التعليم العالي: دور حيوي للاستشعار من البعد في تحديد مواقع تواجد وانتشار ناقلات الأمراض
كتب- عمر كامل:
أكد أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، على أهمية توجيه الأبحاث العلمية لخدمة المجتمع، تحقيقًا لأهداف التنمية المستدامة للدولة (رؤية مصر 2030)، مشيرًا لأهمية الدور المجتمعي والخدمي للمؤسسات البحثية في مجالات الصناعة والزراعة والصحة وتوطين التكنولوجيا، وغيرها من المجالات ذات الأولوية لخدمة أهداف التنمية المُستدامة، مؤكدًا أهمية تكثيف الأبحاث والدراسات في قطاع الصحة والقضايا العالمية مثل نقل الأمراض.
وأشار الدكتور إسلام أبو المجد رئيس الهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء، إلى أن تقنيات الاستشعار من البعد تعد من التقنيات المهمة في الدراسات البيئية، ودراسة جميع العناصر والمعاملات البيئية التي تتحكم في التنوع البيولوجي، ومنها الآفات الحشرية التي يمكن أن تكون حاملة للأمراض.
وأوضح أن الهيئة تقوم بالعديد من الدراسات في هذا المجال، حيث قامت بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية بدراسة الملاريا والبعوض الناقل للملاريا في اليمن، وتم دراسة البؤر التي يمكن أن تكون بؤر نشطة لنمو أجناس البعوض التي تحمل مرض الملاريا، حيث تم دراسة الرطوبة ودرجة الحرارة والمياه والغطاء الأرضي والنباتات وكافة المعاملات البيئية التي يمكن أن تساعد في نمو واحتضان الأجناس الخاصة بنقل مرض الملاريا.
وأضاف أنه جار استكمال الدراسة بوضع مخطط إستراتيجي يمكن أن يساعد في مكافحة البؤر التي يمكن أن تساعد في نشاط ونمو الحشرات الناقلة للأمراض، والمساعدة جغرافيًا في تحديد الأماكن والتجمعات السكانية التي تتعرض للباعوض الناقل للأمراض، وربطها بالمنظومة الصحية من حيث المكافحة سواء بتقديم أدوات طبية أو ادوات مكافحة.
كما أوضح، أن الهيئة قامت بدراسة أخرى في السودان، وتم إجراء دراسة جغرافية وإقامة منظومة لتوزيع الخدمات الطبية لأماكن تجمع حاملات مرض الملاريا والبعوض، ومكافحة الأماكن التي يمكن أن تكون مصدر لانتشار المرض، ومساعدة التجمعات السكانية، والمدن والقرى والنجوع بمكافحة البعوض، لافتًا إلى إمكانية أن يتم ذلك من خلال نظام كمبيوتر متكامل على شاشة بمنظمة الصحة يمكن من خلالها متابعة عناصر الإصابة، وعدد الإصابات، وكيفية مكافحة الإصابات، وأقرب وحدة صحية، والمتاح من الأدوات في الوحدة الصحية.
وأضاف رئيس هيئة الاستشعار من البعد، أن الهيئة لها دور فعال في دراسة ناقلات الأمراض، مشيرًا إلى أنه جار العمل على مشروع بعنوان “تأثير التغير المناخي علي توزيع بعوض Aedes الناقل للأمراض”، بالتعاون مع جامعة عين شمس؛ لدراسة ناقلات الأمراض في منطقة البحر الأحمر والغردقة والتي يمكن أن تمتد إلى جنوب حدود السودان، لافتًا إلى أن الهيئة تقوم بدورها في إنتاج خرائط لبيئات توالد البعوض وتحديد أنواع اليرقات الأكثر انتشارًا وعمل نماذج كارتوجرافية مبتكرة قابلة للتطبيق؛ لتوقع وتحديد أماكن تواجد وتوالد وانتشار البعوض، وتقييم الخطر البيئى لدعم متخذى القرار فى مجال الصحة العامة من خلال تحديد الأماكن الأكثر عرضة لتوالد البعوض، وبالتالي انتشار الأمراض (الفلاريا، الملاريا، حمى الوادى المتصدع وغيرها)؛ لتسهيل عمليات المكافحة.