منوعات

على عربة كارو.. شاعر الملحمة السوادنية يغادر منزله المحاصر في أم درمان


10:26 م


السبت 16 سبتمبر 2023

كتب- محمد صفوت:

وسط الصراعات والمآسي التي يعيشها السودان منذ اندلاع المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منتصف أبريل الماضي، يعاني سكان المدن التي تحولت لساحة حرب بين الأطراف المتصارعة من القصف المستمر وتعرضهم للخطر الدائم فضلاً عن قلة الغذاء والأدوية اللازمة للمرضى.

في تلك الظروف المأساوية، وجد شاعر السوداني هاشم صديق الشهير بشاعر الملحمة، أحد أبرز رموز الفن والإبداع، مضطرًا لإخلاء منزله من حي بانت شرق بمدينة أم درمان التي تحولت إلى منطقة عمليات عسكرية.

هشام صديق، أحد أبرز رموز السودان الفنية، والذي يعاني من عدة مشكلات صحية حاصرته الحرب في منزله ولم يتمكن من الوصول إلى المستشفى خلال الشهر الماضي ومنعته المعارك المتواصلة والحصار من تلقي علاجه، لم يجد في النهاية وسيلة تنقله من وسط المعارك إلى أطراف المدينة.

مع منع قوات الدعم السريع للسيارات العادية، سعى محبي صديق وأهالي المنطقة التي يسكنها إلى البحث عن “توك توك” لنقل شاعر الملحة من منزله إلى في حي بانت إلى ضاحية الثورة بالطرف الغربي من مدينة أم درمان.

باءت كل محاولات أهالي المنطقة على مدار 10 أيام بالفشل، ومع ازدياد وتيرة المعارك، اضطر محبو صديق إلى نقله على عربة “كارو” بحثًا عن “الأمل” كما قال هاشم صديق، بعد وصوله إلى الطرف الغربي من المدينة.

على مدى أيام ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في السوداني بصور وفيديوهات لعملية إخلاء الشاعر صديق من منزله على عربة كارو، حتى وصوله إلى أحد المنازل بضاحية الثورة بمدينة أم درمان الواقعة تحت سيطرة الجيش السوداني.

صديق يروي تفاصيل رحلته

هاشم صديق، روى تفاصيل رحلة خروجه، وطمأن محبيه في السودان والوطن العربي، مؤكدًا أنه بخير في كنف أسرة سودانية بضاحية الثورة شملته برعايتها ولم تحوجه إلى شيء.

اعتبر صديق، أن إخلاء منزله إلى أحد أطراف المدينة التي دمرتها الحرب “بحثًا عن الأمل” موجهًا الشكر لكل من اجتهد وشارك في إخلائه بتلك الطريقة، مؤكدًا أنه ليس خائفًا أو حزينًا.

وقال صديق إن خروجه من منطقته المحاصرة “ليس خوفا من الموت بل للبحث عن أمل في الحياة، من أجل مواصلة أعماله الإبداعية”.

في التسجيل الذي طمأن من خلاله محبيه، تعهد بأن ينذر ما تبقى من عمره لإكمال مسيرته الإبداعية، داعياً لتوفير أدوات إنتاج تعينه على ذلك. وكشف عن حلمه بأن يتمكّن رغم الوهن النفسي والجسدي من كتابة مسرحية جديدة ومن تقديم برامج جديدة.

محاولة اغتيال

قبل أيام من عملية الإخلاء على عربة “كارو” تعرض شاعر الملحمة السوداني، إلى محاولة اغتيال، وبث مقطع فيديو يظهر الرصاص الحي وهو متناثر حول سريره.

واعتبر أن استهداف سريره بالعيار الناري لم يكن عشوائيا أو مصادفة، إنما محاولة اغتيال وتصفية جسدية على الأرجح، مشيرًا إلى أنه أصيب برعب شديد عند اختراق العيار الناري لسقف الغرفة قبل أن يسقط على الأرض.

من هو هاشم صديق؟

ولد هاشم صديق في حي شرق، بمدينة أم درمان بالسودان في عام 1957، درس بالمعهد العالي للموسيقى والمسرح ونال درجة البكالوريوس في النقد المسرحي من الدرجة الأولى في عام 1974.

وتتلمذ هاشم صديق على يد أساتذة في مجال المسرح والتمثيل أمثال إسماعيل خورشيد و السر أحمد قدور و الفاضل سعيد و محمود سراج و الطاهر شبيكة وغيرهم وسافر إلى الخارج ليدرس التمثيل والإخراج بمدرسة “التمثيل ايست” بالمملكة المتحدة في عام 1976.

عمل بعد تخرجه أستاذًا محاضرًا وأستاذًا مشاركًا بالمعهد العالي للموسيقي والمسرح بالسودان حتي عام 1995 ومن إنجازاته في تلك الفترة إنشاء مكتبة المسرح السوداني بشقيها المقروء والمسموع.

هاشم صديق، متعدد المواهب ويعد واحدًا من أبرز أدباء السودان، فهو شاعرًا وكاتبًا مسرحيًا وقدم أعمال درامية تلفزيونية وإذاعية وعمل ناقدًا وأكاديمي وصحفي اشتهر بتأليفه لأوبريت ملحمة قصة ثورة وهي أول وأكبر عمل غنائي استعراضي في السودان كتب بمناسبة ثورة أكتوبر 1964.

صدرت له 12 مجموعة شعرية، ولديه أكثر من 15 مجموعة أخرى لم تنشر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى