ما مستقبل العلاقة بين أردوغان وحليفه الجديد أوغان؟
على الرغم من نفي الرئيس التركي المنتهية ولايته ومرشح التحالف الحاكم في الانتخابات الرئاسية رجب طيب أردوغان، وجود مباحثات بينه وبين المرشح الرئاسي سينان أوغان، ورغم إعلان الأخير رسمياً عن دعمه في الجولة الثانية من الانتخابات التي ستعاد الأحد المقبل والتي يواجه فيها منافسه مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو، فإن إعلان أوغان عن دعم أردوغان أثار العديد من الأسئلة التي تتعلق معظمها بمستقبل العلاقة بينهما، فكيف ستكون العلاقة بين كلا الرجلين في الفترة المقبلة؟
بحسب الأكاديمي التركي والخبير في العلاقات الدولية حسين شيهانلي أوغلو، ليس من المستبعد وجود أوغان في الحكومة المقبلة التي سيشكّلها أردوغان حال فوزه في الجولة الثانية من الانتخابات التي ستعاد يوم 28 مايو الجاري.
سنان أوغان (فرانس برس)
وقال شيهانلي أوغلو لـ”العربية.نت” إن “أوغان حصل في الجولة الأولى على أكثر من 5% من أصوات الناخبين، وكانت معظمها من أنصار حزب النصر اليميني وأحزاب أخرى صغيرة شكّلت معاً تحالف الأجداد الانتخابي، وبالتالي لا يشكل انحيازه لأردوغان في الجولة الثانية تغييراً كبيراً في المعادلة الانتخابية، لكنه سيكون عنصراً مهماً في السياسة التركية، ومن الممكن أن يستلم منصب وزير وحتى منصب نائب للرئيس في الفترة التي ستلي الانتخابات”.
وأضاف أن “أوغان طالب أردوغان بإنشاء وزارة طوارئ، وهو يهدف بذلك إلى تطويق الهجرة والمهاجرين القادمين من دول الجوار والسيطرة على الكوارث الداخلية، مثل الزلزال الذي ضرب البلاد قبل أشهر”، لافتاً إلى أن “هذه الوزارة تهدف لعمليات التدخل السريع وتوجيه السلطات المحلية كرؤساء البلديات وأولياء المحافظات والنواب وغيرهم”.
وتابع الأكاديمي أن “هذه الوزارة في حال إنشائها سيسمح لها باستخدام القوة العسكرية، وستكون على تواصل مع رئاسة الجمهورية بشكلٍ مباشر أو عن طريق وزارة الداخلية، وما يعزز تشكيل هذه الوزارة هو فشل إدارة وهيئة الكوارث AFAD في التعامل مع تداعيات الزلزال الذي ضرب البلاد قبل أشهر، فهي لم تظهر النجاح اللازم والمطلوب”.
وإلى جانب طلب المرشّح اليميني أوغان من أردوغان إنشاء وزارة طوارئ، يطالب كذلك بإعادة كل اللاجئين المقيمين على الأراضي التركية، وفي مقدّمتهم اللاجئون السوريون.
وقال شيهانلي أوغلو في هذا السياق إن “السوريين أرغموا على اللجوء إلى تركيا التي أرغمت بدورها على استقبالهم. كان الأمر إجبارياً لدى كلا الطرفين، لكن باعتقادي أن أردوغان حال فوزه سيضع خطة زمنية لإعادة السوريين والأفغان إلى بلدهما”.
وأضاف أن “هناك لاجئين اندمجوا في المجتمع وستطبق عليهم سياسات مختلفة وربما تستفيد منهم تركيا مثلما تفعل بعض الدول الأوروبية التي تعتمد عليهم في سوق العمل وتحقق أرباحاً كبيرة. هذه نقطة مهمة ويمكن الاستفادة منها، خاصة أن نسبة الجريمة هي الأقل بين اللاجئين، ولهذا سيكون هناك استراتيجية شاملة حول مسألة اللاجئين”.
وكان المرشّح اليميني أوغان قد أعلن، الاثنين الماضي، عن دعمه للرئيس التركي في الانتخابات التي ستعاد الأحد المقبل، وذلك في كلمةٍ شدد فيها على أهمية ترحيل عدة ملايين من المهاجرين غير الشرعيين من تركيا، ووضع جدول لإخراجهم، وكذلك الاستمرار في محاربة كل الجماعات الإرهابية.
وعقب ذلك بيومٍ واحد، أكد أردوغان في مقابلة تلفزيونية، أنه لم يساوم مرشّح الرئاسة المنسحب سينان أوغان حول تأييد ترشيحه في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، لكنه يقبل بفكرته حول إنشاء وزارة طوارئ.
كما أعلن الرئيس التركي في مقابلته المطوّلة، أن أنقرة تعمل على إعداد خطة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.