محرقة ميكروباص الأوسطي.. حين فرقت الفاجعة بين “ياسمين” ووالدها
05:13 م
الخميس 01 يونيو 2023
كتب – محمد شعبان:
على غير العادة، قرر “أشرف” السفر إلى بلدته ليلاً عبر طريق الواحات مصطحبا ابنته “ياسمين”. استقر الأب والابنة وسط سيارة أجرة “ميكروباص” يتبادلان الحديث وابتسامة الطفلة لا تفارق وجنتيها كما لو أن قلبها يحدثها بأنها لحظاتها الأخيرة.
الحادية عشرة مساء الأربعاء دبَّ الخوف والهلع بين قاطني ومرتادي مساكن أبناء الجيزة. صوت انفجار تنخلع له القلوب هزَّ أرجاء المكان تحديدا بعد صينية الواحات.
هرع الجميع لاكتشاف ماهية ما يدور على الأرض فكانت الصدمة حاضرة. تحولت سيارة ميكروباص إلى كتلة لهب بينما تعلو أصوات صراخ الركاب والنار تلتهم أجسادهم “الناس بتتشوي زي الفراخ”، حسب وصف شاهد عيان.
من هول الفاجعة ظن البعض أنهم أمام عرض سينمائي لكن الحدث جلل. حاول قائدو السيارات مد يد المساعدة لإنقاذ روح بشرية على شفا الموت حرقًا. انتزع كل منهم أسطوانة الإطفاء “طفاية الحريق” الخاصة بالسيارة لإخماد الحريق لكن دون جدوى.
بمرور الوقت وتأزم الموقف توالى وصول سيارات الحماية المدنية وقيداتا الشرطة بقطاع أكتوبر بقيادة اللواء عصمت هريدي والعميد محمد أمين وصوت سارينة سيارات الإسعاف الوافدة لا يتوقف.
المعاينة بينت انفجار سيارة ميكروباص تعمل بالغاز واشتعالها بالطريق الأوسطي عند صنية الواحات اتجاه الفيوم بجوار مساكن أبناء الجيزة بمدينة السادس من أكتوبر.
الحادث أسفر عن حالات وفاة بواقع ٦ جثامين متفحمة مجهولة الهوية والتعرف على جثتين كانتا للطفلة ياسمين أشرف جميل ١١ سنة وسارة عمرو سيد ٢٦ سنة فيما أصيب أشرف جميل عرفة ٣٥ سنة ومحمد علي السيد ٣٨ سنة بحروق بالجسم.
أودعت الشرطة الجثامين ثلاجة مستشفى أكتوبر المركزي وتحويل الناجيين إلى مستشفى الحوامدية لتلقي العلاج اللازم مع تحرير محضر بالواقعة أحاله اللواء هشام أبو النصر مدير أمن الجيزة إلى النيابة العامة للتحقيق.