ما هي السورة التي ليس فيها بسملة
جدول ال
ما هي السورة التي ليس فيها بسملة ؟ من المعلوم أننا لو فتحنا المصحف سوف نجد البسملة أي:” بسم الله الرخمن الرحيم” مكتوبة في بداية كل سورة من سور القرآن الكريم، لكن هناك سورة واحدة لن تجد البسملة مذكورة في أولها، ويرى العلماء أن لعدم ذكرها فيها حكمة محددة.
البسملة في فواتح السور
قراءة البسملة مستحبة عند تلاوة بداية أي سورة من السور، سواء كانت سورة مستأنفة جديدة أم سورة تكررت قراءتها؛ لأن البسملة آية من كل سورة وهذه المسألة على خلاف بين المذاهب سوى سورة (براءة)، بدليل حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “بيْنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذَاتَ يَومٍ بيْنَ أظْهُرِنَا إذْ أغْفَى إغْفَاءَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّمًا، فَقُلْنَا: ما أضْحَكَكَ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفًا سُورَةٌ فَقَرَأَ: بسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {إنَّا أعْطَيْنَاكَ الكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وانْحَرْ * إنَّ شَانِئَكَ هو الأَبْتَرُ} [1]“. [2] والله أعلم. [3]
وهو المعتمد في المذهب الشافعي، فينبغي على القارئ أن يأتي بها حتى لا يفوته أي شيء من السورة، ويشمل هذا الحكم من يكرر قراءة السورة الواحدة، ويشمل من يقرأ سورًا متعددة، وذلك سواء في الرقية الشرعية أم غيرها من الأوراد.
حيث يقول الإمام النووي رحمه الله: “ينبغي أن يحافظ على قراءة “بسم الله الرحمن الرحيم” في أول كل سورة سوى براءة، فإن أكثر العلماء قالوا إنها آية حيث تكتب في المصحف، وقد كتبت في أوائل السور سوى براءة، فإذا قرأها كان متيقنا قراءة الختمة أو السورة، فإذا أخل بالبسملة كان تاركا لبعض القرآن عند الأكثرين”.[4] كما يقول ابن حجر الهيتمي رحمه الله: “الأصح أنها – أي البسملة – آية كاملة من أول كل سورة،” انتهى. [5] والله أعلم.[3]
ما هي السورة التي ليس فيها بسملة
كل سورة من القرآن يكون في بدايتها ”بسم الله الرحمن الرحيم” إلا سورة التوبة (براءة)، والحكمة في ذلك أجاب العلماء عنها بإجابتين هما:[6]
- التوبة هي مكملة لسورة الأنفال، ولذلك لم يأت في بدايتها البسملة ”بسم الله الرحمن الرحيم”.
- التوبة لم تأت قبلها البسملة كونها سورة مذكور فيها الجهاد وقتال الكفار، بالإضافة إلى عيد المنافقين وبيان فضائحهم ومخازيهم، و”بسم الله الرحمن الرحيم” تقال للرحمة، وهذه المواطن التي فيها ذكر للجهاد وصفات المنافقين ليست من مواطن الرحمة بل من مواطن الوعيد والتخويف، وهذا هو السبب في عدم ذكر ”بسم الله الرحمن الرحيم” في أولها.
البسملة في أول سورة الفاتحة
العلماء على خلاف في هذه المسألة، فقد بينت أقوال بعض العلماء أنها آية مستقلة، لا تدخل في عدد آيات سورة الفاتحة، فيمكن اعتبار الفاتحة سبع آيات من غيرها، ودليلهم على أنها ليست آية من الفاتحة حديث أنس أن الرسول صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر كانوا يفتتحون الصلاة بقول “الحمد لله رب العالمين”، وعند مسلم أنهم لا يذكرون “بسم الله الرحمن الرحيم” في أول القراءة ولا في آخرها. وفي هذه المسألة قولان للعلماء أظهرهما هو أنهم كانوا يسرون بها، مثل الاستفتاح والتعوذ. [7] وعلى القول بأنها ليست آية الإمام أبي حنيفة ومالك وقول عن أحمد. وفي قول عند الامام أبي حنيفة أنها آية مستقلة وضعت للفصل بين السور.[8]
أما الشافعية فهم على قول آخر وهو أن التسمية واجبة في الصلاة؛ وذلك لأن قراءة الفاتحة واجبة، و”بسم الله الرحمن الرحيم” آية منها، فيسِرُّ بها إن كانت الصلاة سرًا، ويجهر بها إن كانت جهرية، وللشافعية أدلّة موجودة في كتاب “مغني المحتاج” و”المجموع” ونحوهما. والقراءة على قراءة حفص تقتضي أن نقرأ البسملة سرًا أو جهرًا.[9]
الحكم بوجوب قراءة البسملة في الصلاة في بداية الفاتحة
إن الحكم على وجوب قراءة البسملة في الصلاة في أول سورة الفاتحة، تعد من المسائل الفقهية الاجتهادية؛ حيث أن من عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة لزمه أن يقرأها، فهو إن تركها قد ترك آيةً من آيات الفاتحة، ومن قال أن البسملة ليست آية في الفاتحة، يرى صحة الصلاة بدون قراءتها.[7]ذكرنا فيما سبق الاجابة عن السؤال “ما هي السورة التي ليس فيها بسملة ؟”، فهي براءة، والقول الظاهر في ذلك أن سورة التوبة تحتوي على ذكر الجهاد والمنافقين ويكثر فيها الوعيد، والبسملة تقال للرحمة فهي ليست مناسبة في هذا السياق.