كيف حمى النبي التوحيد موقع
جدول ال
كيف حمى النبي التوحيد ؟ كان العرب في الجاهلية يعبدون الأصنام، وأشهر هذه الأصنام هبل واللات والعزى ومناة، وبعد ارسال الله سبحانه وتعالى الوحي على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، انتقل العرب من الجهل إلى النور، وأصبحوا يعبدون الله وحده لايشركون بها شيئًا، وفي هذا المقال سنتعرف على التوحيد وأنواعه، وكيف حمى النبي التوحيد من المساس به، وما هي أهمية التوحيد للمسلم.
التوحيد وأنواعه
التوحيد هو إفراد الله سبحانه وتعالى بما يختص به، ويُعتبر التَّوحيد محور العقيدة الإسلاميّة، بل محور الدِّين كلّه، حيثُ ورد في القرآن الكريم: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ)[1]، فهو الأساس التي تبنى عليه باقى العبادات، وهو نصف الشهادتين، وللتوحيد ثلاثة أنواع، وهي:[2]
- توحيد الربوبية: وهو إفراد الله سبحانه وتعالى بالخلق، والملك، والتدبير، فالله تعالى وحده هو الخالق ولا خالق سواه، قال الله تعالى:(أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لَّا يَخْلُقُ ۗ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ)[3]، ووحده المالك كما قال الله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِير)[4]،فالله عز وجل منفرد بالتدبير، فهو الذي يدبر الخلق ويدبر السماوات والأرض، وهذا التدبير شامل لا يحول دونه شيء ولا يعارضه شيء.
- توحيد الألوهية: وهو إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة، بأن لا يتخذ الإنسان مع الله أحداً يعبده ويتقرب إليه كما يعبد الله تعالى ويتقرب إليه، وهذا النوع من التوحيد هو الذي ضل فيه المشركون، فيجب على المسلم أن لا يَصرف من العبادة شيئًا لغير الله سبحانه وتعالى، لا لملك مقرب، ولا لنبي مرسل، ولا لولي صالح، ولا لأي أحد من المخلوقين، لأن العبادة لا تصح إلا لله عز وجل، ومن أخلَّ بهذا التوحيد فهو مشرك كافر وإن أقر بتوحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات ، قال تعالى:(إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ).[5]
- توحيد الأسماء والصفات: وهو إفراد الله سبحانه وتعالى بما سمى الله به نفسه، ووصف به نفسه في كتابه، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وذلك بإثبات ما أثبته من غير تحريف، ولا تعطيل، ومن غير تكييف، ولا تمثيل، قال تعالى:(وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ)[6]، فهنا قال الله تعالى: بل يداه مبسوطتان، فأثبت لنفسه يدين موصوفتين بالبسط وهو العطاء الواسع، فيجب علينا أن نؤمن بأن لله تعالى يدين اثنتين مبسوطتين بالعطاء والنعم، وقد لعن الله سبحانه وتعالى اليهود، لأنهم نفوا هذه الصفة عنه سبحانه.
كيف حمى النبي التوحيد
كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصًا على دعوة الناس إلى الإسلام، وإخراجهم من الظلمات إلى النور، وذلك عبر نشر الإسلام، وحث الناس على توحيد الله سبحانه وتعالى، كما حرص عليه الصلاة والسلام على حمايه التوحيد فقد كان عليه الصلاة والسلام لايغضب الا لحدود الله عز وجل، وقد أنكر عليه السلام من بالغ في حمده فقال: (لَا تُطْرُونِي، كما أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فإنَّما أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولوا عبدُ اللَّهِ، وَرَسُولُهُ)[7]؛ فكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم، معجزات خصهُ الله بها، وكان يخشى عليه السلام بإعتقاد الناس أنها بفضلٍ منه، بل هي بأمرٍ من الله وإذنه، ومن اعتقد بغير ذلك فقد اشرك بالله عز وجل، ودعى عليه السلام بأن لايجعل الله قبره معبدًا، فقال:(اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ)[8]، ويقول أبو الوليد الباجي رحمه الله:”دعاؤه صلى الله عليه وسلم أن لا يجعل قبره وثنا يعبد تواضعا والتزاما للعبودية لله تعالى، وإقرارا بالعبادة، وكراهية أن يشركه أحد في عبادته، وقد روى أشهب عن مالك أنه لذلك كره أن يدفن في المسجد، وهذا وجه يحتمل أنه إذا دفن في المسجد كان ذريعة إلى أن يتخذ مسجدا، فربما صار مما يعبد”، ونهى عليه السلام من اتخاذ قبره عيدًا فقال:(لا تجعلوا بيوتَكم قبورًا ، ولا تجعلوا قبري عيدًا)[9]، وحرم عليه السلام السجود لغير الله فقد جاء في الحديث الشريف أن معاذا لما قدم من اليمن سجد للنبي، فسأله النبي ماهذا فقل له معاذ أنه رأى اليهود والنصارى يسجدون لقسيسيهم، ورهبانهم ،فقال الرسول على الصلاة والسلام أنهم كذبوا على أنبيائهم، وماكان نهيه عليه السلام في هذه الاحاديث الإ حمايةً لتوحيد الله عز وجل.
أهمية التوحيد
التوحيد أساس العقيدة الإسلامة، وفيما يلي أهمية التوحيد:
- أعظمُ مُعين على ترك المعاصي وفعل الطاعات، فقوة محبة الله وتعظيمه في القلب – وهي من صلب التوحيد – دافعٌ قوي لفعل اﻷوامر وترك النواهي.
- تُنال به أرفع المقامات في الدنيا وأعلى المنازل في اﻵخرة، قال سبحانه: (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ)[10]، والصديقون هم أعلى الخلق درجةً بعد درجة اﻷنبياء في الدنيا واﻵخرة.
- أعمال القلوب أهم وأعظم من أعمال الجوارح، بل ﻻ تقبل أعمال الجوارح إﻻ بصلاح أعمال القلوب، ولا إصلاح ﻷعمال القلوب إﻻ بالتوحيد الخالص.
- تفاوت درجات المؤمنين في الجنة مرتبط بقوة التوحيد وضعفه، فكلما زاد توحيد وإيمان المسلم زادت درجته في الجنة.
- يدخل به المؤمن الجنة، وينجو به من النار، فمن لايؤمن بالله فهو خالد مخلد في نار جهنم.
وبهذا نكون قد أجبنا على سؤال كيف حمى النبي التوحيد ، وذلك عبر نهيه عن تعظيمه والغلو في صفاته عليه السلام والنهي عن السجود لغير الله سبحانه وتعالى، وبينا أنواع التوحيد الثلاثة، وأهمية التوحيد للمسلم.
المراجع
- ^سورة الأنبياء الآية 25 , 2020123
- ^www.ar.islamway.net , ما هو تعريف التوحيد وما هي أنواعه رابط المادة: http://iswy.co/e3jnp , 2020123
- ^سورة النحل الآية 17 , 2020123
- ^سورة الملك , 2020123
- ^سورة المائدة الآية 72 , 2020123
- ^ سورة المائدة الآية 64 , 2020123
- ^الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 3445 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] , 2020123
- ^الراوي : عطاء بن يسار | المحدث : ابن عبدالبر | المصدر : التمهيد الصفحة أو الرقم: 5/41 | خلاصة حكم المحدث : مرسل غريب وهو صحيح , 2020123
- ^الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن تيمية | المصدر : اقتضاء الصراط المستقيم الصفحة أو الرقم: 2/169 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن وله شواهد , 2020123
- ^سورة الحديد الآية 19 , 2020123