ما الدليل على ملك الله الكامل وتصرفه المطلق
جدول ال
ما الدليل على ملك الله الكامل وتصرفه المطلق، هو عنوان هذا المقال، ومعلومٌ أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ هو مالكَ الملكِ، وله التصرفَ المطلقِ والتامِّ في كلِّ شيءٍ، لكن ما الدليلُ على ذلك؟ هذا ما سيجد القارئ الإجابة عليه في هذا المقال، كما أنَّه سيجد بيانًا لوجه الدلالة من الآية التي سيتمُّ ذكرها، ثمَّ سيتمُّ بيان الآيات الدالةِ على ملكِ اللهِ المطلقِ والكاملِ، ثمَّ سيجد بيانًا لمعنى اسم اللهِ الملكِ.
ما الدليل على ملك الله الكامل وتصرفه المطلق
إنَّ الدليلَ على ملكِ اللهِ عزَّ جلَّ الكاملَ وتصرفِه المطلق هو قوله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ}.[1]
شاهد أيضًا: تفسير الأرواح جنود مجندة ما تشابه منها ائتلف وما تشابه منها اختلف
وجه الدلالة من الدليل المذكور
إنَّ وجه الدلالة من قوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ}، على الملك الكامل لله عزَّ وجلَّ وتصرفه المطلق، أنَّ الأمر له وحده في أمر القبلة التي يولِّي المسلمين وجوههم إليها أثناء صلاتهم، فيجعلها حيثما شاء هو وأراد، فله الخيار وحده والصرف المطلق في جعلها باتجاه الكعبة أو إبقائها باتجاه مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
شاهد أيضًا: تفسير يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
آيات دالة على ملك الله وتصرفه المطلق
وردت عدةُ آياتٍ في كتاب الله عزَّ وجلَّ تدلُّ على ملكه، وفي هذه الفقرة من هذا المقال سيتمُّ ذكر بعضها، وفيما يأتي ذلك:
- قال تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}،[2] في هذه الآية الكريمة دلالةٌ واضحةٌ على أنَّ الله عزَّ وجلَّ له الملك يومَ القيامةِ وحده.[3]
- قال تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}،[4] وهذه الآية أيضًا فيها دلالةٌ واضحةٌ على تصرفَ الله عزَّ وجلَّ المطلقَ؛ إذ أنَّ كلَّ شيءٍ بمشيئته.
- قال تعالى: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى}،[5] وهذه الآية تدلُّ على أنَّ الله له ملك السماواتِ والأرضِ وما فيهنَّ.
- قال تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ۗ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}،[6] وفي هذه الآيةِ دليلٌ على أنَّ الأمرَ كله بيده سبحانه وتعالى.
شاهد أيضًا: تفسير يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
معنى اسم الله الملك
إنَّ الملكَ هو صاحبَ الملكِ، والذي له التصرفَ التامَّ المطلقِ فيهِ من جميعِ الوجوه كما يريد ويقدرْ، واللهُ عزَّ وجلَّ هو مالكَ الملكِ، والذي يملكُ كلَّ شيءٍ من غيرِ أن ينازعه أحدًا فيما يملكُ، فهو يملكُ السماوات والأرضَ وما بينهما ويملكُ يومَ القيامةِ ويملكُ أمرَ كلِّ شيء، وإليه يردُّ كلَّ شيءٍ سبحانه وتعالى.[7]
شاهد أيضًا: تفسير آية وقرن في بيوتكن
وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّت فيه الإجابة على سؤال ما الدليل على ملك الله الكامل وتصرفه المطلق، كما تمَّ ذكر الآياتِ الدالةِ على ملكِ الله عزَّ وجلَّ لكلِّ شيءٍ، وفي ختام هذا المقال تمَّ بيان معنى اسم اللهِ الملكِ.