الخوف من العاصفة يهدد الوظيفة.. حكاية “عرفات” عامل التوصيل مع ذروة الطقس السيئ
10:12 م
الخميس 01 يونيو 2023
كتب– محمود عبدالرحمن:
في الوقت الذي تسابق فيه المارة في شوارع القاهرة للاختباء من العاصفة الترابية الشديدة التي ضربت البلاد، كان محمد عرفات الذي يعمل بإحدى شركات توصيل الطلبات يشق بدراجته النارية شوارع منطقة الدقي بالجيزة، ليتمكن صاحب الـ27 عاما من الوصول إلى العملاء المستهدف الوصول إليهم بـ”الاردورات” في الوقت المحدد، تجنبا للخصم من الأجرة التي يتقاضاها من الشركة مقابل كل أوردر في حالة التأخير.
خلال الساعات الماضية، شهدت العديد من مناطق القاهرة والجيزة سقوط أمطار خفيفة وعاصفة ترابية محملة بالرمال، وأعلنت العامة للأرصاد الجوية، استمرار تكاثر السحب المنخفضة ونشاط الرياح مثير للرمال والأتربة وأجواء مغبرة على أغلب الأنحاء، بينما وجهت وزارة الصحة العديد من النصائح لعدد من المرضى الذين يعانون من مشاكل تنفسية منها عدم الخروج من المنازل لحين انتهاء العاصفة.
“كل أوردر بيكون ليه وقت توصيل مينفعش اتاخر عليه مهما حصل”، يقولها الشاب الذي انتظر أمام إحدى محلات السوبر ماركت حتى يتم تجهيز طلبه وتوصيله إلى المنطقة التي يقطن بها العميل يقول “العميل ميعرفش عاصفة ولا مطر أهم حاجة طلبه يصل في الوقت المحدد”، وهو ما يسعى إليه عرفات في كل مرة تجنبا لحدوث مشاكل مع شركة التوصيل التي يعمل بها: “لو عامل الطلبات أتاخر كذا مرة غلط وممكن ياخد بلوك خالص من الشغل”، أو خصم جزء من الأجرة المحددة 18 جنيها عن كل أوردر.
منتصف مايو الماضي، التحق عرفات الذي يقيم في منطقة إمبابة بالجيزة بالعمل في توصيل الطلبات، مر عليه خلال تلك الفترة العديد من المواقف والظواهر يتذكرها الشاب، يقول “مرة كانت الدنيا بتمطر جامد جدا لدرجة أن ملابسي بقت كلها مياه”، ولم تمنعه شدة المطر من التوقف عن عمله.
“أنا معايا تطبيق على الموبايل لو جه عليه أوردر مينفعش أرفضه”، يستكمل الشاب القادم من محافظة قنا إحدى محافظات الصعيد. موضحا أنه في حالة تكرار رفض الطلبات يؤدي مع مرور الوقت إلى توقفه على العمل، في ظل التزامه في الفترة الحالية بالعديد من المسؤوليات المادية منها، دفع 1400 جنيه قسط شهري للدراجة النارية التي يعمل بها بجانب قيامه بتجهيز شقته التي استئجارها في المنطقة التي يقيم بها، استعدادا لحفل زفافه: “الظروف بقت صعبة امبارح جبت السيراميك الأسعار ولعت”، لذا لا يجد الشاب رفاهية التوقف عن العمل والبقاء في المنزل بالرغم من الأزمات: “بنشتغل ورزقنا على الله”.