منوعات

حوار| ياسر الياسري: “حوجن” تحدي خضناه بثقة وصورنا الفيلم في مصر وجدة


05:47 م


السبت 30 ديسمبر 2023

حوار- منى الموجي:

تستقبل صالات العرض السينمائي في السعودية يوم الخميس 4 يناير، فيلم “حوجن”، بعد ساعات من العرض الخاص المقرر إقامته في الرياض مساء الأربعاء، بحضور صنّاع وأبطال العمل الذي افتتح الدورة الثالثة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي في جدة. “مصراوي” كان له لقاء مع مخرجه ياسر الياسري، كشف خلاله الكثير من تفاصيل العمل المأخوذ عن الرواية الأكثر مبيعا في المملكة وتحمل نفس الاسم، إلى الحوار..

يؤكد ياسر أن سبب نجاح رواية “حوجن” والأصداء التي حصلت عليها، كانت من بين الأسباب الرئيسية التي شجعت المنتجين على تحويلها لفيلم، مشددا أن عند استقباله الرواية من الجهات المنتجة ليقرأها ويبدأ في التحضير لتقديمها كعمل سينمائي، شعر أنها فرصة صعب تكرارها، خاصة وأن هذه النوعية من الأفلام لا نقدمها كثيرا في عالمنا العربي، فقد تأتي أو لا تأتي هذه الفرصة له مرة أخرى.

يتابع ياسر “شعرت باهتمام الشركات التي قررت إنتاج الفيلم، وحاولت استغلال الفرصة، حاولت الاستفادة من نقاط القوة في الرواية، ودرست السبب في نجاحها، واقتبست منها في السيناريو، وحافظت على الأشياء المهمة إلى جانب إضافة أشياء جديدة، الأمر كان بالنسبة لي رحلة بدأت بتحدي جميل”.

انطلق ياسر في عمله بالفيلم بحقيقة أن الجن موجود في ثقافتنا العربية، فهو يعرف أن المشاهد العربي يتعامل مع الأمر على أنه حقيقة لأنه موجود في تراثنا، يضيف “استندنا لحقائق وكان هناك إسقاطات دينية معينة، رغم غياب المراجع في هذا الشأن، فالمراجع تكاد تكون معدومة على المستوى البصري وحتى الشفهي، كنا نخلق عالم الجن من صفر مرجعية”.

صورة الأعمال السينمائية العربية التي سبق واقتربت من الجن والحديث عن عالمه لم تفارق ذهن ياسر الياسري، هو يدرك وجود خيط رفيع بين خروج الفيلم بصورة جادة وبين تحوله لأمر يثير الضحك لدى الجمهور، وعن هذا قال لـ”مصراوي”: “طبعا الأمر كان تحدي كبير، خضناه بثقة أننا قادرون على القيام به، وكان هناك إصرار على اختيار طاقم كله عربي، على مستوى المؤثرات الصوتية، الديكورات والملابس، وأغلب الفريق كان من مصر تحديدا الفنيين، واخترت أشخاص يشاركونني نفس الحلم، وبالفعل جميعهم كانوا يشاركونني نفس الشعور والرغبة في خروج عمل جاد، فكانوا يقومون بكل شيء على أكمل وجه”.

يتحدث ياسر عن مراحل إعداده للفيلم قبل انطلاق التصوير، مشيرا إلى أن التصور البشري عن عالم الجن مغلوط، ورواية “حوجن” تتطرق لهذا الأمر، متابعا “حاولت الحفاظ على الرواية وأنها كانت تروى من وجهة نظر الجن، هنا كان الإنس هو العالم الآخر، حتى في الفيلم الأم تقول لابنها (بيتنا صار مسكونا بالإنس)، وعلى مستوى الشكل الرسم الذي رسمته البطلة في العمل كان بناء على المرجع البصري الوحيد للجن كتاب (البلهان) هو الوحيد الذي يحوي صورا للجن، لكن الفيلم ينسف هذه المفاهيم من بدايته، نحن لا ندري كيف شكلهم لكن تناول الموضوع أقرب شيء للمفهوم المشترك لدى الأغلبية”.

ورغم عرضه كفيلم افتتاح مهرجان البحر الأحمر السينمائي، إلا أن المخرج ياسر الياسري، يؤكد أن “حوجن” عملا يستهدف جمهور السينما، وليس فيلم مهرجانات، ولكن في نفس الوقت أعرب عن سعادته بأن “جدة” شهدت العرض الأول للفيلم.

يشيد ياسر بالامكانيات الضخمة التي وفرتها جهات الإنتاج للفيلم، وهو ما يجعله يتمنى أن يكون نجاح فيلمه بابًا يُفتح أمام إنتاج أعمالا ضخمة تتطرق لموضوعات تاريخية كبيرة، خاصة وأن تراثنا العربي يزخر بآلاف القصص “لدينا ألف ليلة وليلة والشاطر حسن، وغيرها من الحكايات التي كنا لا نجرأ على تقديمها وإذا قُدمت في أحيان كثيرة تكون بصورة لا تليق بقيمتها”، متمنيا أن يكسر الفيلم حاجز اقتصار الأفلام العربية على الكوميديا والأكشن والدراما.

فيلم “حوجن” تم تصويره بين مصر وجدة، وعن هذا يقول ياسر “صورنا في القاهرة، الجيزة والفيوم، استغرقنا حوالي شهرين، أغلبها في مصر. دائما ما أحأأاول التصوير في مصر لأنها هي أم السينما والفريق الموجود بها من أحسن العناصر التي تعمل في السينما في الوطن العربي، لأنهم توارثوا العمل بالمجال أبا عن جد، وامتداد للسينما عظيم، ونحن أحببنا السينما وتعلمنا من مصر، إلى جانب توافر كل الإمكانيات التي نحتاجها وكذلك مواقع التصوير”.

واختتم ياسر الياسري بالإشارة إلى أن غيابه عن السينما المصرية منذ فيلمه “122”، يرجع إلى تلقيه الكثير من السيناريوهات التي تشبه “122”، ثم انشغاله بفيلم “حوجن” الذي بدأ العمل عليه في 2019، واعدا الجمهور بأنه يحضر لعمل سينمائي كبير مع النجم محمد هنيدي، سيكون مختلفا وبعده سيحدد ما هو عمله المُقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى