت أنواعه، كما أنّ كلّ نوع يرمز إلى معانٍ تؤثّر على رؤية الأعمال الفنيّة فلكلّ تكوين رمز معين يوحي به، وفيما يأتي أنواع التكوين الفنيّ:
التكوين الأفقي
ويتم في هذا النوع تنظيم العناصر والأشكال في العمل الفني بشكلٍ أفقي، والتكوين الفنيّ الأفقيّ يرمز للهدوء والثبات والاستقرار، وتؤدي الخطوط القليلة المائلة الموجودة فيه والتي تكون قصيرة نسبيًا دورًا في إثارة الحيوية في هذا التكوين.
التكوين الهرمي
في هذا النوع يتم تنظيم العناصر والأشكال في العمل الفنيّ بشكلٍ هرميّ، وهناك نوعان من هذا التكوين وهما التكوين الهرمي المركب ويضم أكثر من شكل هرمي فيه، وتكوين هرميّ بسيط ويضمّ هرمًا واحدًا، ويرمز هذا النوع إلى الصلابة والرسوخ والاستقرار والدوام.
التكوين العشوائي
وفي هذا النوع لا يتقيد الفنان بترتيب معيّن للعناصر وفقًا لنظام معيّن من الانظمة التي سبق ذكرها، بل يمكن الجمع بين أكثر من نوع من أنواع التكوين لذلك يسمى التكوين الحرّ – غير المنظم.
التكوين المنحني
وفي هذا النوع تترتب العناصر التشكيلية على شكل خطوط منحنية، ويرمز التكوين المنحني إلى اللانهاية والهدوء.
التكوين المحوري
وفي هذا النوع تترتب العناصر حول محور مركزيّ أو العديد من المحاور الوهميّة ويشعر الناظر إليها بالتوازن والتعادل.
التكوين القطبي
وهذا النوع من أنواع التكوين يتألف من مجموعتين متقابلتين، وبين هاتين المجموعتين علاقة ديناميكيّة.
علاقات التكوين الفني
بعد معرفة معنى التكوين الفني، والتعرّف على أنواعه وعناصره من الجيد أن نذكر علاقات التكوين الفنيّ وهي كالآتي:
التباين
ويشير التباين للاختلافات التي تكون جليّة بين الأشياء، أيّ بمعنى آخر أن توضع الأمور المتضادة بجانب بعضها، مثلًا كأن يستخدم اللون الأبيض بجانب اللون الأسود، وهذه العلاقة تعدّ من أكثر العلاقات في الفنون التشكيلية.
التضاد
وهو عبارة عن علاقة بين عناصر متكاملة كالنهار والليل، وتعتمد هذه العلاقة على مزج الأشياء المتضادة كالعناصر القصيرة والعناصر الطويلة لغرض حصول التكامل الفنيّ.
التناسب
ويعرف هذا التناسب بأنّه عملية توظيف للأشكال الهندسيّة والخطوط من أجل الوصول إلى التناغم والانسجام بين عناصر التكوين.
السيادة
وهي اختيار عنصر واحد من بين العناصر فيكون العنصر الأساسيّ والأكثر بروزًا في التكوين الفنيّ، وهناك طرق عدّة لتطبيقه من بينها اللون والحجم والملمس والاتجاه.
الوحدة
وهي بمعنى ربط مختلف عناصر التكوين الفنيّ لتصبح عنصرًا واحدًا، ولا تشير لتلاصق العناصر جميعها، وإنّما يكون هناك تناغم وانسجام فيما بينها.
التكرار
توضح هذه العلاقة اتجاهات الحركة في التكوين الفنيّ كما يساعد على توظيفه في إبراز تفاصيل التكوين الفنيّ.
التوازن
ويعني إحداث التعادل يبين العناصر المتضادة في التكوين الفنيّ، وهو من أهم العناصر التي تؤثر جمال التكوين الفنيّ.
الأسس التي يعتمد عليها التكوين الفني
بعد معرفة معنى التكوين الفني نستطيع أن نتحدث عن الأسس التي يعتمد عليها، بدايةً من الوحدة والترابط فكل عمل فنيّ يتميّز عن غيره من الأعمال بوحدة تربط أجزائه بعضها ببعض، لأنّ الوحدة تعمل على ترابط العمل الفنيّ، ليصبح عملًا فنيًّا كاملًا، كما أنّه يجب أن يكون العمل الفنيّ متوازنًا فذلك يلعب دورًا مهمًّا في تقييم العمل فنيًّا ويبعث في النفس الراحة والهدوء عند النظر لأيّ لوحة فنيّة، لذلك لا بدّ من تحقيق التوازن والانسجام في الأعمال الفنيّة، وكذلك الإيقاع في اللوحة وهو من أساسيات تكوينها الفنيّ ويكون بتكرار الكتل والمساحات لتكون وحدات متقاربة أو متباعدة، وقد تكون متماثلة أو مختلفة، وكذلك الحركة والتي تعدّ من أهم الأشياء الأساسية في التكوين الفنيّ لأنّها تنظّم حركة البصر في كل أجزاء اللوحة، وتشير إلى التوازن من عدمه فيها.
وهكذا نكون قد عرّفنا التكوين الفنيّ، وتحدثنا بالتفصيل عن عناصره وعلاقاته وأنواعه والأسس التي يعتمد عليها، فالتكوين الفنيّ هو الذي يوضح ما يوجد داخل العمل الفنيّ من المواهب والمميزات، وهو لا يتم بطريقة عشوائيّة بل يحتاج لتنظيم وترتيب، ومن خلال تتضح براعة الفنان.