أعادت وكالة الطاقة الدولية النظر في توقعاتها بشأن الطلب على النفط، مشيرة إلى احتمال استمرار نمو الاستهلاك العالمي حتى منتصف القرن، في سيناريو يُظهر ارتفاعاً بنسبة 13% بحلول عام 2050. ويأتي هذا التطور في ظل تباطؤ وتيرة انتشار المركبات الكهربائية، وفقاً لتقرير الوكالة.
تُعدّ وكالة الطاقة الدولية، التي تتخذ من باريس مقراً لها، مرجعاً عالمياً في مجال الطاقة، وتعتمد عليها الحكومات وشركات الطاقة في رسم السياسات واتخاذ قرارات الاستثمار. وقد أثار التقرير الجديد تساؤلات حول مستقبل الطلب على النفط، خاصة في ظلّ التوجهات العالمية نحو مصادر الطاقة المتجددة.
سيناريو السياسات الحالية والطلب على النفط
أعادت وكالة الطاقة الدولية طرح “سيناريو السياسات الحالية” (CPS) بعد انقطاع دام خمس سنوات، والذي يفترض استمرار نمو الطلب على النفط. ويشير هذا السيناريو إلى أن الاستهلاك العالمي للنفط سيستمر في الارتفاع، مدفوعاً بتباطؤ وتيرة انتشار المركبات الكهربائية.
وتشير التوقعات إلى أن الطلب على النفط سيزداد بنسبة 13% بحلول عام 2050، وفقاً لسيناريو السياسات الحالية. ويعكس هذا التطور التحديات التي تواجهها الجهود العالمية الرامية إلى تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
التأثيرات العالمية لسيناريو السياسات الحالية
يأتي هذا التطور في ظلّ إدارة أميركية داعمة للوقود الأحفوري، وتوجّه سهامها نحو مصادر الطاقة المتجددة. وتُعدّ هذه الخطوة جزءاً من إعادة تقييم لآفاق النفط طويلة الأجل من جانب الوكالة وقطاع الطاقة ككل.
وتعتمد الحكومات وشركات الطاقة على توقّعات وكالة الطاقة الدولية في رسم السياسات واتخاذ قرارات الاستثمار. وقد حملت تحليلات الوكالة هذا العام رؤية واقعية لوفود الدول المشاركة في محادثات المناخ التي ترعاها الأمم المتحدة، والمعروفة باسم “كوب 30″، والمنعقدة هذا الأسبوع في البرازيل.
آفاق مستقبلية
تشير التوقعات إلى أن مستقبل الطلب على النفط سيظل موضع نقاش وجدل. وفي ظلّ التطورات الحالية، من المتوقع أن تواصل وكالة الطاقة الدولية مراقبة التطورات في سوق النفط وتقديم تحديثات دورية حول توقعاتها.
وفي ظلّ هذه التطورات، ينتظر أن تتخذ الحكومات والشركات قرارات استثمارية وسياساتية استناداً إلى التوقعات الجديدة. وستظل مسألة الطلب على النفط محطّ اهتمام ومتابعة من قبل الجهات المعنية.
