قارن بين علاج السحر بالرقية الشرعية وعلاج السحر بالسحر
جدول ال
قارن بين علاج السحر بالرقية الشرعية وعلاج السحر بالسحر إنه من المؤسف أن يسيطر الجهل والبعد عن الدين على بعض الناس حتى ليلجؤوا إلى أعمال السحر والسحرة سواء لإيذاء آخر أو لعلاج داء مسهم، دون الأخذ بالأسباب ومراعاة الفكر السليم والدين القويم، لذا وجب أن ننوه بطريقة التعامل المشروعة مع هذا النوع من الأمور حتى نتجنب الوقع فيما يغضب الله تعالى.
قارن بين علاج السحر بالرقية الشرعية وعلاج السحر بالسحر
يختلف علاج السحر بالرقية الشرعية عن علاج السحر بالسحر وهذه الاختلافات كالتالي:
- علاج السحر بالرقية الشرعية: يعتمد في الأساس على اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى والاستعانة به وحده لا شريك له عن طريق الآيات القرآنية الكريمة والأدعية المأثورة وذلك لعلاج ما قد يمس الإنسان من أذى جراء سحر أو مس أو حسد أو غيره، وهو جائز شرعًا.
- علاج السحر بالسحر: هو الاستعانة بالشياطين والجن من دون الله تعالى لفك سحر آخر، وذلك عن طريق اللجوء لبعض الدجالين والمشعوذين الذين يعمدون إلى أفعال تغضب الله سبحانه وتعالى في استحضار الشياطين، وهو حرام شرعًا ومن أكبر الكبائر التي نهى الله ورسوله عنها.
حكم السحر في الإسلام
أجمع علماء المسلمين على أن ممارسة السحر، وتعليمه، وتعلمه حرام شرعًا، وهو من الكبائر التي حذر منها النبي ﷺ بقوله: “من أتى عرافًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ﷺ” (رواه أبو داوود)، وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “ليس منا من تطير أو تطير له، أو تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له” (رواه البزار) ، بل إن النبي ﷺ حذر من مجرد اللجوء إليهم لسؤالهم بقوله ﷺ: “من أتى عرافًا فسأله عن شيء لم تقبل صلاته أربعين يومًا” (رواه مسلم).
وقد ذُكر السحر في القرآن الكريم في بيان مفصل يوضح أثره على الناس، والوعيد الشديد الذي يلقاه السحرة يوم القيامة في قوله تعالى: ﴿ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ (البقرة:102).[1]
شاهد أيضًا: كيف اعرف اني مسحور
أنواع السحر
تتعدد أنواع السحر، لكن الأكثر شهرة منها ثلاثة أنواع:
- سحر التأثير: هو سحر شيطاني، له أثر في القلوب والأجسام، فيمرض البدن أو يضعفه، أو حتى يقتل، ويتم عن طريق إلقاء الساحر بتعاويذ مع نفث وتدخينات فيستدعي بها شياطين لتساعده.
- وسحر التخييل: هو سحر يتم بالتأثير على البصر فيرى تخيلات وتهويلات لا حقيقة لها، وهو ليس له أثر حقيقي ملموس على الشخص، ويتم بطرق خفية أو بمساعدة الشياطين.
- سحر التمويه والخداع والخفة: هو السحر القائم على خداع العين بخفة اليد، فيتوهم الناظر إلى الشيء أنه سحر حقيقي لكنه ليس كذلك.
وجميع أنواع السحر حرام يجب البعد عنها واجتباب طريقها.
طرق الوقاية من السحر
توجد العديد من الطرق المشروعة من أجل الوقاية من السحر منها:
- القرآن الكريم: فالقرآن شفاء لكل داء، وحفظ من كل سوء، فمن آيات التحصين من السحر آية الكرسي، وسورة الإخلاص، والمعوذتين، وسورة البقرة.
- الدعاء: توجد العديد من الأدعية والأذكار التي إذا واظب عليها العبد نال ثوابها وحفظته بأمر الله فقد قال النبي ﷺ: “إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء” (رواه الترمذي)، ومن هذه الأدعية والأذكار: “باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم” (ثلاث مرات)، و”أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق” (ثلاث مرات)، وكذلك سائر أذكار الصباح والمساء.
- الرقية الشرعية: هي من الطرق الجائزة كما ذكرنا ، وفيها يضع الراقي يده اليمنى على المصاب بسحر أو حسد ويقرأ الرقية الشرعية وما تيسر من الأدعية وآيات التحصين التي سبق ذكرها.
وبعد أن أجبنا سؤال قارن بين علاج السحر بالرقية الشرعية وعلاج السحر بالسحر على المسلم أن يملأ قلبه باليقين في أن الله خير حافظ، كما علمنا رسول الله ﷺ في حديثه لابن عباس رضي الله عنه قال: كنت خلف النبي ﷺ يومًا فقال: ” يَا غُلامُ، إنِّي أعلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَألْتَ فَاسأَلِ الله، وإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ باللهِ، وَاعْلَمْ أنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إلاَّ بِشَيءٍ قَدْ كَتَبهُ اللهُ لَكَ، وَإِن اجتَمَعُوا عَلَى أنْ يَضُرُّوكَ بِشَيءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إلاَّ بِشَيءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحفُ” (رواه الترمذي).