ما حكم كتابة آيات قرآنية على القبر؟.. عالم أزهري يوضح
08:28 م
الثلاثاء 06 أغسطس 2024
كـتب- علي شبل:
أوضح الدكتور عطية لاشين، أستاذ الشريعة وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، حكم كتابة آيات من القرآن الكريم على القبر، حيث تلقى سؤالًا من شخص يقول في رسالته: كتبت على قبر والدي قول الله تعالى “يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي” فقيل لي هذا لا يجوز، فهل ما قيل صحيح؟
في رده، قال لاشين: قبل أن أجيب على هذا السؤال، أنبه إلى أمرين:
الأول: وظيفة القرآن الكريم أن يتخذه المسلمون منهج حياة لتغيير سلوكهم إلى حال يرضى عنه الله عز وجل. وذلك يكون بتلاوته والعمل بما جاء في هذه التلاوة، حيث إن التلاوة المجردة عن العمل وحدها لا تكفي لتفعيل ما جاء في كتاب الله عز وجل. ولذلك حينما سُئلت السيدة عائشة عن أخلاق سيدنا محمد الرسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: “كان خلقه القرآن.”
وقال الله تعالى في وظيفة القرآن في الأمة: “وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا” (سورة الشورى، الآية 7).
فهو كتاب نذارة وبشارة في آن واحد، كما قال تعالى: “أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا” (سورة يونس، الآية 2).
الثاني: أجمع علماء المسلمين على أن دفن الميت ومواراة بدنه في تراب الأرض من فروض الكفايات. يُرفع الإثم عن الأمة بقيام البعض به، وتتحمل جميع الأمة الإثم إن لم يقم بهذا الفرض أحد، قال تعالى: “أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا * أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا” (سورة المرسلات، الآيات 25-26).
والحكمة من وجوب دفن الميت أن يوارى جسم الميت في حفرة تكريمًا له، وحجبًا لما يصدر من الميت من روائح تؤذي الأحياء، ولمنع السباع والطيور من العبث بجسده.
وبخصوص واقعة السؤال، يقول لاشين، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: لقد روى الإمام أحمد في مسنده، ومسلم في صحيحه، وأبو داود والترمذي عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يُجصص القبر، وأن يُقعد عليه، وأن يُبنى عليه، وفي لفظ: “وأن يُكتب عليه.”
وفي الحديث السابق المروي بألفاظ وطرق مختلفة، نُهي عن الكتابة على القبور دون تفرقة بين كتابة اسم الميت وغير ذلك، فالنهي عن كتابة القرآن أولى.
وفرق المالكية فقالوا: إن الكتابة إن كانت قرآنًا حرمت، وإن كانت لبيان اسمه أو تاريخ موته كُرهت. ومثل ذلك الحكم في المذهب الحنفي حيث جعلوا الكتابة على القبر مكروهة تحريمًا إلا إذا خيف ذهاب أثره فلا يُكره.
وبناءً على ما سبق يقول أستاذ الشريعة وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف: إذا كان أهل العلم مختلفين حول كتابة اسم الميت على قبره أو تاريخ موته ما بين مانع وما بين مجيز، فأولى ثم أولى أن لا يُكتب شيء من القرآن على القبر، لأن هذا ليس من مهام تنزيل القرآن على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل من مهامه كما قال الله عز وجل: “وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَٰذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ” (سورة الأنعام، الآية 19).
ومن مهامه أيضًا: تحليل حلاله وتحريم حرامه، والعمل بمحكمه، والإيمان بمتشابهه، وتنفيذ أوامره، واجتناب نواهيه، والتخلق بأخلاقه.. والله أعلم.
اقرأ أيضًا:
قبل سفري للحج توفي زوجي فهل أخرج للحج أم لا؟. عالم أزهري يجيب
ما حكم دخول الحمام بمصوغات ذهبية منقوشة عليها آيات قرآنية؟.. عالم أزهري يوضح