بين أردوغان وكليتشدار أوغلو.. اللاجئون آخر ورقات الربح
يبدو أن ورقة إعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم أضحت آخر الأوراق التي بدأ التركيز عليها في خطابات المرشحين المتنافسين، رجب طيب أردوغان، وكمال كليتشدار أوغلو، في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التركية، المرتقبة بعد 6 أيام.
ففي تصريحاته، شدد الرئيس التركي المنتهية ولايته، على أن بلاده تسعى تدريجياً إلى إعادة اللاجئين السوريين.
لمن ستذهب أصوات سنان أوغلو؟
وقال في مقابلة مع شبكة “سي أن أن” مساء أمس الأحد “قد نعيد أكثر من مليون لاجئ سوري إلى بلدانهم”
كما أضاف أن “المنظمات الأهلية التركية تقوم ببناء وحدات سكنية في الأجزاء الشمالية من سوريا ليتمكن اللاجئون في تركيا من العودة ” وأشار إلى أن الحكومة بصدد إطلاق مبادرة أخرى لتشجيع مليون لاجئ على العودة إلى وطنهم
أكثر من مليون لاجئ
وحين عقبت المذيعة قائلة ” أتقول إذا أنه في حال انتخبت رئيسا بالجولة الثانية ستعيد مليون لاجئ سوري”، أردف أردوغان مجيباً “بل ربما أكثر”!
بدوره أكد وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، أن بلاده سترسل المزيد من اللاجئين السوريين إلى المنطقة الآمنة”.
لاجئون سوريون في تركيا (فرانس برس)
إلا أنه أوضح أن تركيا بحاجة للعالين منهم في القطاع الزراعي الصناعي لن لديها نقص. وأضاف في مقابلة على قناة “هابرتورك” “سيكون من الخطأ القول إنه سيتم إعادة 100% من اللاجئين.. لكن العديد من السوريين سيتعين عليهم العودة.” كما أكد أنه “بدأ العمل على وضع جدول زمني للعودة وخلق فرص لعودتهم بالتعاون مع الرئيس السوري بشار الأسد”
وقبل تلك التصريحات جزم وزير الداخلية سليمان صويلو، المقرب بدوره من أردوغان أن الحزب الحاكم “لن يحوّل تركيا إلى مستودع للاجئين ولم يفعل ذلك حتى الآن”.
غزل كليتشدار
بدوره، راح مرشح المعارضة، كليتشدار أوغلو، غازل مؤخراً النزعات القوية في البلاد، من أجل استقطاب ناخبي سنان أوغان المرشح الثالث الذي خسر الجولة الأولى، بعد أن حاز على 2,79 مليون صوت وهو من اليمين القومي المتشدد، ويريد قبل كل شيء ترحيل حوالي خمسة ملايين لاجئ ومهاجر يقيمون في البلاد.
فقبل أيام قال في احدى تصريحاته، “حكومة إردوغان، لم تقم بحماية الحدود وشرف البلاد.. أدخلت عمدا أكثر من 10 ملايين لاجئ إلى هذا البلد.. فور وصولي إلى السلطة، سأعيد كل اللاجئين إلى بلدهم”.!
لاجئون سوريون في تركيا (أرشيفية- فرانس برس)
وتستضيف تركيا أكبر عدد من اللاجئين والمهاجرين في العالم، بلغ عددهم خمسة ملايين خلال العقد الأخير. لاسيما بعد أن ساهم اتفاق منفصل عقد عام 2016 بين أنقرة والاتحاد الأوروبي في التخفيف من أزمة الهجرة التي واجهتها أوروبا عبر السماح للأشخاص الساعين للوصول إلى غرب أوروبا بالاستقرار في تركيا.
فيما حصلت أنقرة من بروكسل بالمقابل على تمويل بمليارات اليورو من أجل برنامج الاستضافة.
لكن الأزمة الاقتصادية تسارعت مع اقتراب الانتخابات، ما أدى إلى ازدياد حدة المشاعر المعادية للمهاجرين.
وهكذا أضحت ورقة اللاجئين والتلويح بإعادتهم أشبه بطعم جذاب بكسب من تبقى من أصوات الناخبين المترديين أو الذي صوتوا سابقا لأوغان، لاسيما أن الفرق بين أردوغان وكليتشدار لم يكن شاسعاجدا بالجولة الأولى