“خليها تعفن”.. ركود يضرب حلقة السمك في السويس والتجار: نهاية موسم- فيديو وصور
04:52 م
الثلاثاء 23 أبريل 2024
السويس- حسام الدين أحمد:
سيطر الركود على عملية البيع في حلقة السمك الرئيسية بسوق الأنصاري في محافظة السويس، نتيجة لارتفاع الأسعار وقلة المعروض من الأصناف الشعبي والفاخر مع اقتراب موسم وقف الصيد بخليج السويس.
يقول التجار إن حالة الركود في ذلك الوقت من العام طبيعية، مرتبطة بنهاية الموسم وقلة حصيلة الصيد وبالتالي ارتفاع سعره، رافضين إرجاع الأمر إلى دعوات المقاطعة التي ظهرت أمس على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بالسويس، لمواجهة ارتفاع الأسعار.
دعوات انتقلت للسويس
دعوات المقاطعة بدأت من بورسعيد وانتقلت للسويس، رغم اختلاف ظروف الصيد والأنواع المعروضة وطرق الحصول عليها، لم يقف الأمر على خط القناة بل وصلت الدعوات إلى البحيرة ومحافظات الساحل الشمالي الغربي والوجه البحري، وربما تمتد إلى القاهرة باختلاف التأثير.
ونشرت صفحة “مصراوي” بث مباشر من داخل حلقة السمك رصد حالة الركود، وآراء التجار حول السبب وعلاقته بنهاية موسم الصيد.
مواقيت للصيد
“البحر في بورسعيد والصيد طول العام يتوقف فقط في النوات، أما في السويس وقف الصيد 4 شهور للراحة البيولوجية” يقول محمد زغلول تاجر أسماك بحلقة السمك، ويضيف أن بورسعيد تعتمد ايضا على الأسماك المزارع مثل الشبار الأخضر واللوت والدوبارة والبوري وهو إنتاج متميز في المزارع متوفر طوال العام مرتبط بدورة انتاج لها توقيت محدد، بعكس أسماك السويس التي تعتمد على ما يجود به البحر.
ويضيف محمد زغلول أن قلة الأسماك في الوقت الحالي أمر طبيعي مع بداية موسم الربيع، حيث تقل الأسماك وتفضل الأسماك القاع مع انخفاض درجات الحرارة والبحث عن أماكن آمنة لها من الشباك لتحمي البيض داخلها قبل موسم التفريخ.
وقف على الورق وآخر على الرصيف
وفقا لقرار جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية يتوقف صيد الأسماك بخليج السويس في 15 مايو المُقبل، ويستمر الوقف حتى 15 سبتمبر، ورغم ذلك هناك وقف بدأ مبكرا قبل نحو شهر حيث قرر بعض أصحاب المراكب إيقاف العائمات وربطها على الرصيف بميناء الأتكة، خوفا من رحلات لا تدر عليهم إلا الخسارة نتيجة لقلة حصيلة الصيد وعدم تغطية نفقات الرحلة.
عرض وطلب
“سمك البحر فيه أكثر من 100 نوع وملهوش بورصة.. العرض والطلب بيحدد سعر السمكة” يقول محمد عزيز تاجر أسماك بالحلقة، وعقب أن السمك غالي في الوقت الحالي وهناك بعض التجار ساروا على نهج أصحاب المراكب ورفض شراء السمك بالسعر المرتفع.
استطرد عزيز وهو يشير إلى محلات زملائه التجار المغلقة في أحد الشوارع، أن قلة السمك في هذا الوقت أمر معتاد، وذلك الركود الذي أصاب الحلقة لم يبدأ امس بل ممتد من بعد العيد، وهو أمر طبيعي، لأن التجار يشترون الأسماك بسعر مرتفع ويعرضونها أيضا بسعر يحقق هامش ربح.
وأشار التاجر إلى سمكة الخنزيرة على الفرش امامه، وقال إن مراكب الصيد قبل شهرين عادت كل منها تحمل 600 طاولة من الخنزيرة، حينها عرضها التجار بسعر تراوح بين 30 و50 جنيها للكيلو، بسبب وفرة تلك السمكة، بينما في الوقت الحالي قليلا ما تخرج في الشباك لذلك وصل سعرها 110 جنيهات للكيلو في الطاولة من أرض الميناء.
وقف الشانشولا
يؤكد محمود غريب تاجر أسماك، ان نقص المعروض هو السبب في الغلاء، خاصة مع توقف لنشات الشانشولا والتي تعتمد على الصيد في الليالي المظلمة حيث تقف في الفترة من يوم 10 إلى يوم 20 في الشهر العربي، تلك الأيام التي يضئ فيها القمر سطح البحر.
وتصطاد شباك الشانشولا أسماك الباغة والحفارة والسهلية والكسمري والهليلي والشخرم، وهي أسماك تصنف بأنها شعبية او اقل سعرا من الأصناف الأخرى ويزداد الطلب عليها، ومع غياب تلك الأصناف تصبح أسماك المزارع هي البديل لا سيما البلطي الأقرب لسعر لتلك الأصناف، وبالتالي ارتفع سعره في السويس حيث تراوح سعر الكيلو من 80 إلى 100 جنيه.
للمواطنين رأي آخر، يقول محمود سعيد عامل، إنه لا يختلف مع التجار أن السمك قليل في هذا الوقت من العام، لكن الأسعار التي يعرضون بها الأسماك مرتفعة، بنسبة زيادة تتخطى 50% عما كانت عليه في نفس الفترة العام الماضي.
وأضاف أن الأسماك في السويس ليست مجرد طعام، بل تمتد لكونها ثقافة، فالسمك لابد أن يكون سمك بحر طازج، اما اسماك المزارع فلم تكن مرغوبة بل من يشتريها يستدل على أنه غريبا عن المدينة.
أكلة الغني والفقير
يستكمل سعيد أن الأسماك قبل سنوات هي أكلة الفقير والغني في نفس الوقت، من أراد سمك رخيص كان يجد الشخرم وهو أقل السمك سعرا كان أرخص من الخضار، وحتى قبل شهور كان يباع بسعر 20 جنيها، ولقبه التجار بأكلة الفقير، أما من يملك المال يمكنه أن يشتري الجمبري الجامبو بـ 600 جنيه.
واستطرد محمود أما الآن يبدأ سعر الشخرم من 40 جنيها ويصل حتى 80 و100 جنيه، أما الجمبري البلدي أصبح نادر فالمركب تقطع رحلة 12 يوما وتعود بصندوق واحد فقط.
أما محمود صالح، موظف بإحدي الهيئات الاقتصادية يقول إن الأسماك سلعة سريعة التلف ولا يصلح حفظها بالتجميد فترة طويلة، وبسبب زيادة سعر المعروض من الأسماك البلدي أصبح هناك طلب على أسماك المزارع في السويس والتي لم تكن تلقى اقبال قبل أعوام خاصة البلطي، إلا أنه الأقل سعرا، إضافة إلى شراء الأسماك المجمدة مثل الماكريل والذي يباع بسعر 150 جنيها في السويس.
لمزيد من الاخبار اضغط هنا