العمل يسبق العلم صح او خطا
جدول ال
العمل يسبق العلم صح او خطا، هو عنوان هذا المقال، ومعلومٌ أنَّ المسلمَ مطلوبٌ منه العلمَ والعملَ، وفي هذا المقال سيتمُّ بيان صحة عبارة العملَ يسبقُ العلمَ، كما سيتمُّ ذكر الأدلةِ على أهميةِ العلمِ، مع الاستشهادِ بآياتِ القرآنِ الكريمِ، كما أنَّ القارئ سيجد في هذا المقال بيان العلاقةِ بينَ العلمِ والعملِ.
العمل يسبق العلم صح او خطا
هذه العبارة تعدُّ عبارةً خاطئةً؛ حيث أنَّ العلمَ هو الذي يسبق العمل، حتى يكون العمل صحيحًا وناجحًا، ودليل ذلك قول الله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ}،[1] ووجه الدلالةِ من ذلك أنَّ الله عزَّ وجلَّ طلب من رسول الله أن يعلمْ ثمَّ طلب منه أن يعمل.[2]
شاهد أيضًا: هل العلماء هم مصابيح الدجى
الدليل على أهمية العلم
لقد خلق الله عزَّ وجلَّ الإنسانَ ثمَّ زوده بأدواتِ العلمِ والمعرفةِ، حيث قال الله تعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}،[3] لما في العلمِ من أهميةٍ بالغةٍ، وفي هذه الفقرةِ من هذا المقال سيتمُّ بيانُ الدليل على أهميةِ العلمِ في الإسلامِ، وفيما يأتي ذلك:[4]
- أنَّ أول آية نزلت من القرآن الكريم، تأمر المسلمُ بالقراءةِ والتي تعدُّ مفتاحَ جميعِ العلومِ، حيث قال الله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}.[5]
- أنَّ الله عزَّ وجلَّ استشهد بمقامِ العلماء على وحدانيته، حيث قال تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.[6]
- أنَّ معرفة الله عزَّ وجلَّ وخشيته لا تتمُّ إلا من خلال المعرفةِ والعلمِ، ودليل ذلك قول الله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}.[7]
- أنَّ الله عزَّ وجلَّ مدح أهل العلم وأثنى عليهم، ودليل ذلك قول الله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}.[8]
شاهد أيضًا: تفسير الأرواح جنود مجندة ما تشابه منها ائتلف وما تشابه منها اختلف
العلاقة بين العلم والعمل
إنَّ العلاقةَ بين العلمِ والعملِ علاقةً وثيقةً مترابطة؛ حيث أنَّ هناك تلازمًا كبيرًا بينهما، والتحديد إذا كان الأمرُ متعلقًا بالأمور الدينية، فيجب حينها على المسلمِ اتباعَ علمهِ بالعملِ، وعدم الاكتفاءِ بالعلمِ وحده، كما لا يُمكن الاكتفاء بالعملِ من غيرِ علمٍ؛ إذ أنَّ العملَ حينها سيكونُ غيرُ صحيحٍ ولا مطابقٍ للمطلوب.
شاهد أيضًا: فضل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
الأدلة على أن العلم يسبق العمل
هناك عددٌ من الأدلة الشرعية التي تبيِّن أنَّ العلمَ يسبقُ العملَ، منها قوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ}، وقد تمَّ بيان وجه الدلاة منها في الفقرةِ الأولى، ومن الأدلةِ أيضًا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله يحبُ إذا عملَ أحدكُم عملا أن يتقنهُ”،[9] ووجه الدلالةِ من ذلك أنَّ اتقانَ العملِ يحتاجُ إلى علمٍ.
وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال والذي يحمل عنوان العمل يسبق العلم صح او خطا، والذي تمَّ فيه بيان خطأ هذه العبارةِ مع بيان التعليلِ، كما تمَّ ذكر الأدلةِ على أهميةِ العلمِ في الإسلام مع الاستشهادِ بآيات القرآن الكريمِ، وفي ختام هذا المقال تمَّ بيان العلاقةِ بين العلمِ والعملِ.