منوعات

الفرق بين الاعتكاف والعكوف موقع

جدول ال

الفرق بين الاعتكاف والعكوف، يجب على العبد أن يتقرب إلى ربه بجميع السبل المشروعة، لنيل رضى الله عز وجل ومحبته، وحصول السعادة له في الدنيا والاخرة، وفي هذا المقال سنتحدث عن الاعتكاف والعكوف، فمن حيث النطق فهما متشابهان، فهل هما متشابهان أيضا من حيث المعنى، في هذا المقال سنجيب عن هذا السؤال، وسنبين شروط الاعتكاف، وضوابط المسجد الذي يصح فيه الاعتكاف، ومدة الاعتكاف.

الفرق بين الاعتكاف والعكوف

الاعتكاف هو الإقامة في المسجد بنية التقرب إلى الله عز وجل، ليلا كان أو نهارا، أما العكوف فهو البقاء عند القبور تعظيما لها أو طلبا للبركة من أصحابها، فشتان بين الاعتكاف والعكوف، فالاعتكاف أمر محبب لله عز وجل ويقرب العبد الى ربه، أما العكوف فهو شرك أكبر مخرج صاحبة من الملة، وموجب لغضب الله وسخطه، فصاحب هذا الفعل يكون بفعله هذا قد أخرج نفسه من دين الإسلام، وإذا مات على هذا الفعل فهو يستحق الخلود بنار جهنم، قال تعالى: ( نَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا )[1]، أما غايات الاعتكاف فهي عكوف القلب على طاعة الله عز وجل، والخلوة بالله تعالى، والانقطاع عن الانشغال بالحياة الدنيا وزينتها، والانشغال بهم الأخرة، فيصير الهم كله في سبيل التقرب لله ومرضاته، والأصل في الاعتكاف أنه سنة وليس بواجب، إلا إذا كان نذرا فيجب، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن نَذَرَ أن يطيعَ اللهَ فليطعْهُ ومن نَذَرَ أن يعصيَه فلا يعصِيِهِ)[2]، ونقل غير واحد من العلماء الإجماع على مشروعية الاعتكاف كالنووي وابن قدامة وشيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهم.[3]

شروط الاعتكاف

يجب على من أراد الاعتكاف، أن يتقيد بشروط لكي يصح اعتكافه، وهذه الشروط هي:[4]

  • أن يكون مكلفًا: والتكليف معناه الإسلام، والعقل، والتميز، وهذا باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة: الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة.
  • النية: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى).[5]
  • أن تأخذ الزوجة إذن زوجها: فلايصح للمرأة المتزوجة أن تعكتف بغير اذن زوجها، وهذا باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة.
  • أن يكون الاعتكاف في المسجد: فقد نقل الإجماع على ذلك، ولا يشترط أن يكون الاعتكاف في المساجد الثلاثة، وهذا باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة، ولا يصح اعتكاف المرأة في مسجد بيتها، وهو مذهب الجمهور: المالكية، والشافعية، والحنابلة.
  • الطهارة من الحدث الأكبر: ولا يصح الاعتكاف ابتداء إلا بطهارة المعتكف مما يوجب الغسل كجنابة، أو حيض، أو نفاس وهذا باتفاق المذاهب الفقهية، ولا يشترط للاعتكاف الطهارة من الحدث الأصغر.

ويجوز للمعتكف الصعود إلى منارة المسجد، إن كانت في المسجد أو بابها فيه، واعتكافه صحيح؛ وذلك لأن المنارة إن كانت في المسجد، أو بابها فيه، فهي من جملة المسجد، فتأخذ أحكامه، وصح الاعتكاف في سطح المسجد، أو صعود المعتكف إليه، وهو مذهب الجمهور، وحكي الإجماع على ذلك؛ وذلك لأن السطح من جملة المسجد، فيأخذ أحكامه، وصح خروج المعتكف إلى الرحبة إن كانت متصلة بالمسجد، واعتكافه صحيح، وهو مذهب الشافعي.

ضابط المسجد الذي يصح فيه الاعتكاف

إن كان يتخلل الاعتكاف صلاة جماعة، فيشترط لصحته أن يكون في مسجد جماعة، وهو مذهب الحنفية، والحنابلة، وذلك لأن الجماعة واجبة، واعتكاف الرجل في مسجد لا تقام فيه الجماعة إن كان يتخلل اعتكافه جماعة، يفضي إلى أحد أمرين: إما ترك الجماعة الواجبة، وإما خروجه إليها، فيتكرر ذلك منه كثيرا مع إمكان التحرز منه، وذلك مناف للاعتكاف؛ إذ هو لزوم المعتكف والإقامة على طاعة الله تعالى فيه، ويجوز الاعتكاف في غير مسجد الجمعة، إن كان لا يتخلل الاعتكاف جمعة، باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة، ولا يشترط الاعتكاف في المسجد الجامع، ومن وجبت عليه الجمعة وكانت تتخلل اعتكافه؛ فعليه أن يخرج لحضور الجمعة، ثم يرجع إلى المسجد الذي يعتكف فيه، والأفضل أن يكون اعتكافه في المسجد الجامع، وهو مذهب الحنفية ، والحنابلة.[6]

مدة الاعتكاف

يجوز الاعتكاف في السنة كلها، في الجملة، ويتأكد استحبابه في رمضان، ويصح الاعتكاف من غير صوم،  عن عائشة رضي الله عنها: ( أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأوَاخِرَ مِن رَمَضَانَ حتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أزْوَاجُهُ مِن بَعْدِهِ)[7]، ويستحب اعتكاف العشر الأواخر من رمضان، ولا حد لأقل مدة للاعتكاف وهو قول جمهور العلماء، وكذلك لاحد لأكثر مدة الاعتكاف؛ لأن الاعتكاف في اللغة هو الإقامة، وهذا يصدق على المدة الطويلة والقصيرة، ولم يرد في الشرع ما يحدده بمدة معينة.[8]

ويهذا نكون قد علمنا الفرق بين الاعتكاف والعكوف وبينا أنهما مختلفان تماما في المعنى فالاعتكاف شرع للتقرب لله تعالى ونيل فضله، أما العكوف فهو نوع من أنواع الشرك الأكبر التي يجب على المسلم الابتعاد عنها، واجتنابها لكي يحافظ على ايمانه بالله عز وجل.

المراجع

  1. ^سورة النساء الآية 116 , 20201212
  2. ^الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : ابن العربي | المصدر : عارضة الأحوذي الصفحة أو الرقم: 4/29 | خلاصة حكم المحدث : صحيح , 20201212
  3. ^dorar.net , تعريف الاعتكاف، وغاياته , 20201212
  4. ^dorar.net , ما يُشتَرَطُ وما لا يشتَرَطُ لصحَّةِ الاعتكافِ , 20201212
  5. ^الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 1 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] , 20201212
  6. ^dorar.net , المَسجِدُ , 20201212
  7. ^الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 2026 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] , 20201212
  8. ^dorar.net , زمانُ الاعتكاف , 20201212

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button