منوعات

كم مكث اصحاب الكهف في كهفهم

جدول ال

كم مكث اصحاب الكهف ؟ من الأسئلة الشائعة لدى المسلمين، فقد وردت قصة اصحاب الكهف في القرآن الكريم في سورة الكهف، وعلى المسلمين التبحر في معاني القرآن الكريم، لاستخراج الدروس والعبر التي تنفع وتفيد المسلم في دنياه وآخرته، وفي هذا المقال سنوضح كم مكث اصحاب الكهف في كهفهم، وسنوضح قصة اصحاب الكهف ومكانهم وكم كان عددهم، واختلاف ‌‌آراء القوم في شأنهم بعد وفاتهم.

كم مكث اصحاب الكهف في كهفهم

مكث اصحاب الكهف في كهفهم عند أهل الكتاب مدة تقدر بثَلاثَمئة سنة شمسيّة، أما بالنسبة للعرب فهي تزيد تسع سنة قمرية قال تعالى: (وَلَبِثوا في كَهفِهِم ثَلاثَ مِائَةٍ سِنينَ وَازدادوا تِسعًا قُلِ اللَّـهُ أَعلَمُ بِما لَبِثوا لَهُ غَيبُ السَّماواتِ وَالأَرضِ أَبصِر بِهِ وَأَسمِع ما لَهُم مِن دونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلا يُشرِكُ في حُكمِهِ أَحَدًا)[1]، وبهذا تصبح المدّة ثلاثمئة سنة شمسيّة، وثلاثمئة وتسع قمريّة، ويذكر أن أهل الكهف كانوا على دين النصرانية، ورجح ابن كثير أنهم كانوا قبل النصرانية، بدليل أن أحبار اليهود كانوا يحفظون أخبارهم.[2][3]

مكان اصحاب الكهف وعددهم

ذكر المؤرخون أقوالا في تحديد مكان الكهف، فقيل: هو واد قريب من أيلة في العقبة جنوب فلسطين، وقيل: عند نينوى في الموصل شمال العراق، وقيل: في جنوب تركيا من بلاد الروم سابقا، وكلها أقوال تفتقر إلى الدليل، وأما بالنسبة إلى عددهم فالناس بعد وفاتهم اختلفوا في عددهم، وقد خاض أهل الكتاب والمسلمين في قصتهم في زمن رسول الله عليه السلام، فإنهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أصحاب الكهف، فأخر الجواب إلى أن ينزل الله عليه الوحى، فنزلت الآية في سورة الكهف إخبارا ببيان عددهم وأن المحق فيهم من يقول: سبعة وثامنهم كلبهم.[4]

قصة أصحاب الكهف

ذكر الله سبحانه وتعالى قصة أصحاب الكهف في كتابه العزيز، فكان هناك أشخاص قد آمنوا بالله عز وجل، وكان قومهم يعبدون الأصنام، فعندما علم قومهم بأنهم آمنوا بالله تعالى، أرادوا قتلهم، فهربوا من المدينة خوفًا على دينهم إلى غار في جبل ليختفوا عن قومهم عبدة الأصنام، فدعوا الله وقالوا: ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا: أي اجعل عاقبتنا رشدا، بأن توفر المصلحة لنا، مهتدين غير حائرين، فألقى الله عليهم سباتًا ثقيلًا عندما دخلوا الكهف، وأدارهم يمينًا ويسارًا، أي قلبهم مرة إلى الجانب الأيمن ومرة إلى الجانب الأيسر حتى لا تؤثر الأرض على أجسادهم وتتعرض جلودهم للهواء، وكان كلبهم عند باب الكهف يحرسهم، ولو نظر إليهم أحد لابتعد عنهم وهرب وامتلئ خوفًا ورعبًا، لأن الله تعالى ألقى عليهم هيبة ووقار، لئلا ينظر إليهم أحد إلا ويهابهم.[5]

استيقاظ اصحاب الكهف

‌‌بعث الله اصحاب الكهف من نومهم صحاح الأبدان بعد ثلاث مائة سنة وتسع سنين: ثم قال قائل منهم: كم بقيتم نائمين؟ لإحساسهم بطول مدة نومهم، قالوا: لبثنا يوما أو بعض يوم، وبعدها قرروا البحث عن الطعام والشراب، فأرسلوا أحدهم بالمال إلى المدينة التي خرجوا منها، وطلبوا منه أن يكون لطيفا رفيقا في الطلب وفي خروجه ودخوله المدينة، وفي شرائه، وأن لايخبر ولايعلم أحدا من أهل المدينة بمكانهم، خوفًا من أهل المدينة أن يردوهم عن دينهم، وأطلع الله تعالى الناس على أصحاب الكهف وعلى أحوالهم، ممن كان لديهم شك في قدرة الله على إحياء الموتى، وفي البعث، وفي أمر القيامة، فبعث الله أهل الكهف حجة ودلالة وآية على ذلك، فأطلع الله عليهم أهل ذلك الزمان حين كان بعضهم يتنازع مع بعض في أمر القيامة، فبعضهم مثبت لها وبعضهم منكر، فجعل الله اطلاعهم على أصحاب الكهف حجة لهم وعليهم.[6]

وفاة أصحاب الكهف

انقسم الناس على أمر أهل الكهف حين توفاهم الله تعالى، إلى مجموعتان: جماعة – قيل بينهم الكفرة – قالوا: نغلق عليهم باب كهفهم، ونتركهم كما هم، لأنهم كانوا على ديننا، ثم نأخذ فوقهم بناء، أي عند باب كهفهم، لئلا يدخله الناس، وسيطرت المجموعة الأخرى على الأول، وهم المسلمون وملكهم فقالوا – وكانوا أولى بهم وبالبناء عليهم : لنأخذ مسجدا عند باب الكهف حيث يصلي المسلمون فيه ويتباركون بمكانهم، قال تعالى: (إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ ۖ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا ۖ رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ ۚ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدً).[7][8]

وبهذا نكون قد أجبنا على سؤال كم مكث اصحاب الكهف في كهفهم فقد بعثهم الله صحاح الأبدان بعد ثلاث مائة سنة وتسع سنين قمرية، وبينا في هذا المقال قصة اصحاب الكهف، وبينا مكان اصحاب الكهف وعددهم، واختلاف ‌‌آراء القوم في شأنهم بعد وفاتهم.

المراجع

  1. ^سورة الكهف، آية: 14. , 20201218
  2. ^محمد طنطاوي (1998)، التفسير الوسيط (الطبعة الاولى)، مصر: دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 502، جزء 8. , https://almaktaba.org/book/23590/3804 , 20201218
  3. ^د وهبة الزحيلي، التفسير المنير، : دار الفكر المعاصر دمشق، صفحة 218، جزء 15. , 20201218
  4. ^د وهبة الزحيلي، التفسير المنير، : دار الفكر المعاصر دمشق، صفحة 226، جزء 15. , 20201218
  5. ^د وهبة الزحيلي، التفسير المنير، : دار الفكر المعاصر دمشق، صفحة 217، جزء 15. , 20201218
  6. ^د وهبة الزحيلي، التفسير المنير، : دار الفكر المعاصر دمشق، صفحة 224، جزء 15. , 20201218
  7. ^د وهبة الزحيلي، التفسير المنير، : دار الفكر المعاصر دمشق، صفحة 226، جزء 15. , 20201218
  8. ^ سورة الكهف الآية 21 , 20201218

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button