ما اول ما نزل من التوراة
جدول ال
ما اول ما نزل من التوراة على عبد الله ونبيه موسى عليه السلام، وهو سؤال مهم وقد تم طرحه ومن الواجب على الإنسان المسلم أن يكون على دراية بذلك الجواب، لأن التوراة هو أحد الكتب السماوية المقدسة والتي أمرنا الله جل وعلا بالإيمان بها، وبالأنبياء الذين أنزلت عليهم، وفي ذلك يحرص موقع على تبيان الجواب الصحيح مع ذكر نبذه عن الكتاب المقدس وعن نبي الله الذي أنزل عليه.
ما اول ما نزل من التوراة
فالتوراة هو كتاب مقدس كما أسلفنا في مقدمتنا، وقد نزل في سيدنا موسى عليه السلام، ويعني في اللغة العربية الشريعة، أو التوجيه والتعليم، ويضم جميع الأحكام المتعلقة بالتوجيهات والتعليمات القانونية، وهو رمز للأسفار الخمس الأولى بالكتاب اليهودي المقدس “التناخ” والذي يعد من أكثر الكتب العبرية شيوعًا في الوسط العلمي.
ويتكون كتاب التوراة من خمسة أسفار سنعرج على ذكرها بعد أن نجيب على سؤال أول ما نزل من التوراة، وقد كانت بداية النزول في سفر التكوين، وقيل أنَّ أول ما نزل من التوراة هو بسم الله الرحمن الرحيم،[1]
وقيل أيضًا أنَّ أول ما نزل منه كان عبارة عن وصايا من الله عزَّ وجلَّ لعباده، وعددها عشرًا، وهي كما ذكرها الشوكاني:[2]
- أنا الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر، من بيت العبودية، لا يكن لك إله غيري.
- أكرم أباك وأمك ليطول عمرك في الأرض، التي يعطيك الرب إلهك.
- لا تقتل لا تزن. لا تسرق.
- لا تشهد على قريبك شهادة الزور.
- ولا تشته بنت قريبك.
- ولا تشته امرأة قريبك.
- ولا عبده، ولا أمته، ولا حماره، ولا شيئا لقريبك.
شاهد أيضًا: الكتاب الذي نسخ جميع الكتب هو
الأسس التي بُني عليها كتاب التوراة
بعد أن تعرفنا على أول ما نزل من التوراة ، ننتقل بكم إلى الأسس التي بني عليها الكتاب، ونعني بالأسس أي البنية الأساسية التي بني عليها كتاب التوراة وهي في الحقيقة لا تتشكل من نظام تشريعي منظم أو متكامل، بل من خلال مجموعة من الخطوط الفلسفية العريضة، والتي لها علاقة وثيقة بالدين اليهودي، كل ما تتضمنه هذه الخطوط الفلسفية، يتعلق بأحكام وقوانين وسنن واضحة ومحددة، هي التي تأطر سلوك البشر وتصرفاته.
الأسفار الخمسة في نزول التوراة
وهي الأقسام التي يتكون منها كتاب التوراة وتقسم في خمسة أسفار إلى:
- سفر التكوين: وهو السفر الأول بكتاب التوراة، ويسمى كذلك بسفر الخلق، وذلك لأن به ذكر لكل خلق العالم، كما أنه يحوي قصة آدم عليه السلام مع حواء، وأولاده، وكذلك قصة كل من إبراهيم وابنه اسحاق ويعقوب وعيسى إلى يوسف عليهم السلام، ثم قصة نوح والطوفان وتبلبل الألسن.
- سفر الخروج: وأطلق عليه الاسم بناءً على خروج اليهود من مصر، ويتضمن قصة موسى من والدته وبعثته، ثم قصته مع فرعون، وأحداث أخرى، كخروج بني إسرائيل من مصر، وصعود موسى الجبل وإيتاء الله له الألواح.
- سفر اللاويين: وهو السفر الثالث ويقصد به الأحبار، يشمل هذا السفر الأحكام والقوانين المتعلّقة بالطهارة، وكل ما يجوز أكله، وكذا الفرائض والحدود، وكذلك حكم القربان.
- سفر العدد: وهو السفر ما قبل الأخير بالتوراة، يقسم في الحديث على الشرائع، والقسم الآخر على أخبار موسى وبني إسرائيل في التيه وقصة البقرة.
- سفر التثنية: وهو السفر الأخير في كتاب التوراة ويقصد به، إعادة الناموس.
العلاقة بين كتاب التوراة والإسلام
قال تعالى: “وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ،إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ.
ومن كتاب الله عز وجل نستنتج بأنّ العلاقة بين الإسلام وكتاب التوراة هي علاقة إيمان واعتراف تام، بقدسية التوراة ككتاب سماوي منزل على احد الأنبياء الصالحين، وعليه فقد امر الله عز وجل المسلمين اجمعين بضرورة الإيمان بما أنزل على انبياءه قبل الإسلام، وجعله شرطًا في تمام الإيمان، لقوله صلى الله عليه وسلم عن الإيمان: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره، فسواء المسلمون أو اليهود فهم يتفقون على أنَّ التوراة كتاب الله، بما يحمله من هدى، ونور، وتقوى، وخير للبشرية جمعاء، كما هو وارد بالقرآن الكريم، وأنه المنزل على النبي موسى عليه السلام، إلّا أنّهم يختلفون في مسألة التحريف، فالإسلام يقر بأنّ التوراة قد تمّ تحريف بشكل كبير.
قد يهمّك أيضًا: ما حكم الإيمان بالكتب السماوية
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي تناولنا فيه اول ما انزل من التوراة واطلعنا فيه على جواب السؤال لننتقل بعد ذلك للحديث عن كتاب التوراة وقدسيته ولنختم أخيرًا بالعلاقة بين الإسلام وكتاب التوراة.