انقسامات أوروبية حول أوكرانيا.. فرنسا تنسُج تحالفًا مع جيران كييف لردع روسيا
09:49 م
الأحد 10 مارس 2024
كتب- محمد صفوت:
تطفو الخلافات والانقسامات الأوروبية على السطح مع دخول الحرب الأوكرانية عامها الثالث، بين مؤيد ومعارض لمقترح فرنسا إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا.
وتعمل فرنسا على بناء تحالف من الدول المنفتحة على فكرة نشر قوات غربية في أوكرانيا، ما يعمق الصراع مع ألمانيا التي رفضت فكرة إرسال قوات من الناتو إلى أوكرانيا، ردًا على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مؤتمر في باريس ضم 20 زعيمًا أوروبيًا.
ووفقًا لما نشرته صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية، بدأت فرنسا العمل على بناء التحالف مع دول البلطيق، حيث سافر وزير خارجيتها ستيفان سيجورني إلى ليتوانيا، والتقى بنظرائه من دول البلطيق وأوكرانيا لدعم الفكرة.
وقال سيجورني في اجتماع ترأسه وزير الخارجية الليتواني جابريليوس لاندسبيرجيس وحضره نظيره الأوكراني دميترو كوليبا: “ليس من حق روسيا أن تخبرنا كيف ينبغي لنا أن نساعد أوكرانيا في الأشهر أو السنوات المقبلة، وليس من حقها أن تنظم كيفية نشر تحركاتنا أو أن تضع خطوطًا حمراء”.
وشدد وزير الخارجية الفرنسي، على الحاجة إلى اتخاذ قرار جماعي بين الدول الحليفة لهذه المهمة، مضيفًا أن القوات ستساعد في إزالة الألغام بدلاً من القتال.
نقص الذخيرة المدفعية
وتعاني أوكرانيا مؤخرًا من نقص في الذخيرة المدفعية ما يصعب مهتما في وقف الهجمات الروسية في عدة محاور.
وقال الوزير الفرنسي، إن أوكرانيا لم تطلب إرسال قوات، لكنها تطالب بإرسال ذخيرة في الوقت الحالي، مضيفًا: “لا نستبعد أي شيء في الأشهر المقبلة”.
بدورهم أشاد وزراء دول البلطيق (إستونيا، ولاتفيا، وليتوانيا) بالمقترح الفرنسي (إرسال قوات إلى أوكرانيا) باعتبارها “فكرة خارج الصندوق”.
انفتاح دول البلطيق على الفكرة الفرنسية
وتقول “بوليتيكو” إن المقترح الفرنسي الذي واجه رفضًا واسعًا من ألمانيا والدول الأوروبية الأخرى، لقى انفتاحًا من دول البلطيق حيث أنها أكثر عرضة لأي هجوم روسي في حال انتصرت موسكو في حربها بأوكرانيا.
بولندا تنضم إلى فرنسا
وفي الأيام الأخيرة، انضمت بولندا إلى الدول المنفتحة على الاقتراح الفرنسي، وصرح وزير خارجيتها رادوسلاف سيكورسكي، قائلاً: “وجود قوات الناتو في أوكرانيا، ليس بالأمر المستبعد”، مضيفًا، إن بلاده تقدر مبادرة ماكرون.
وفي احتفالية الذكر الـ 25 لانصمام بولندا للناتو التي أقيمت الجمعة، قال وزير الخارجية البولندي راديك سيكورسكي، إن وجود قوات الناتو في أوكرانيا “ليس أمرًا مستبعدًا”، معربًا عن تقديره للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لعدم استبعاده هذه الفكرة.
واعترف وزير الخارجية البولندي، بوجود جنود من “الناتو” داخل أوكرانيا حاليًا، لكنه لم يوضح طبيعة المهمتهم أو تعدادهم موجهًا الشكر إلى الدول التي أقدمت على هذه المخاطرة.
بدورها، علقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، على تصريح وزير الخارجية البولندي بالقول: “لم يعد بإمكانهم التستر على ذلك بعد الآن”.
وأثار وزير خارجية فرنسا، مخاوف بشأن وضع موسكو أنظارها على دول البلطيق، التي كانت جزءًا من الامبراطورية السوفيتية وهي حاليًا دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي والناتو.
في ذات السياق، أكد وزير خارجية ليتوانيا، ضرورة أن يُرسم لروسيا خطوطًا حمراء، وأنه لابد عدم استبعاد أي شكل من أشكال الدعم لأوكرانيا.
بدوره، وجه وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا انتقادات “خفية” إلى ألمانيا التي رفضت إرسال صوارخ “توروس” إلى أوكرانيا تجنبًا للتصعيد قائلاً: “أنا شخصيًا سئمت من الخوف من التصعيد، مشكلتنا أنه لا يزال لدينا من يفكر في هذه الحرب من منطلق الخوف من التصعيد”.
وتابع كوليبا: “ما هو نوع التصعيد الذي تخاف منه؟ ماذا يجب أن يحدث لأوكرانيا حتى تفهم أن هذا الخوف لا طائل منه؟ ماذا تتوقع من بوتين أن يفعل؟”.
مضيفًا: “لقد أرسلت دبابات لكنني لم أرسل الصواريخ أو القوات، لذلك ربما عليك أن تكون ألطف معي من الآخرين؟ هذه ليست الطريقة التي يفكر بها بوتين، وليست هذه هي الطريقة التي يعامل بها أوروبا”.
ممثل عسكري فرنسي في مولدوفا
وكانت فرنسا ومولدوفا، وقعتا اتفاقية الخميس الماضي، بدفع التعاون الدفاعي والاقتصادي، كجزء من حملة ماكرون لحث الغرب على ضرورة دعم أوكرانيا وجيرانها الأكثر ضعفًا ضد العدوان الروسي.
وقعت الاتفاقية بعد أسبوع واحد من من طلب منطقة ترانسنيستريا الانفصالية الموالية لروسيا في مولدوفا مساعدة موسكو، ما اعتبره المراقبين دعوة رددت صدى الانفصاليين في دونباس شرق أوكرانيا في بداية الصراع عام 2014.
ويتضمن اتفاق الدفاع وضع ممثل عسكري فرنسي في مولدوفا، فضلا عن برامج التدريب وإمدادات الأسلحة. كما تعهدت باريس بالاستثمار في مشاريع الطاقة والموارد الطبيعية والنقل بالسكك الحديدية في مولدوفا.