عائشة بنت أبي بكر زوجة محمد مولدها ونشأتها ونسبها
جدول ال
عائشة بنت أبي بكر زوجة محمد صلى الله عليه وسلم هي من أهم الشخصيات في التاريخ الإسلامي قاطبة فبصرف النظر عن كونها أحب زوجات الرسول إليه بعد السيدة خديجة رضي الله عنها وأقربهن إلى قلبه فقد كانت السيدة عائشة رضي الله عنها أيضًا صحابية جليلة مؤثرة في مجريات الأحداث التاريخية الإسلامية وهي من أكثر من رووا الأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
عائشة بنت أبي بكر زوجة محمد
إن عائشة بنت أبي بكر هي إحدى أهم النساء في التاريخ الإسلامي، فهي بنت أول خلفاء المسلمين، وزوجة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وراوية الكثير من الأحاديث التي انبني عليها الفقه الإسلامي، وقد تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم في سن صغيرة فلم تتزوج قبله ولا بعده وكانت أحب زوجاته إليه وأقربهم إلى قلبه.
نسب السيدة عائشة وفضل أباها ومكانته
السيدة عائشة هي عائشة بنت عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان التيمي القرشي.
والدها هو سيدنا أبوبكر الصديق رضي الله عنه أول الخلفاء الراشدين وصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفيق الهجرة والمدافع عن الإسلام ضد المرتدين، كما أنه أحد كبراء قريش ومحرر العبيد المستضعفين أيام الجاهلية وهو من العشرة المبشرين بالجنة، كما أنه أيضًا الذي نزل فيه قول الله تعالى حين قال “ثاني اثنين إذ هما في الغار” فهو ثاني الاثنين، أول الخلفاء الراشدين، وأول من أسلم من الرجال.[1]
ميلاد السيدة عائشة وزواجها من الرسول
ولدت السيدة عائشة عام 604ميلاديًا وتزوجت الرسول في عمر السبع سنوات وبنى بها وهي بنت تسع سنين وقد كانت السيدة عائشة أحب زوجة إلى الرسول بعد السيدة خديجة رضي الله عنها وعرف عنها غيرتها الشديدة عليه من شدة حبها له وقد سئُل رسول الله عن أحب الناس إليه فقال “عائشة” فسئل عن أحب الناس إليه من الرجال فقال “أبوها”، فهي أحب الناس إلى رسول الله من النساء وأبوها أحب الناس إليه من الرجال.
شاهد أيضًا: كم عدد الاحاديث التي روتها عائشة رضي الله
حادثة الإفك
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج مسافرًا للجهاد يقترع بين زوجاته من التي سوف تصاحبه في أثناء رحلته ففازت بتلك القرعة السيدة عائشة فأخذها الرسول معه في رحلته، وبينما الجيش عائد إلى المدينة ذهبت السيدة عائشة لتقضي حاجتها وهناك سقط منها عقدها فتأخرت بينما هي تقوم بالبحث عنه وسهت حتى رحل الجيش وقد تركوها خلفهم غير عالمين بعدم وجودها.
وعندما عادت ولم تجدهم بقيت في مكانها تنتظر عودة جيش المسلمين الذي اعتقدت أنهم لا ريب سيعودون من أجلها أو يرسلون من يقوم بالبحث عنها عند ملاحظتهم عدم وجودها وأثناء ذلك التقت بصفوان بن المعطل الذي كان في طريقه أيضًا إلى المدينة، فلما وجدها وحيدة في الصحراء أعادها إلى جيش المسلمين فانتهز المنافق عبدالله بن أبي سلول تلك الواقعة وقام بقذف السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها بالزنا فمرضت شهرًا من الحزن والأسى حتى برئها الله في قرآنه الكريم بقوله تعالى” إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ” وأدان في نفس السورة من ظلمها، وافترى عليها ووصفهم بالمنافقين والذين في قلوبهم مرض، وقد تسببت تلك الحادثة في غضب الله تعالى على المسلمين الذين شاركوا فيها غصبًا شديدًا حتى أن سورة التوبة التي تبرئ السيدة عائشة نزلت بلا بسملة في أولها.[2]
وفاة الرسول عن السيدة عائشة
توفي النبي صلى الله عليه وسلم عن السيدة عائشة وهي بنت تسع عشرة سنة و قد كان يحبها حبًا شديدًا حتى أنه من شدة حبه لها استأذن باقي نسائه أن يمرض في بيتها وأن ترعاه هي، وقد حدث هذا فعلًا و كانت أخر ساعات الرسول صلى الله عليه وسلم إلى جوارها.
مكانة السيدة عائشة رضي الله عنها
كانت السيدة عائشة رضي الله عنها امرأة ذات علم شديد بالدين لدرجة أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه كان يسألها عن كل ما يستغلق عليه فهمه من الأحكام الشرعية المتعلقة بالنساء وعن أغلب سنة الرسول وأفعاله في بيته وكانت السيدة عائشة تراجع الصحابة فيما يقولونه بناءً على شدة علمها بالدين وقربها من النبي وحفظها للأحاديث وقد قال عنها الزهري أنها أعلم من كل نساء الدنيا بينما قام بدر الدين الزركشي بتأليف كتاب جمع فيه كل ما قامت السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها بمراجعة الصحابة رضوان الله عليهم فيه وكل ما صححته لهم وسماه “الإجابة في إيراد ما استدركته عائشة عن الصحابة”، كما كانت السيدة عائشة من أكثر من رووا أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظرًا لدوام ملازمتها له وخوضها معه الكثير من الأحداث.
شاهد أيضًا: بداية نوم النبي صلى الله عليه وسلم
السيدة عائشة رضي الله عنها قدوة للمسلمات
كانت السيدة عائشة امرأة عالمٌة تقية وبالإضافة إلى ذلك كانت تساند المسلمات المستضعفات وكثيرًا ما كانت حلقة وصل بين الشاكيات وبين الرسول صلى الله عليه وسلم فبسببها حرم الله أن يراجع الزوج زوجته بعد أن يطلقها ثلاث مرات حيث اشتكت إحدى النساء لعائشة عن تلاعب زوجها بها وكيف أنه يطلقها حتى إذا قاربت عدتها على الانتهاء قام بمراجعتها ضاربًا بكرامتها عرض الحائط فقامت السيدة عائشة رضي الله عنها بإيصال مشكلة الزوجة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يمض وقت بعدها إلا وكان الله تعالى قد أوحى الله إلى رسوله الكريم في القرآن أية تطليق النساء حيث قال تعالى “الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلاّ أَنْ يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”
كما أنه بسببها شرع للنساء حقهن في أن لا يتم إجبارهن علي الزواج من رجل لا يردنه أو رجل يكرهنه حيث أنه قد روت إحدى النساء للسيدة عائشة أن أبيها قد زوجها رغمًا عنها من ابن أخ له وهي لهذا الزوج كارهة فذكرت السيدة عائشة ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستدعاها الرسول واستدعى والدها وخيرها بين البقاء مع زوجها أو مفارقته لينصفها إن كانت قد ظلمت ويحلها من الزواج إن كانت قد أجبرت عليه فقالت الفتاة “قد أجزت ما صنع أبي، ولكني أردت أن أعلم النساء أن ليس للآباء من أمر بناتهن شيء” فكان هذا تشريعًا للنساء بعدم إجبارهن علي الزواج من رجل يكرهنه كما كثرت الروايات التي تحكي عن دفاع السيدة عائشة عن النساء وعدم التقليل منهن وعن تعليمها العلم للنساء وتفقيهها لهم في أمور دينهم ونصحهن فكانت نعم الأم والقدوة للمسلمات على مر التاريخ، ولقد توفيت السيدة عائشة في عام 678 ميلاديًا بالمدينة المنورة ودفنت بالبقيع.[3]
وفي النهاية نكون قد عرفنا أن السيدة عائشة بنت أبي بكر زوجة محمد، فالسيدة عائشة رضي الله عنها برغم كونها امرأة إلا أن لها عظيم الأثر في الدين الإسلامي بل أن ثلث الدين بلا مبالغة قد أخذ مما روته السيدة عائشة رضي الله عنها عن الرسول ومما علمته للمسلمين من علمها ولا عجب.. فهي زوجة الرسول منذ الصغر وابنة صاحبه وأول المسلمين والخلفاء الراشدين.