شرع الاذان في السنه .. وما شروط الاذان وشروط المؤذن ؟
جدول ال
شرع الاذان في السنه ؟ في الحقيقة عندما ظهر الاهتمام على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في كيفية دعوة الناس وجمعهم لأداء الصلاة خمس مرات في اليوم، وعرف الصحابة هذه المشكلة وعايشوها، فبدأت الاقتراحات في التوالي على الرسول صلى الله عليه وسلم، فصار كلٌّ يُعطي حلًا يراه مناسبًا للتجمُّع للصلاة، حرصًا على أداء الصلاة في جماعة، وقد ورد في معنى الحديث؛ أن عبد الله بن زيد كان قد أري الأذان في منامه، وأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عمر بن خطاب قد رآه قبل ذلك وأخفاه عشرين يومًا، فقال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم: “يا بلال قم فانظر ما يأمرك به عبد الله بن زيد فافعله”، فأذن بلال. [1]
شرع الاذان في السنه
شرع الأذان خلال السنة الأولى لهجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، وقد بين الإمام النووي في كتابه المجموع لشرح المهذب: “وعبد الله بن زيد هذا هو: أبو محمد عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري،شهد العقبة وبدراً، وكانت رؤياه الأذان في السنة الأولى من الهجرة بعد بناء النبي صلى الله عليه وسلم مسجده”. [2]
وعلى الرغم من قلة ألفاظ الأذان فهو يشتمل على مسائل العقيدة؛ حيث أنه يبدأ بالتكبير، وذلك يتضمن وجود الله سبحانه وتعالى وكماله، ثم يثنَّي بالتوحيد ونفي الشَّريك عن الله تعالى، ثم يثبت الرسالة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ويرفع ذِكْرِه. ثم يدعو إلى أعظم طاعةٍ بعد الشهادة بالرسالة النبوية؛ التي لا تُعرَف إلا من جهة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويدعو إلى الفلاح، والفلاح هو البقاء الدائم، وفي ذلك إشارة إلى المعاد، ثم يعيد ذلك توكيدًا. ويحصل من خلال الأذان الإعلام بدخول وقت الصلاة، ودعوة المسلمين إلى الجماعة، كما أنه يعد وسيلة لإظهار شعائر الإسلام، وتكمن الحكمة في اختيار القول للأذان وليس الفعل؛ في سهولة القول لكل مسلم في أي زمان ومكان.[3]
شروط الاذان في الاسلام
هناك عدد من الشروط للأذان في الإسلام، سأسردها لكم فيما يأتي: [4]
- دخولُ وقْتِ الصَّلاةِ: حيث يُشترَطُ دخولُ وقتِ الصَّلاةِ التي يؤذن لها، ولا يجوز الأذان قَبلَ دُخولِ الوقتِ.
- النِّيَّةُ: تعد النية شرط لصحة الأذانِ، وذلك مذهبُ المالكيَّة، والحنابلة، وفي وجهٌ عند الشافعيَّة.
- الترتيبُ بين ألفاظ الأذان: وهذا شرط لصحى الأذان.
- الموالاةُ بين ألفاظِ الأذانِ: ويتفرع من شرط الموالاةُ حُكم الفَصلِ بين ألفاظ الأذان؛ حيث أن الفصل القصيرِ لا يُبطِلُ الأذانَ، باتِّفاقِ المذاهبِ الفقهيَّة الأربعة، أما الفصل الطويل فيبطله، ويجب عند حدوث ذلك الاستئنافُ، وهذا هو مذهبُ الجمهور.
- كونُ الأذانِ باللُّغةِ العَربيَّةِ: فلا يصح أداء الأذانُ بأيِّ لغةٍ أخرى، وهذا هو مذهبُ الجمهور. وذلك لأنَّ كلًا من الأذانَ والإقامةَ وردَا بلسانٍ عربيٍّ، كما أنه يقاس على أذكارِ الصَّلاة؛ فهي لا تجوزُ إلَّا باللغة العربيَّة.
- خلوُّ الأذان من اللَّحن المغير للمعنى: وذلك قياسًا على الَّلحنِ في القِراءةِ في الصَّلاةِ.
- كونَ الأذان من شَخصٍ واحد: فلا يصحُّ بناء شخصٌ على أذانِ آخَرَ، وهذا باتِّفاقِ المذاهبِ الفقهيَّة.
- رفْع الصَّوتِ بالأذانِ: وهذا شرطٌ لصحَّة الأذان إذا كان المؤذن يُؤذِّن لجماعة غيرِ حاضرينَ معه.
يشترط الاذان من شخص واحد
هناك عدد من الأسباب لعدم صحة بناء الشخص على أذان شخص آخر، وهي تتمثل فيما يأتي:[4]
- الشخص المُستخلف في الأذانِ إن بنَى على أذان الشخص الأول لم يأتِ به كاملًا؛ وذلك لمْ يجزِه.
- الأذان عبادةٌ بدنيَّة؛ ولا يصحُّ من شَخصينِ، وهي مثل الصَّلاةِ في ذلك.
- الأذانَ عندما يكون من شخصينِ يوقع في لبس عادة.
ما حكم الاذان قبل دخول وقت الصلاة
من شروط صحة الأذان أن يكون الأذان عند دخول وقت الصلاة، فلا يصح الأذان قبل دخول وقت الصلاة، بل وَيَحرُم باتفاق الفقهاء جميعهم، ومن أذن قبل دخول الوقت علي هإعادة الأذان عند دخول الوقت، فالأذانَ شُرِعَ للإعلامِ بدخولِ الوقت، وهو لا يُشرَعُ قبلَ الوقتِ؛ حتى لا يذهبَ المقصودُ منه، وهناك ما يستثنى منِ شرط دُخولِ وقتِ الصلاة وهو: [4]
- الأذانُ الأوَّلُ لصلاةِ الفجرِ؛ حيث يجوزُ الأذانُ قبلَ دخول وقت وقت الفجرِ، ثم تجبُ إعادة الأذان مرةً أخرى وقت طلوعِ الفجر.
- تقديمُ الأذانِ لصلاة الجمعة؛ حيث يُشرَع لصلاةِ الجُمُعة أذان أول.
شروط المؤذن
هناك عدد من الشروط لا بد لها من توافرها في المؤذن، وهي كما يأتي:[5]
- الإسلام: فالأذان لا يصحُّ من الكافرٍ.، وذلكلورود الإجماع في ذلك، واشتراطِ النيَّةِ في الأذانِ؛ والنية لا تصحُّ من الكافر، كما أن الكافرَ ليس من أهلِ العِباداتِ.
- العقلُ: وقد ورد الإجماع في ذلك، لأن أن غير العاقلِ كلامُه يعد لغوًا، وهو ليس من أهلِ العِبادةِ، وبما أنَّ المقصودَ هو الإعلام فذلك لا يحصُلُ من المجنونِ، كما أنَّه لا يُلتفَتُ للمجنون، فربّما يَنتظر المسلمين الأذانَ المعتبَرَ، وقد يَخرُج الوقتُ وهم ينتظرون، أو قد يتم الشكِّ في صِحَّة المؤدِّي، أو إيقاعِها خلال وقتٍ مكروه، كما أنَّ الأذانَ ذكر مُعظَّمٌ، وتأذين المجنون ترْك لتعظيمِ الأذان.
- الذُّكوريَّة: حيث يشترَطُ فيمن يؤذن لجماعةِ الرجالِ أن يكون ذَكرًا، وهذا هو مذهبُ الجمهور.
حكم الاذان للنساء
لقد اختَلَف العلماءُ في مسألة الأذانِ للنِّساءِ عند صلاتهن مع جماعةِ النِّساءِ أو بمفردهنَّ على عدة أقوال، منها:[5]
- لا يستحبّ لهنّ الأذان، ويستحبُّ لهنَّ الإقامة، وهذا هو مذهبُ المالكيَّة، والشافعيَّة، كما ورد في رواية عن أحمدَ، وبه قال بعضُ السَّلَفِ. وذلك لأنَّ الأذان يُخشى به من رفع المرأةِ صوتَها حصول الفتنةُ، أما الإقامةُ فتكون لاستنهاضِ الحاضرين، وليس فيها رفْعٌ للصوت الذي في الأذانِ.
- يكرَه لهنَّ الأذان والإقامة، وهذا هو مذهبُ الحنفيَّة، والحنابلة، وقد ورد في قول عند الشافعيَّة؛ وذلك لأنَّ الأذان يشرع له رفع الصوتِ، ولا يشرَع للمرأة فعل ذلك، كما لا تشرع لها الإقامةُ؛ فالذي لا يشرَعُ له الأذان لا تُشرَعُ له الإقامةُ، مثل غير المصلِّي والمسبوق.
شرع الاذان في السنه الأولى للهجرة، وذلك بعد ظهور مشكلة كيفية تجمع الناس لأداء الصلاة وإعلامهم بدخول الوقت، التي اهتم لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشرع الأذان كوسيلة للإعلام بدخول وقت الصلاة والتجمع لها.