ردًا على مزاعم إسرائيل.. مطالبات بتكريم أشرف مروان في الذكرى الـ50 لحرب أكتوبر
09:57 م
الأحد 17 سبتمبر 2023
كتب- مصراوي
تسعى إسرائيل دائمًا أن تثير الجدل قبل ذكرى الاحتفال بحرب أكتوبر، الجدل الذي تثيره دائمًا جزء كبير منه يتعلق بالراحل أشرف مروان، ففي السابق أعلن الكيان الصهيوني عن إنتاج فيلم يتضمن سيرة”مروان” باعتباره كان عميلًا مزدوجًا تحت اسم “الملاك”، قبل عدة أيام خرجت تل أبيب من جديد لتكشف عن صور وتقارير جديدة، بالتزامن مع الذكرى الخمسين لحرب أكتوبر 1973.
من خلال الصور أو كما أعلنتها تل أبيب كونها وثائق وأسرار تنشر لأول مرة ، تسلط من خلالها الضوء على روايتها بشأن أشرف مروان، صهر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وسكرتير الإعلام للرئيس السابق السادات، ووصفته بأنه عميل مزدوج عمل مع “الموساد” الإسرائيلي. حتى أواخر 1970.
إعلان إسرائيل الجديد المزعوم، والذي يتزامن مع 50 عامًا على الحرب، هو مجرد جزء من كتاب جديد، قيل إن “الموساد” ينشره ويتضمن المزيد من الأسرار والمعلومات المتعلقة بحرب أكتوبر، وكأنّ الكيان الصهيوني يرد على هزيمته الكبرى في حرب أكتوبر 73، بمزاعم أنّ الراحل أشرف مروان كان جاسوسًا لهم.
لأن أشرف مروان يستحق
الدكتور محمد فتحي مدرس الإعلام بجامعة حلوان، سرد بعضًا من الحقائق التي جائت للرد على مزاعم الاحتلال الإسرائيلي بشأن أنّ صهر عبد الناصر كان “جاسوسًا” لهم، وعلى صفحته الشخصية بـ”فيسبوك”، كتب الدكتور بجامعة حلوان، أنّ هناك شاهدان قالا أنّ”مروان” صرخ أثناء سقوطه من شرفته، بالطابق الخامس، كما أنّ هناك شاهد وحيد قال أنه لمح رجلين يحملان ملامح شرق أوسطية ولم يتم الالتفات له.
وفقًا لـ”فتحي” فحديث هؤلاء الشهود كافيّا بأن يكون دليلًا على أنّ أشرف مروان لم ينتحر قط، متطرقًا في حديثه إلى شكوى منى عبد الناصر زوجة “مروان” ونجلة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، بشأن الإهمال الشديد في التحقيقات المتعلقة بموت زوجها، لدرجة أنّ المحققين فقدوا آثار حذاء زوجها، إضافة إلى تأكيد الزوجة الدائم على أنّ زوجها لم ينتحر، خاصة وأنّه كان يمتلك خطط مستقبلية، لكنّها أشارت أيضًا إلى أنّه كان يخشى على حياته.
“فتحي” أشار أيضًا خلال سرده لحديث منى عبد الناصر، أنّها كانت تعلم جيدًا دور زوجها كرجل للمخابرات العامة المصرية، وأنّه وجه صفعة قوية لإسرائيل بعلم وإشراف ومتابعة الرئيس أنور السادات ، لذا أعلنت الزوجة على أنّ عملاء الموساد هم من قتلوا زوجها، خاصة وأنّ السيدة كانت شاهدة على بعض فصول قصة “مروان” مع إسرائيل، كما أنّ رجال المخابرات المصرية أيضًا فسروا لها ما كان غامضًا عليها بعد سنوات.
الجاسوس الخارق
شواهد واعترافات عدة خرجت من داخل أروقة الموساد الإسرائيلي، لتؤكد على أنّ أشرف مروان وجه صفعة قوية لهم، من بين تلك الشواهد ما سرده الضابط في الجيش الإسرائيلي السابق، أهارون بيرجمان، والذي هاجر إلى بريطانيا وعمل في العديد من الأنشطة من بينها مجال الأفلام الوثائقية بعد أن ترك الخدمة في إسرائيل، وفي إحدى لقاءاته مع أحد ضباط الموساد السابقين، سرد له هذا الضابط حكاية الجاسوس الذي اعتمدت عليه إسرائيل ثم اتضح أنه عميل مزدوج للمصريين.
واستكمل “فتحي” أنّه رغم إلحاح “أهارون” لمعرفة اسم هذا الجاسوس، لكن ضابط الموساد رفض ذكر اسمه، إلّا أن الضابط الإسرائيلي السابق، بدأ في البحث حتى وقعت يداه على مذكرات إيلي زعيرا رئيس المخابرات الحربية الإسرائيلية في فترة حرب أكتوبر، والتي أصدرت بالعبرية قبل أن تترجم للإنجليزية، ومع قراءته للمذكرات جذب انتباهه معلومة ذكرها رئيس المخابرات الحربية الأسبق عن الجاسوس الخارق، الذي اكتشفوا أنه عميل مزدوج دون أن يسميه.
الدكتور محمد فتحي أيضًا، استكمل في حديثه عن الراحل أشرف مروان، بأنّ المذكرات التي حصل عليها “أهارون” الخاصة برئيس المخابرات الحربية الإسرائيلية، أشارت إلى الاجتماعات الحساسة التي كان يحضرها “الجاسوس” بحكم قربه من النظام المصري، دون أن تشير المذكرات إلى اسمه، إلّا أنّ “أهارون” بدأ في البحث من كتاب لآخر، حتى توصل إلى أنّ الجاسوس الذي تتحدث عنه إسرائيل هو أشرف مروان.
لم يتردد “أهارون” وعلى الفور تواصل هاتفيًا مع رئيس المخابرات الحربية الإسرائيلية، وواجهه باسم الجاسوس الذي خدع إسرائيل واتضح أنه عميل مزدوج للمصريين، لكن “زعيرا” رفض التعليق، لكن “أهارون” لم ييأس، وتواصل مع المحرر الذي “نقح” مذكرات “زعيرا”، وبالفعل وأثناء لقائه “أهارون” بالمحرر أبلغه عن وجود اسم الجاسوس الذي ذكره “زعيرا” في مذكراته قبل تنقيحها، فجائته الإجابة بـ”نعم”، ليرد “أهارون” بعدها أن اسمه أشرف مروان، حينها شاهد الارتباك على وجه الصحفي، فتيقن الضابط الإسرائيلي السابق أنّه على صواب.
وفي عام 2004 نشر الضابط الإسرائيلي السابق أهارون بيرجمان، لأول مرة عن أنّ الجاسوس الذي خدع إسرائيل، ولم يكن إلا عميلًا مزدوجًا لمصر، وأدى إلى المخابرات المصرية خدمات جليلة، كان اسمه أشرف أبو الوفا مروان .
تكريم أشرف مروان
وطالب الدكتور محمد فتحي، بتكريم أشرف مروان في احتفالات اليوبيل الذهبي لحرب أكتوبر، هذا التكريم وفقا للدكتور بجامعة حلوان، سيكون ردًا على ادعاءات ومزاعم الاحتلال الإسرائيلي والتي وصفها بـ”الفجة”، خاصة وأنّ الكيان الصهيوني يعلم جيدًا أنّ أشرف مروان وجه ضربة قوية لهم معترفين بخداعه لهم، لكن ما يقومون به هو من ادعاءات سواء عن طريق إنتاج أفلام كفيلم “الملاك” أو “العميل بابل” هو مجرد محاولة لتزييف الحقائق، فالحقيقة الثابتة أنّ إيلي زعيرا، رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ( أمان ) .. هو أول من اعترف بهذه “الخيبة” وفقًا لـ”فتحي”.