فسحة أمل على ضفاف النيل.. شبان الخرطوم يستنجدون بالسمك
على الرغم من الاشتباكات المتقطعة التي شهدتها العاصمة السودانية بين الجيش والدعم السريع، فإن بعض فترات الهدوء الحذر فتحت باب أمل ولو صغيرا للعديد من العالقين في الخرطوم.
فقد استغل عدد من الشبان هذا الهدوء النسبي من أجل صيد السمك، أو ربما ممارسة السباحة في حمأة الصراع الذي غير أحوال البلاد بين ليلة وضحاها بالنسبة لآلاف السودانيين الذين لم يختبروا الحرب.
من الخرطوم (أ ف ب)
وبدأ العشرات منهم يصطادون في النيل الأبيض بالقرب من جسر الدباسين في الخرطوم، بعيد بدء سريان وقف إطلاق النار رسميًا بين الطرفين المتناحرين.
راحة بين جولات القتال
وأظهرت العديد من الصور شبكات الصيد ترفع من الماء، محملة بالأسماك لعلها تسد حاجة بعض العائلات التي علقت لأسابيع في الخرطوم، خلال الفترة الماضية، وسط شح من المواد الغذائية وحتى الماء.
(أ ف ب)
فيما استمتع البعض الآخر بالسباحة والاسترخاء بين جولات الرصاص والقتال الذي غير وجه العاصمة خلال أيام قليلة، وحول العديد من أحيائها إلى شوارع أشبه بالأشباح، حيث الدمار والسواتر والخراب بعد عمليات النهب الكثيفة التي وقعت.
البلد كله أصبح رهينة
وقبل أن تهدأ حدة القتال في العاصمة ليجد سكانها متنفساً، أرغمت الفوضى والاشتباكات الملايين على ملازمة منازلهم للاحتماء من الرصاص الطائش وأعمال السرقة والنهب ومعاناة ندرة الماء والغذاء وانقطاع الكهرباء.
فيما شعر الناس بالوحدة والعجز، بحسب ما أكد خبير الأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في السودان رضوان نويصر، قائلا “يشعر الناس بالوحدة وأنه تم التخلي عنهم وسط النقص المزمن في الطعام ومياه الشرب … البلد كله أصبح رهينة”، وفق فرانس برس.
سمك من النيل في السودان (ا ف ب)
بينما بلغ عدد الفارين خارج البلاد 319 ألف شخص، حسب تقديرات الأمم المتحدة، التي حذرت من أن يصل هذا العدد إلى أكثر من مليون.
أما من لم يتمكنوا من الفرار، فاحتموا في بيوتهم بالخرطوم، محاولين الاعتماد على القليل من الإمدادات التي تصلهم، في بلد يبلغ عدد سكانه تقريبا 45 مليون نسمة، ويحتاج أكثر من نصفهم بشكل ملح إلى مساعدات إنسانية وفق الأمم المتحدة.