ما ترتيب سورة البلد في المصحف الشريف

ما ترتيب سورة البلد في المصحف الشريف ؟ من الأسئلة المهمة التي يبحث عنها الكثير من الناس، لأنّ ترتيب السور في القرآن الكرم له أهميّة عظيمة، حيث يساعد هذا الترتيب على المساعدة في تثبيت سور القرآن وربط نهاية كل سورة مع بداية السوة التي بعدها، ممّا يصبح هنالك صورة من صور الإعجاز العلمي أو البياني، ومن الجدير بالذّكر أنّ ترتيب السور في المصحف الشريف أمر توقيفي عند الله تعالى والرّسول صلّى الله عليه وسلّم ولا مجال فيه للرأي والاجتهاد، كما أنّه موقوف بإجماع المسلمين، وفي هذا المقال سيتمّ التعرف على ترتيب سورة البلد  في المصحف.

ما ترتيب سورة البلد في المصحف الشريف

وقبل الإجابة عن سؤال: ما ترتيب سورة البلد في المصحف الشريف ؟ لا بُدّ من التعرّف على المعلومات العامة المتعلقة بسورة البلد ومن بينها ترتيبها، فسورة البلد هي من السور المكية الواقعة في الجزءِ الثلاثين من القرآنِ الكريم، ورقمها في المصحف الشريف تسعون من حيثُ الترتيب، حيث يبلغ عدد آياتها عشرينَ آيةً، ومن الجدير بالذّكر أنّ ترتيبها من حيث النزول يكون بعد سورة ق، وقد بدأت السورة الكريمة بقسَمَ الله سبحانه وتعالى في بالبلد الحرام، أي بيت النبيّ الكريم محمّد صلى الله عليه وسلم؛ وذلك تعظيمًا لمكانته المرموقة وفضله العظيم عند الله عزّ وجل، كما يكون ذلك بيانًا للمشركين أنّ إيذاء الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة من أكبر الكبائر عندَ الله سبحانه وتعالى، وقد تناولتْ سورة البلد العديدَ من المعلومات، ومنها معرفة أهوال اليوم الآخر، وفيما يأتي سيتمّ التعرّق على هذه المعلومات.[1]

سبب نزول سورة البلد

تُعتبر سورة البلد من السور القرآنيّة التي أنزلَها الله تعالى لعدة أسباب، فآياتها نزلت لتذكّر الناس بأهوال اليوم الآخر؛ كالبعث والحساب ونحوه، وما يدور فيها من أمور متعلقة بالشّدائد، كخروج الناس من القبور وانتشارهم الكبير والسريع من شدّة الفزع والخوف حيث لا يستطيع الإنسان تجاوز هذه الأهوال إلا بالأعمال الصالحة التي شرع إليها في حياته الدنيا، ويُضاف إلى ذلك بيان الفرق بين المؤمنين والكافرين ومصيرهم في يوم القيامة، وكيف يكون حال الصالحين والمعرضين عن طاعة الله في دار الجزاء، وفيما يأتي بيان أهمّ سببين من أسباب نزول سورة البلد منها:[2]

• تكبّر المشركين وعنادهم بالإعراض عن طاعة الله، حيث قال الله سبحانه وتعالى: “أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ”،[3] نزلت هذه الآية الكريمة في شخص يُدعى أبي الأشدّ بن كلدة الجُمحي، الذي كان معرضًا عن الله أشدّ الإعراض، ويدلّ على ذلك ما قاله عنه ابن عباس: “كان أبو الأشدّين يقول: أنفقت في عداوة محمد مالًا كثيرًا، وهو في ذلك كاذب”.
• والسبب الثاني من أسباب النزول قوله تعالى: “يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُّبَدًا”،[4] نزلت هذه الآية في شخص يُدعى الحارث بن عامر بن نوفل، إذ إنّه ارتكب معصية كبيرة وجاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ليسأله، فأمره الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بأنّ يُكَفِّر عن هذا الذّنب، فقال الحارث: “لقد ذهب مالي في الكفّارات والنفقات، منذ دخلت في دين محمد”، وقوله هذا يحتمل أمريْن: أولهما، أن يكون ذلك تكبرًا بما أنفق فيكون طغيانًا منه، أو قد يكون عتبًا عليه، فيكون ندمًا منه.

فضل سورة البلد

لا بُدّ من بيان فضل سورة البلد بعد أن تمّت الإجابة على سؤال: ما ترتيب سورة البلد في المصحف الشريف ؟ فسورة البلد كبقية سور القرآن الكريم إذْ يكسب المسلم الأجر بقراءتها، فالحسنة بقراءة الحرف بعشر أمثالها، فقراءة القرآن الكريم بشكل عام فيه حسنات وفضل ومنفعةٌ وثوابٌ للمسلم يعود عليه في الدنيا والآخرة، ولهذا حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على الاستمرار في قراءة القرآن الكريم وحذّر من عدم قراءته، ويجدر بالذّكر أنّه ورد في سورة البلد فضل كبير فقد ورد أنه عند قراءة سورة البلد تصبح للمسلم مكانة عظيمة عند الله عز وجل ويكون من الصالحين والفائزين، وينجيه الله سبحانه وتعالى من شدّة العقبة المذكورة في هذه السورة بقوله سبحانه وتعالى في محكم آياته: “فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ * ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ * أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ * عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ”،[5] والمقصود بالعقبة هو جبل في جهنم شديد الحرارة.[6]

إلى هنا نكون قد أجبنا على سؤال: ما ترتيب سورة البلد في المصحف الشريف ؟ كما بيّنا العديد من المعلومات المتعلقة بهذه السورة الكريمة كسبب نزولها وفضلها وغيرها من المعلومات، وقد تبيّن أنّ للسورة الكريمة فضل عظيم كونها ذكرت أهوال يوم القيامة، ممّا يُساعد ذلك على الرّجوع إلى الله، والموازنة بين الخوف والرّجاء.