منوعات

اين يقع تمثال الحرية موقع

جدول ال

اين يقع تمثال الحرية هذا العمل الفنيّ الضخم الذي قدّمته الحكومة الفرنسيّة للولايات المتّحدة الأمريكيّة بتاريخ 28 تشرين الأول/ أكتوبر من عام 1886 م، في الذكرى المئويّة للثّورة الأمريكيّة التي قامت بين عامَيّ 1775 – 1783 م كهدية تذكاريّة تعبّر من خلالها على توثيق أُطر الصداقة، والحرص على العلاقات بين البلدين، ومن حينها أصبح أحد رموز أمريكا، كما العَلم، والنشيد الوطنيّ.

فكرة تمثال الحرية

تعود فكرة نحت تمثال الحريّة في الأصل إلى المهندس الفرنسيّ فريدريك أوغست بارتولدي، الذي صممّ نموذجاً مصغّراً لمنارة بهيئة فلّاحة مصريّة سمراء من الأقصر، كان قد رآها فريدريك وهي تحمل جرّتها، ليصمّم لها تمثالاً بلباسها المحلّي التقليديّ، إذ ترتدي ثوباً طويلاً وترفع بيدها شعلة ينبعث منها النور لإرشاد السفن، وتحمل شعار (مصر تحمل الضوء لآسيا) عام 1869 م، والأشعة على التاج استلهمها من إحدى العملات المصريّة القديمة لبطليموس الثّالث أحد حكّام مصر.

عرض فريدريك فكرة المنارة على الخديوي إسماعيل لتوضع في مدخل قناة السويس، التي كانت قد افتُتحت حديثاً، فاعتذر الخديوي لعدم توفّر الإمكانيّات الماليّة الضخمة التي يكلّفها هذا المشروع، التي تبلغ آنذاك 600 ألف دولار أمريكي، ليُستعاض عنه بالمنارة الحاليّة. وكانت السياسة الفرنسيّة حينها تعتمد أسلوب تقديم الهدايا التذكاريّة،  وإهدائها للدول الصديقة في مختلف أنحاء العالم، وفي عدّة مناسبات، بُغية توطيد أواصر الصداقة والعلاقات الدبلوماسيّة معها، ليقع الاختيار على الولايات المتّحدة لتنال هذه الهديّة المميّزة في ذكرى عيد استقلالها المئة، وقد اتّفقت الحكومتان – الفرنسيّة والأمريكيّة – على أن تتقاسما أعمال بناء التمثال، فتبني أمريكا القاعدة التي سيرتفع عليها التمثال، وأن تصمّم فرنسا باقي التمثال بإشراف المهندس المعماري الفذّ غوستاف إيفل – مصمم برج إيفل الشهير في فرنسا – ليحمل شعار (الحريّة تُنير العالم). [1] [2]

اين يقع تمثال الحرية

يقع تمثال الحريّة في الولايات المتحدة الأمريكية في خليج نيويورك، على جزيرة الحريّة التي كانت تُسمّى جزيرة (بيدلو)، ويبعد عن مدينة جرسي في ولاية نيو جرسي مسافة تقدّر بحوالي 600 متر، وبمسافة تُقدّر بنحو 2.5 كيلو متراً عن الجنوب الغربي لمانهاتن، ويشغل مساحة إجمالية تقدّر بحوالي 49.000 متراً مربّعاً، وقد تمّ بناؤه كجزءٍ من حصن (وود) عام 1812 م، هذا الحصن الذي استخدم في الحرب الأهليّة الأمريكيّة للدفاع عن مدينة نيويورك. [2]

أسماء تمثال الحرية

يُعرف تمثال الحرية عالميّاً بعدة تسميات، لكل منها دلالاتها، وهي: [2]

  • الليدي ليبرتي: وهو الاسم الذي أطلقه السيّاح من زوّار التمثال على اعتباره أشهر مزار سياحيّ أمريكيّ.
  • شارلوت بيسر: على اسم والدة الفنان والمهندس صاحب فكرة التمثال فريدريك بارتولدي، فقد حمل التمثال ملامح وجه والدته.
  • تمثال الحريّة: وهو اسم الهدف الذي يمثّله التمثال ورمزيّته كمزار الحريّة الأُولى في العالم، إذ يقدّر عدد زوّاره سنويّاً حوالي 3.500.000 مليون سائح.

رموز ومواصفات تمثال الحرية

يرمز تمثال الحريّة إلى الفكر اللّيبرالي الحرّ، ويمثّل الديموقراطيّة، وهو عبارة قاعدة من الاسمنت والغرانيت، يبلغ عرضها حوالي 47 متراً، بينما يصل طوله إلى 46 متراً، من أسفل القدم وحتى أعلى المشعل، ويتكوّن من ألواحٍ نحاسيّة يبلغ سمكها 2.5 مم، تمّ تثبيتها على هيكل حديديّ، بلغ طول التمثال الكلّي مع القاعدة 93 متراً، ووزنه يقدّر بحوالي 125 طن، وهو عبارةٌ عن منحوتة تمثّل سيّدة قد تحرّرت من قيود الاستبداد وخلعتها، وهي مرمية عند قدميها، وترمز إلى آلهة الحريّة الرومانيّة، وفي يدها اليُمنى تحمل مشعل الحريّة، وفي يدها اليُسرى تحمل كتاباً نُقش عليه تاريخ 4 تموز/ يوليو 1776 م، وهو تاريخ إعلان استقلال أميركا بأحرفٍ رومانيّة وعلى رأسها تضع تاجاً يتألّف من سبعة أشعّة، ترمز إلى قارّات وبحار العالم السبعة، ويُحيط بالتمثال حائط على شكل نجمة عشريّة ذات عشرة رؤوس، وتمّ تدشين التمثال في عهد الرئيس الأمريكيّ جروفر كليفلاند في 28 تشرين الثّاني/ أكتوبر عام 1886 م، وفي عام 1903 م وضعت لوحة من البرونز محفورة على تمثال الحريّة تحمل بيت شعر لقصيدةٍ تعود لمؤلّفتها الشّاعرة الأمريكيّة إيما لازاروس بعنوان التمثال الجديد، وتقول: “هات المتعبين والفقراء والجموع التواقة لنسمات الحرية” في نفس الوقت الذي أُقرّ فيه أوّل قانون للرسوم العامة. [2]

حقيقة اللون الأخضر لتمثال الحرية

عند تصميم التمثال كان باللّون النحاسيّ البني المُحمَرّ، الذي هو لون العملة النحاسيّة في أمريكا، وبقي التمثال محافظاً على لونه الأصليّ مدّة ثلاثين عاماً، ونتيجة تأثّره بعوامل الطبيعة تأكسد النحاس في التمثال وتشكّلت منه مادة الزنجار بلونها الأخضر المزرقّ التي عكست لونها على كامل التمثال. [2]

تمثال الحرية في دول العالم

هناك العديد من تماثيل الحريّة المُستلهمة من الذي في أمريكا، والتي تمّ نصبها في مختلف دول العالم، ونذكر منها:

  • فرنسا: وفيها عدّة تماثيل في العاصمة باريس، وفي مدينة بوردو، وفايكول الذي يتميز برفع شعلتين.
  • النرويج: في فينيس.
  • أوكرانيا: في لافيف.
  • البرازيل: في ريو دي جانيرو.
  • الدنمارك: في بيلوند.
  • الصين: في قوانغشتو.
  • اليابان: في أوديبا.
  • فلسطين: في عرابة.
  • وفي كلٍّ من ألمانيا والنمسا وإيطاليا وفيتنام واليابان والولايات المتحدة الأمريكية.

مزايا تمثال الحرية

هناك العديد من المزايا التي تختص بتمثال الحرية، نذكر منها: [2]

  • تمّ إخلاء جزيرة الحريّة من السكّان لتكريسها لاحتضان تمثال الحرية، وبذلك يكون قاطنها الوحيد.
  • يُعتبر تمثال الحريّة في أمريكا ثالث أكبر تمثال موجود في العالم بعد تمثال الوحدة العملاق في الهند، وتمثال معبد الربيع لبوذا في الصين.
  • في الحرب العالميّة الأُولى عام 1916 م، وقع انفجار ضخم في مدينة جيرسي، ممّا ألحق أضراراً بالغة بتمثال الحرية، بلغت قيمتها 100.000 دولار أمريكي.
  • في عام 1924 م، تمّ إعلان جزيرة الحريّة وتمثال الحرية القائم فيها من الآثار القوميّة التي تُشرف عليها إدارة الحدائق الوطنيّة المسؤولة عن حفظ المواقع الأثريّة في الولايات المتحدة الأمريكيّة.
  • في عام 1984 م، تمّ اعتماد التمثال من قِبَل منظّمة اليونسكو لتصنيفه في قائمة مواقع التراث العالميّ.
  • في عام 1984 م، في الذكرى المئويّة للتمثال، أُعيد ترميمه وطُلي المشعل بطبقة من الذهب عيار 24 قيراط، تلتمع على أنوارها مدينة نيويورك في اللّيل، كما تعكس أشعّة الشمس فتبدو مضيئة في النهار.
  • يتمّ الوصول إلى جزيرة الحرية – حيث التمثال – بعبّاراتٍ خاصّة، كما يجري صعوده إلى أعلى التّاج باستخدام السلالم الحلزونيّة المزدوجة، لينعم الزائر بإطلالة بانوراميّة رائعة على خليج نيويورك والمناطق المجاورة.
  • أُغلق التمثال أمام الزوّار بعد أحداث 11 أيلول/ سبتمبر في مانهاتن عام 2001 م، ليعود افتتاحه وسط إجراءات أمنيّة مشدّدة في عام 2004 م.
  • يضمّ التمثال متحفاً غنيّاً به الأثريّة التي تتكوّن من ثلاثة معارض وهي: “Immersive Theater”، و”Engagement Gallery”، و”Inspiration Gallery”.

يحمل تمثال الحرية في الولايات المتحدة الأمريكية رسالة إنسانيّة وثقافيّة وحضاريّة للأجيال المتعاقبة، كونه أهمّ رموز الحريّة على مستوى العالم، وهو يشهد على أنّ الحريّة الحقيقيّة لا تتمّ إلّا بحمل مشعل التنوير الفكريّ، ورفع لواءه عالياً، ليُنير غياهب الظلمة والجهل، عبر النضال للتحرّر من نير كلّ أشكال استغلال الإنسان لأخيه الإنسان، والتخلّص من أصفاد العبوديّة والعنصريّة التي تُعيق مسيرة البشريّة المنشودة وغايتها الأسمى، ألا وهي العيش في عالم أفضل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button