ما هو الحوار الوطني وما هي أسباب نجاحه
جدول ال
ما هو الحوار الوطني سؤال من الأسئلة التي تتعلَّق إجابتها بمعرفة المفاهيم والمصطلحات وتعريفها كما يليق بها، وإجابة هذا السؤال إجابة تزيد من ثقافة الإنسان العامة، ترفع من سويته المعلوماتية، وتجعله أكثر معرفة، خاصَّة إذا تغلغل في الحوار الوطني وعرف آدابه وأهميته وسُبله، وفي هذا المقال سوف نسلط الضوء على مفهوم الحوار الوطني ثمَّ آداب الحوار الوطني ثمَّ أهمية الحوار الوطني وسُبل الحوار الوطنيِّ أيضًا.
ما هو الحوار الوطني
إنَّ الحوار في اللغة العربية مصدر مشتق من الفعل حاور، ومعناه النقاش والجدال، وحاور فلان فلانًا أي جادله وناقشه، أمَّا الحوار بمفهومه العام فهو أداء من الأدوات التي تساعد في عملية التواصل الفكري بين الناس والتواصل الثقافي والاجتماعي بين أفراد المجتمع جميعًا، ويقوم الحوار على تبادل الحديث بين أكثر شخصين فأكثر حول موضع معين بنية الوصول إلى نتيجة أو هدف، والحوار هو من الأشياء التي حثَّ عليها الشرع الإسلامي، قال تعالى في القرآن الكريم: “ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ”[1] [2].
أمَّا الحِوار الوَطَنيُّ على وجه الخصوص فيعني تبادل الرأي بين الناس في القضايا المهمة، وهو تبادل الأفكار والآراء في مختلف القضايا الشعب أو الوطن أو الدولة، ولأنَّ التعدد والاختلاف طبيعة من طبائع البشر كان لا بدَّ من الحوار والنقاش والجدال وعرض وجهات النظر في مختلف الأمور للوصول إلى القرار الصائب والسليم، فالحوار هو السبيل الوحيد من أجل الوصول إلى قرار يحقق طموحات جميع الأطراف المتحاورة، ولا بدَّ أن تنتج عن الحوار الوطني السليم نتائج إيجابية تنعكس إيجابيًا على الوطن كلِّه.
آداب الحوار الوطني
بعد الإجابة عن السؤال القائل ما هو الحوار الوطني لا بدَّ من تسليط الضوء على آداب الحِوار الوَطنيّ، وهذه الآداب هي:
- أن يقدِّم جميع المتحاورين المصلحة العامة على الخاصة، وذلك من خلال تأكيدهم على تقديم التنازلات في اللحظات الحاسمة التي تتعلَّق بمصلحة الوطن العامة.
- عدم ارتباط أي طرف من الأطراف المتحاورة بأي طرف خارجي من شأنه أن ينشئ خلافًا غير مرغوب فيه وغير محمود العواقب بين الأطراف المتحاورة.
- عرض المواقف والآراء بمهنية عالية، ويمكن هذا من خلال تقديم الأدلة الواقعية العلمية المهنية للآراء عند اقتراحها أو عرضها.
- تجنب الحياد في طرح الأفكار والآراء وتقديم المصلحة العامة دائمًا.
- مراعاة خفض الصوت أثناء الحوار وتجنب الشتم والسب والتجريح واحترام آراء الآخرين.
أسباب نجاح الحوار الوطني
كثيرة هي أسباب نجاح الحِوار الوطَني، ويمكن حصرها في الأسباب الآتية:
- تحديد الموضوع الذي يشكل أساس الحوار وذلك من أجل التركيز عليه وتجنب الحوارات التي لا فائدة منها.
- الموضوعية أثناء الحوار وعدم التجريح في وجهة نظر الآخر التي قد تكون مخالفة، وذلك لأنَّ الهدف الرئيس من الحوار هو الوصول إلى الحل المناسب وليس الهدف منه الانتصار في وجهات النظر.
- تقبل الرأي الآخر مهما كان والابتعاد عن التهكم والسخرية من آراء الآخرين، فهذا من شأنه أن ينشب الحقد والبغضاء بين المتحاورين وهذا ما ليس مرغوب فيه أبدًا.
- الإصغاء بشكل تام للطرف الآخر عند طرح أفكاره وضرورة احترام هذه الأفكار ومناقشتها بموضوعية وهدوء، والابتعاد كلَّ البعد عن الصوت المرتفع في الحوار.
- الاعتماد على لغة العقل والبرهان والابتعاد عن العواطف التي ليس بإمكانها اتخاذ القرارات الصائبة في قيادة الأمم.
- مناقشة الأفكار غير الصحيحة بموضوعية والعمل على تعديلها وتحسينها.
أهمية الحوار الوطني
في ختام ما جاء من إجابة السؤال مَا هُو الحِوار الوطَني جدير بالقول إنَّ الحوار الوطني هو نهج ومبدأ وسياسة، تكمن أهميته في أنَّ كثيرًا من الأنظمة الراشدة الحكيمة تعتمد عليه في سبيل الازدهار بسياستها وفي سبيل الحصول على كافة القرارات السليمة، وتكمن أهمية الحِوار الوطَني أيضًا في أنَّه يبدد كلَّ مظاهر القمع والاستبداد ويؤكد على الحرية التي هي رأس مال الشعوب وقاعدة انطلاقها نحو البناء والمستقبل المشرق المضيء، فبدون الحوار الوطني ستنتشر النزاعات وستعم الفوضى وستضطرب الأحوال، وسوف يؤثر هذا على الاستقرار في كلِّ مجالات الحياة، وسوف يعم الجهل والتخلف وسوف تتفكك البلاد وتكون عرضة للطامعين بثرواتها.
إلى هنا نصل إلى ختام هذا المقال الذي سلَّطنا فيه الضوء على ما هو الحوار الوطني ثمَّ تحدثنا عن آداب الحوار الوطني وعن أسباب نجاح الحِوار الوطنيِّ وفي النهاية سلَّطنا الضوء على أهمية الحِوار الوطَنيِّ.