اين تقع جبال رضوى موقع
جدول ال
اين تقع جبال رضوى أو جبل رضوى، هذا الجبل الذي وصفه النبي (ص) وخصّه بقدسيّة، وتناولته أقلام الأقدمين، والذي يُعتبر شاهداً على أحداث قصّة حبٍّ لم يكتب لها النجاح، بسبب نهايتها المأساويّة التي بطلها العاشق مسلم الوليعي الذي تقدّم لخطبة محبوبته، فقوبل طلبه بالرفض من أهلها، ولحزنه الشّديد كونه لم يظفر بها، ألقى بنفسه من أعلى قمّة جبل رضوى مُنهياً حياته شهيداً للحبّ.
اين تقع جبال رضوى
تقع جبال رضوى في المملكة العربيّة السعوديّة، في الجهة الغربيّة من جبال الحجاز في تهامة، في المدينة المنوّرة، في محافظة ينبع وكأنّه حارس لها، في ديار جهينة، ويحدّه من الجهة الشماليّة الشرقيّة قرية الفقعلي، ومن الجهة الشماليّة الغربيّة قرية رخو (الأحمر) التي هي هجرة لقبيلة رفاعة، وقرية العشيش التي هي هجرة لقبيلة المشاعلة، ومن الجهة الجنوبيّة الغربيّة قرية تلعة نزا، التي هي هجرة لقبيلة نزاء، ويُشرف مباشرةً على ساحل البحر الأحمر [3] وقد وصفه عرام بن الأصبغ السلميّ فقال: “رضوى هو أوّل جبال تهامة، وعلى مسيرة يومٍ من ينبع، وعلى سبع مراحل من المدينة، ميامنه طريق مكة…”. [2]
أقوال في جبال رضوى
ورد ذكر جبل رضوى في العديد من كتب التاريخ والأحاديث، وفي الكتابات النثريّة والأبيات الشعريّة، ونذكر منها:
- قال النبي (ص): “رضوى رضي الله عنه، وقُدْسٌ قدّسه الله، وأُحُدٌ يحبنا ونحبه، جاءنا سائراً إلينا متعبّداً، له تسبيحٌ، يزفُّ زفّاً”.
- في كتب الطّائفة الشيعيّة في زمان الغيبة الكُبرى، إذ يُذكر في دعاء الندبة، على أنّه موضع سكن الإمام المهديّ عليه السلام: “ليت شِعْري أين استقرّت بك النَّوى بل أيُّ أرضٍ تُقِلُّكَ أو ثَرى، أبرَضوى أو غيرها أم ذي طُوىً”.
- جاء ذكر جبال رضوى على لسان الصحابيّ عمرو بن العاص رضي الله عنه حين سأله ابنه وهو في سكرات الموت أن يصف له الموت، فقال: “يا بني الموت أجلّ من أن يوصف، ولكنّي سأصفه لك، أجدُني وكأنّ جبال رضوى على عنقي، وكأنّ في جوفي الشّوك، وكأنّ روحي تخرج من إبرة”. [2]
- جاء في كتاب أبو زيد: “وقرب ينبع جبل رضوى، وهو جبل منيفٌ ذو شعابٍ وأودية، ورأيته من ينبع أخضر، وأخبرني من طاف في شعابه أنّ به مياهاً كثيرة وأشجاراً، وهو الجبل الذي تزعم الكيسانيّة أنّ محمد بن الحنفيّة به مقيمٌ حيٌّ يرزق”.
- ورد هذا الجبل في شعر حسّان بن ثابت، حين قال: (لنا حاضٌر فعمّ وبادٍ كأنّه *** شماريخ رضوى عزّة وتكرُّما).
- كما ورد في رثائيّة للمتنبّي، قال فيها: (ما كنت أحسب قبل دفنك في الثرى *** أنّ الكواكب في التراب تغورُ / ما كنت آمل قبل نعشك أن أرى *** رضوى على أيدي الرجال تسيرُ).
- وقد ذكره أبو العلاء المعرّي، فقال: (يهم اللّيالي بعض ما أنا مضمرٌ *** ويثقلُ رضوى دون ما أنا حاملُ / وإني وإن كنت الأخير زمانُهُ *** لآتٍ بما لم تستطعهُ الأوائلُ).
معلومات عن رضوى
تتمتّع جبال رضوى بعدّة ميّزات، نذكر منها ما يلي: [1]
- تُعتبر جبال رضوى من جبال المملكة العربيّة السعوديّة الوعرة، والتي تتّصف بصعوبة الوصول إلى قمّتها، التي تطلّ على مدينة ينبع بكاملها، وتعطي مشهداً بانوراميّاً خاصّاً بها.
- يُعتبر الجبل بيئة مناسبة للحيوانات البريّة، كالذّئاب والنمور العربيّة والثعالب و الوعول وغيرها.
- تنمو على سفوحه بعض الأعشاب البريّة كالزعتر البريّ والعرعر والهيل.
- يتميّز بلونه الأحمر، وقممه المسنّنة، ففيه أعلى قمة في سلسلة جبال النخيل.
- يبلغ ارتفاعه حوالي 2.170 متراً عن مستوى سطح البحر
- تنتشر فيه المناحل الخاصّة بتربية النحل وإنتاج العسل.
- تنبع من جبال رضوى – في شمال ينبع – شلالات رائعة الجمال تُعرف بشلّالات ينبع النخل.
بهذا نكون قد أجبنا على سؤال اين تقع جبال رضوى أكبر جبال الحجاز الشّاهقة في المملكة العربيّة السعوديّة في تهامة في محافظة ينبع، إذ تمتّع هذا الجبل بالمكانة التاريخيّة الشهيرة في شبه الجزيرة العربيّة، لكثرة ما نُسج حوله من روايات، وتناولته أقلام الشعراء والرّواة، فكان حاضراً في العديد من مؤلّفاتهم.